بسبب نقص التمويل.. إذاعة تتوقف عن البث بعد ثلاثة عقود من العمل
بعد ثلاثة عقود من البث المستقل، أعلنت إذاعة "راديو فري إيجا” الأربعاء أنها ستتوقف عن العمل نهائيًا بسبب نقص التمويل الحكومي الأمريكي ، تطوى بذلك صفحة منصة من أبرز المنصات الإعلامية التي غطت أخبار الصين ودول آسيوية تفتقر إلى وسائل إعلام حرة.
وقالت الإذاعة إن القرار جاء بعد أزمة مالية خانقة تسببت فيها تقليصات التمويل الفدرالي ما اضطر المؤسسة إلى تسريح أو تعليق عمل أكثر من تسعين في المئة من موظفيها وخفض إنتاجها الإخباري إلى الحد الأدنى منذ عدة أشهر وفق فرانس برس.
تجميد التمويل وغياب الدعم
تعود جذور الأزمة إلى عام 2020 حين ألغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب معظم التمويل المخصص لوسائل الإعلام الممولة من الحكومة الأمريكية، وهو ما أدى إلى تقليص أنشطة عدة مؤسسات صحفية من منها راديو فري إيجا.
وزادت الأزمة تفاقمًا بعد تجميد إضافي للتمويل نتيجة الإغلاق الجزئي للخدمات الفيدرالية المستمر منذ نحو شهر، ما جعل استمرار المحطة في البث أمرًا مستحيلًا.
وأعلنت الإذاعة أنها ستوقف إنتاج الأخبار نهائيًا ابتداءً من يوم الجمعة المقبل، للمرة الأولى منذ تأسيسها عام 1996، على أن يتم تسريح ما تبقى من الموظفين رسميًا.
محاولة أخيرة للإنقاذ
قالت الرئيسة التنفيذية للإذاعة باي فانغ في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إن إدارة المؤسسة حاولت حماية العاملين فيها لأطول فترة ممكنة، لكنها لم تعد قادرة على تغطية تكاليف التشغيل.
وأكدت أن الفريق سيبدأ البحث عن مصادر بديلة للتمويل على أمل استئناف البث في المستقبل إذا ما توفرت الموارد الكافية.
وكانت راديو فري إيجا من بين المحطات القليلة التي تقدم خدمة إخبارية مستقلة باللغة الأويغورية، في وقت تشهد فيه الصين تضييقًا متزايدًا على وسائل الإعلام المحلية والدولية.
قلق من تراجع الأصوات المستقلة
وصفت صوفي ريتشاردسون، المديرة التنفيذية المشاركة لشبكة المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين، إغلاق الإذاعة بأنه هدية مجانية للديكتاتوريات، مؤكدة أن بكين تعمل جاهدة للسيطرة على كل ما يُنشر أو يُبث داخل حدودها.
وأضافت أن وقف التمويل الأمريكي لم يقتصر على الإذاعة، بل شمل أيضًا منظمات غير حكومية كانت توثق التطورات الميدانية في الصين، ما يحد من إمكانية الوصول إلى معلومات مستقلة وموثوقة.
تأسست راديو فري إيجا عام 1996 ضمن مبادرة أمريكية تهدف إلى دعم حرية الصحافة في آسيا وتوفير منصات مستقلة في الدول التي تفرض قيودًا صارمة على الإعلام.
ومنذ انطلاقها، لعبت الإذاعة دورًا مهمًا في نقل الأخبار من مناطق تعد فيها المعلومات الحساسة محظورة أو خاضعة للرقابة، خاصة في الصين وميانمار ولاوس وفيتنام.
ورغم تمويلها الحكومي الأمريكي، حافظت المؤسسة على قدر من الاستقلال التحريري، ما جعلها هدفًا لانتقادات متكررة من السلطات الصينية التي اتهمتها بمحاولة التأثير في الرأي العام.
ويثير إغلاق الإذاعة مخاوف واسعة من انحسار المساحات الإعلامية الحرة في آسيا، في وقت تتزايد فيه حملات التضييق على الصحافة المستقلة وتراجع الدعم الدولي للمؤسسات التي تدافع عن حرية التعبير.






