ديوان (صخرة برية) للشاعر "محمد عساف" حداثة أدبية ثقافية

"محمد العساف" هو شاعر سوري مقيم في المملكة العربية السعودية، حصد عدة جوائز وشارك في عدة فعاليات عربية؛ مما سلط الضوء عليه في الأونة الأخيرة، أصدر ديوانه (صخرة بريّة) الديوان الشعري الفلسفي الذي يؤنسن الأشياء من حولنا ويجعلها تتكلم وتبتسم وتحزن، وتشاركنا أحداثنا اليوميّة بصورة عميقة.

يعتبر ديوان "عساف" تجربة خصبة، وفيها كثير مما ينتظر أن تلامِسه تأملات البحث والكتابة؛ من مثل الاشتغال على صور من الاستعارة التشخيصية الخاصة في أنسنة الشعر للشعر، وهو ما تهدف هذه المقاربة النقدية إلى سبر تجلياته الشعرية، في سياق من التعاطي النقدي مع صورة الألم والمعاناةِ في شعره.

فالشعور وقود الشعر، وكلما صرخ الشعور وضرب في أعماق النفس قويت ملكة الشاعر، فكيف إذا ما كان الشعور مدفوعا ببركان من غضب.

يصف "عساف " الشعر في قصائده على أنه ليس صورة طبق الأصل عن الواقع، بل صورة تعكسه، لكنها لا تطابقه تمام المطابقة، ففيها من نفس الشاعر ورؤاه ما يجعلها أقرب أو أبعد مما هي عليه في الحقيقة، إلا أن يكون شعرا مكتوبا بغرض التأريخ ونقل الأحداث.