مهرجان جرش نبض الثقافة ومحرك التنمية الاقتصادية

  خاص 

في الفترة من 23 يوليو حتى 2 أغسطس 2025، تستضيف مدينة جرش الأثرية فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان جرش للثقافة والفنون تحت شعار "هنا الأردن... والعزّة مستمرة"، برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، وبرنامج غني يتضمن أكثر من 235 فعالية ثقافية وفنية من 37 دولة  .

يقام المهرجان داخل مدينة جرش الرومانية القديمة، بين المسرح الجنوبي والشمالي، الساحة الرئيسية، شارع الأعمدة، ومسرح الصوت والضوء، مما يمنح الزائر تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والحاضر  .

التأثير الاقتصادي

للمهرجان أثر إيجابي ملموس على الاقتصاد الأردني، خاصة في محافظات الشمال. فهو يُنشط قطاع السياحة ويعزز حضور السياح العرب والأجانب، مما يعود بالنفع على الإقامة، المطاعم، والنقل. ويتيح للمجتمعات المحلية — وخاصة النساء والحرفيات — فرصة تسويق منتجاتهن اليدوية والمأكولات الشعبية ضمن أكشاك ومعرض الحرف  .

وقد أظهر اهتمامًا متزايدًا بتمكين المرأة اقتصاديًا؛ إذ شاركت عشرات النسوة من خلال جمعيات تعاونية في إنتاج وبيع منتجات تراثية، مدعومات ببرامج تدريبية وتعاون مع مجلس المرأة والبرنامج الأمريكي Makani  . كذلك، وفر المهرجان فرص عمل مؤقتة لقطاع الخدمات، اللوجستيات، والنقل، مما يدعم الاقتصاد المحلي ويعزز سبل العيش.

التأثير الثقافي والاجتماعي

يعد مهرجان جرش منصة بارزة للدبلوماسية الثقافية، حيث تستضيف الفرق المحلية والعربية والدولية، ويتبادل الجمهور عروضًا من شرق وغرب تقفز فوق الانقسامات الثقافية، وتعزز الهوية الأردنية المتنوعة — من البدو والحضر، من شمال الأردن وجنوبه — بكل أبعادها الاجتماعية والدينية والثقافية  .

كما يضم المهرجان مجموعة واسعة من الأنشطة الأدبية مثل أمسيات شعرية يشارك فيها نحو 140 شاعرًا من الأردن والعالم العربي، بالإضافة إلى ندوات ثقافية ومجالس فكرية تناقش موضوعات كالهويات الرقمية وسيناريوهات الرواية العربية المعاصرة  .

وقد أكد مسؤولون ثقافيون أن المهرجان يمتد تأثيره بعد انتهاء فعالياته، من خلال استمرار بيع الحرف والمشغولات بعد الحدث، وزيادة اهتمام الزوار بهذه المنتجات ما بعد الموسم  .

يسهم مهرجان جرش في ترسيخ الهوية الوطنية الأردنية كمركز ثقافي وسياحي، ويثبت أن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في التنمية البشرية والاقتصادية. فبين أنقاض جرش القديمة تعانق الفنون حياة جديدة، وتُطلق رسالة سلامٍ وتعددية ثقافية للعالم بأسره.