عدنان نصار: الأردن.. زيارات ملكية للمحافظات.. حوارات ورسائل وبرقيات

{title}
أخبار دقيقة -

جملة من الزيارات، للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلى المحافظات الأردنية، تحمل في ثناياها رسائل وبرقيات.. وتخللها حوارات لها ارتباط مباشر بالوضع الداخلي والجبهة الأردنية سياسيا وعسكريا واقتصاديا من جهة، وخارجيا بشكل يتوازى مع الهم الداخلي ، وخصوصا العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة الذي اقترب من الشهر السادس ، بهمجية غير مسبوقة في تاريخ الحروب .

الملك الأردني، وبعد جملة زيارات خارجية ، تحدث فيها الاردن عن موقفه الرافض للعدوان، وإصطفافه إلى جانب قضيته المركزية فلسطين وحقها الشرعي في دولة مستقلة ..، ووصل الاردن إلى أبعد المديات الدولية ، وواصل عبر منابرها التأكيد على رفض العدوان ووقفه فورا ، وهذا كان واضحا عبر الديبلوماسية الأردنية الخارجية ، التي تحدثت هي الأخرى بلغة لامست “الثورية” على الطغيان الاسرائيلي وتماديه..، وهذه اللغة لن تتم الا اذا اخذت الديبلوماسية الخارجية الضوء الأخضر من اعلى المستويات السياسية وتوجيهها وشرح موقفها الرافض. داخليا، انعقد مجلس الملك الأردني، غيرة مرة سواء في العاصمة، أو نقل المجلس إلى المحافظات للحديث و”فضفضة” ما في الصدور ..فكان اللقاء الملكي في محافظة اربد امس الثلاثاء ، جزء من هذه السلسلة الحوارية بين الملك والناس ، دون حواجز او ستار يمنع إيصال الصوت .. داخليا ، الوضع السياسي والاقتصادي وموقف الاردن الداعم لغزة وارافض للعدوان الاسرائيلي الهمجي ، كانت عنواين رئيسية في لقاء اربد الواقعة شمال العاصمة عمان بنحو 80 كيلو متر ، والمتكئة على جغرافيا الحدود الفلسطينية والسورية شمالا وشرقا ..فحمل الحديث ملامسة بعاطفة قوية تجاه غزة وما تتعرض له من إبادة جماعية ..سمع الملك من الناس ، والناس اصغت للملك ، فكان التوافق الملكي الشعبي على العنواين والمحاور ومتن الحديث عاليا ، وشفافية وصراحة دون اي “ممنوعات” ..هنا الناس ترغب في الاصغاء مباشرة ، ولديها الرغبة أيضا في الحديث مباشرة . رسائل وبرقيات ، وحوارات (اربد) حملت مضامين ثلاثية الأبعاد: سياسيا واقتصاديا ..و(غزة) الحدث الأبرز ، ولعل التأكيدات الملكية على وقوف الأردن سياسيا واخلاقيا الى جانب غزة هو من صلب واجبات المملكة ..ووقوفها إلى جانب غزة يعني بالضرورة الوقوف مع الذات ، وهي تأكيدات أبرقت “للمشككين” ان لا مكان لكم ، ولا وجود أيضا ، فقافلة التضامن الاردني الرسمي والشعبي ماضية ، ولا تحتاج إلى اذن منكم ..هذه برقيات ورسائل ملكية توافقت عليها مكونات المجتمع الأردني بكل تفاصيله واصوله دونما استثناء .. وكانت المكاشفة الملكية في لقاء (اربد) ربما من اقوى اللقاءات الملكية الشعبية في مضامين حواراتها ومكاشفاتها ، وهذا ما انتجه الانطباع عند الغالبية ، وتوافق مع مزاج الناس السياسي ..أما الاقتصادي ، فالكل يعرف ويعترف ان ثمة اوجاع اقتصادية ، يعاني منها الناس ، وهذا الجانب اخذ مساحة من الحوار ، على أمل أن يكون القادم أفضل. ما يحتاجه الاردن فعليا ، هو تعميق الحوار ، والتأكيد عليه بين أعلى مستوياته السياسية(الملك) والناس ، بكل مكوناتهم وممثليهم ، بما في ذلك من ينتمون إلى نادي “المهمشين” الذي يمكن وصفهم بانهم الأكثر صدقا ، والأقرب إلى زناد الدفاع عن الوطن فيما لو تعرض لعدوان لا قدر الله ..هذه الفئة على امتداد مساحة الوطن وفي مناطقها من محافظات وألوية وبادية ومخيمات ، بدأت في تقديري بأخذ مواقعها للمشاركة في حوارات ملكية ضمن برنامج الزيارات الملكية للمحافظات ..، وهي ضرورة اوجبتها تداعيات التحديث السياسي ، والظروف من جهة ، ومن جهة أخرى الرغبة الأردنية الشعبية في الإبتعاد تدريجيا عن من يطلق عليهم “النخب” ..اذن هناك انعطافات في مسار الدولة تؤسس لعملية تحديث سياسي ، وحديث اكثر وضوحا ، وشفافية أوسع ..ومكاشفة لتعميق قيم الوفاء ، وإبقاء وتعليق أسئلة “المشككين” على جدار وهمهم..لأننا بإختصار نتحرك ضمن دائرة الممكن ..عربيا ودوليا..والممكن انسانيا ، وأكثر من ذلك أن فلسطين قبلتنا السياسية ، والعدوان على غزة ووقف العدوان الهمجي هو مهمة نبيلة وضرورة قصوى في ظل ما يشهده المحيط العربي ، والتراخي الدولي .. لقاء (اربد) الملكي ، وسع دائرة الحوار ووضع النقاط على حروف كثيرة ..تشكلت وجاءت على شكل رسائل وبرقيات واضحة لا غموض ولا التباس.
تصميم و تطوير