عدنان نصار: (غزة) لا يستجدي الجلاد…إنزال أمربكي يساوي بين “الغذاء والعداء”
أخبار دقيقة -
الإنزال الجوي الأمريكي للمساعدات الغذائية ، يعني سياسيا ان هناك اخطاء سياسية بالغة الخطورة ترتكبها الإدارة الأمريكية ، وتضعها في صفوف الدول (المغلوب على امرها) وهي اخطاء تراها الإدارة الأمريكية بوضوح ، وهذا عيب اضافي في السياسة يستند إلى:”بتعرف وبتحرف” ولا تمتلك الجرأة الاخلاقية والسياسية لأن تبعد عن نفسها تهمة “التواطؤ” ، الا عبر وسائل لا يمكن وصفها الا بالغباء ، لتمرير انسانيتها عبر مواد غذائية مغلفة بالعدائية بشكل صارخ .
كان يمكن لأمريكا لو أرادت حقا ، ان تذهب بإتجاه معبر رفح ، وتدفع لفتح المعبر ،وادخال شاحنات المساعدات المكدسة هناك ، وتمرير المساعدات عبر المعبر ..غير أن الادارة السياسية الأمريكية تلتقي مع إدارة الاحتلال لتضييق الخناق على أبناء غزة ضمن عنوان :(الوجع والجوع) كما هو حال :(الغذاء والعداء)..
غزة ، بكل أنفتها ، وعزتها ، وكرامة ترابها لا تستجدي الجلاد الذي بعين الاحتلال على استباحة الأرض والعباد ..وغزة التي تقف بين يدي الله ، معلنة أكبر واقدس فرض في العبادة (الجهاد) لا تستجد الجلاد ..فلو أرادت أمريكا ، نقول لو ارادت لأوقفت أبشع وأكبر مجزرة في التاريخ المعاصر ، وعادت إلى رشدها السياسي ، وترجمت على أرض الواقع قوتها من أجل الحق ، ووظفت ارادتها من أجل السلام ..لو أرادت فعلا ، لما سال كل هذا الدم على عتبات غزة .!!
أميركا ، الدولة العظمى..!! تضع نفسها في موقع كما اسلفتا، لا يليق “بالكبار”..،ممن يصنعون على مستوى الجغرافيا الأممية القرار ..نفهم ان تمد دول عربية وايضا غربية يد العون بأسم الإنسانية و”الأخوة” ..نفهم ونقدر امكانات تلك الدول ..،لكن عند امريكا فالأمر مختلف تماما فهي تمازج بعملية الإنزال بين “الوجع والجوع” تماما كما هو الحال في المنازجة بين “الغذاء والعداء ” ..فأي سياسة تلك التي تمازج بين القهر الإنساني والعهر السياسي” ..أي ساسة “كبار” يقودون دول “عظمى” ، يقدمون على هذا الفعل غير الأغبياء او الماكرين .؟!