غوتيريش: الحرب على غزة عرّضت سلطة مجلس الأمن ومصداقيته لأضرار كبيرة
أخبار دقيقة -
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن القصف الإسرائيلي العنيف لقطاع غزة قوبل بالصمت من قبل مجلس الأمن الدولي، وبعد أكثر من شهر صدر قرار عن المجلس لم يتم تنفيذه، وهذا التأخير كان له ثمن باهظ، مما عرّض سلطة المجلس ومصداقيته لأضرار كبيرة.
وأشار غوتيريش في كلمة ألقاها خلال "منتدى الدوحة 2023" اليوم الأحد، إلى الرسالة التي وجهها الأسبوع الماضي إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، والتي استخدم فيها المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة للمرة الأولى منذ توليه منصبه، والتي أتاحت له لفت انتباه المجلس إلى "أنه ما من حماية فعالة للمدنيين في قطاع غزة"، في ظل وصول عدد الضحايا المدنيين إلى عدد غير مسبوق، إضافة إلى انهيار منظومة الرعاية الصحية وبالتالي انهيار النظام الإنساني.
وأضاف "أنه من الممكن أن يتدهور الوضع الإنساني في غزة إلى كارثي مع مضامين وتبعات لا تحمد عقباها، مؤكدا أنه ومن أجل تلافي هذه الكارثة طلبت مجددا من مجلس الأمن الدولي التوصل لاتفاق إنساني من أجل وقف إطلاق النار، ولكن للأسف عجز المجلس عن اتخاذ قرار بهذا الشأن"، مضيفا "هذا لا يعني أن الموضوع بات أقل ضرورة، وأعدكم بأنني لن أستسلم".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن موضوع بناء المستقبل المشترك هو الموضوع المثالي للمرحلة التي نعيشها، ولذلك لا بد من بناء الجسور وإيجاد حلول مشتركة للتحديات العالمية، من خلال الشراكة والتضامن الذي تجلى بأبهى صوره في منتدى الدوحة اليوم لدفع الأجندات الطموحة إلى الأمام من أجل بناء مستقبل مشترك نحو عالم أفضل.
وشدد غوتيريش على ضرورة التضامن لإنقاذ كوكبنا الذي يتعرض لعاصفة شاملة حسب قوله، بداية من الانقسامات الجيوسياسية إلى انعدام المساواة وارتفاع مستوى الفقر والفوضى المناخية والديون الهائلة والأسعار المرتفعة، بالإضافة إلى التكنولوجيا الجديدة التي لا تعرف قيودا أو حدودا.
وأشار إلى ضعف المؤسسات الحالية فقد مر عليها الزمن وهي عالقة في الماضي والواقع الذي كان سائدا قبل 80 عاما، فالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تغيرت بشكل جذري منذ ذلك الحين ونحن بحاجة إلى جهود جدية لكي ننهض بالبنى الاجتماعية ونقوم بإرساء بنى جديدة مبنية على التضامن وقائمة على شريعة الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأفاد بأن الدول عاجزة على التعامل مع تهديدين وجوديين هما المناخ والتكنولوجيا، ففي المناخ علينا التقليل من الانبعاثات الكربونية وتحقيق العدالة المناخية، بالرغم من الوعود والتعهدات فإن مناخنا ينهار والانبعاثات وصلت إلى مستوى غير مسبوق تاريخيا، بسبب الوقود الأحفوري.
ونبه إلى تهديد التكنولوجيا الجديدة، مشيرا إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم حلولا للعديد من التحديات العالمية ولكن في حال غياب الأنظمة المناسبة قد يؤدي ذلك إلى مشاكل لا تحمد عقباها، فالذكاء الاصطناعي يستخدم على نطاق واسع في تعديل الصوت والصورة وتحليل وحصد البيانات.
وأعلن عن قيامه باختيار مجلس استشاري متعدد الأطراف معني بالذكاء الاصطناعي لإصدار توصيات بهذا الشأن مع نهاية العام، فهذه التكنولوجيا بحاجة ماسة لحوكمة شاملة ومرنة.
ولفت غوتيريش إلى أنه بالإضافة إلى ذلك فإن الأجندة الجديدة المقترحة للسلام يجب أن تساعدنا في تفادي النزاعات والمعايير المزدوجة وإعادة موازنة العلاقات السياسية وإعطاء جميع الدول صوتا أعلى على الساحة الدولية.