هاشمي أمـين.. وربع قـرن فـي خـدمـة فلسطين(1)

{title}
أخبار دقيقة - منذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية التي نحتفل بمرور ربع قرن من سنواتها الممتدة بإذن الله، وضع جلالته أقصى طاقات المملكة الأردنية الهاشمية وإمكاناتها في خدمة الأمتين العربية والإسلامية، وتؤكد الشواهد أن جلالة الملك قاد زمام المبادرة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، موظّفًا الرصيد الكبير من الاحترام والمصداقية لجلالته، للتوصل إلى حلول عادلة للقضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية، ولطالما نجح جلالته في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة السياسة الدولية إذ يكاد يكون جلالة الملك هو القائد العربي الوحيد الذي ما زالت خطاباته وأحاديثه ومقابلاته الصحفية تتضمن الحديث بشكل واضح وصريح الإشارة إلى القضية الفلسطينية والمقدسات.
في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قدمت المملكة مختلف أنواع الدعم السياسي المستمر لنصرة القضية الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته لبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس، وقد تبنت المملكة بقيادة جلالة الملك جميع القرارات الصادرة من المنظمات والهيئات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وشاركت في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمر مدريد وانتهاءً بخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، كما تمسك الأردن بقيادة جلالته بمبدأ حل الدولتين الذي رأى فيه جلالته حلاً تقبل به جميع أطراف النزاع ويضمن العيش لأطرافه بأمن وسلام.
ويمكننا القول إن الدعم الذي قدمه جلالة الملك قد ظهر في ثلاثة أشكال؛ أولها الدعم السياسي، إذ لم يدخر جلالته وسعًا في حشد الدعم والتأييد الدولي والعربي والإسلامي لصالح القضية الفلسطينية، ويمكن تحديد مظهرين للدعم السياسي الأردني للقضية الفلسطينية بقيادة الملك عبد الله الثاني وهما: توظيف المناسبات واللقاءات والمنتديات والمؤتمرات الدولية والعربية والإسلامية والوطنية لشرح القضية الفلسطينية وإيضاح حق الشعب الفلسطيني المسلوب ومساندتهم في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. وأما المظهر الثاني فيتمثل في سعي جلالته الدؤوب والمستمر في تقديم المبادرات والمقترحات التي تكون مقبولة لأطراف النزاع لحل القضية.
ومن مظاهر الدعم السياسي الذي قدمه جلالة الملك، التأكيد على الهوية الإسلامية العربية للقدس، فالقدس بنظر جلالته رمز من رموز الهوية الإسلامية والثقافة العربية في فلسطين كلها، ويتضح اهتمام الملك عبد الله الثاني بالقدس وهويتها في صور مختلفة يمكن إيجازها في شقين، أولهما استغلال المناسبات الإسلامية والدولية لتأكيد الهوية الإسلامية العربية لهذه المدينة المقدسة، وثانيهما ابتكار الأسباب العملية أو الممارسة التطبيقية التي تؤكد حق الأمة العربية بل الإسلامية قيادات وشعوب في خدمة هذه المدينة وقضيتها، وقد حمل جلالته القدس في ضميره وقلبه وما انفك يدعو القيادات العالمية والإسلامية لحشد التأييد ومقاومة أية محاولات أو ممارسات أو إجراءات تعسفية يُراد بها تغيير معالم هذه المدينة.
وبالرغم من قسوة الهجمات والممارسات الإسرائيلية الممنهجة الهادفة إلى تهويد القدس ومقدساتها وبالرغم إلا أن الموقف الهاشمي بقيادة جلالة الملك والمتمثل بجهود جلالته في تأكيد الوصاية الهاشمية والرعاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في هذه المدينة، قد أحاط هذه المقدسات بسور وحصن منيع حماها من الضياع والطمس والزوال.
إن جلالة الملك عبد الله الثاني على وعي تام بتشعبات القضية الفلسطينية وهو يدرك أن متطلبات السلام الحقيقي الجاد يتطلب صناعة وحرفية ودبلوماسية عالية قوامها الرعاية الدولية والعزيمة نحو ضرورة إيجاد الحل الذي يرضي جميع الأطراف، ولطالما أكد أن هذا الرضى لا بد وأن يقترن بحصول الطرف الفلسطيني على حقوقه كاملة غير منقوصة، وقد قال جلالته في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول بتاريخ 18—5-2018» القدس قبلتنا الأولى. القدس توأم عمّان. القدس مفتاح السلام والوئام. والسلام سبيله الوحيد هو إنهاء الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين».
واستمرارًا للموقف الأردني الثابت من دعم القضية الفلسطينية والقدس، فقد كان لجلالة الملك موقفه المشرّف بالوقوف في قرار الرئيس الأمريكي الأسبق «دونالد ترامب» في كانون الأول من العام 2017 بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم يصمت الأردن إلى حين إصدار القرار الأمريكي بل إن جلالة الملك كان قد حذر من مغبة وخطورة هذا القرار قبل اتخاذه بعدة أشهر والذي اعتبره جلالته أنه يمثل تصعيدًا عدوانيًا خطيرًا، واستهانةً بمشاعر المسلمين الذين يعدّونها ثالث أقدس مدينة لديهم باعتبارها رمز المحبة ومفتاح السلام والاستقرار.
ومن مظاهر الدعم السياسي الذي قدمه جلالة الملك لنصرة القضية الفلسطينية، فإن الشواهد والأدلة والمواقف أكبر مما يتسع لها المقام في مساحة محددة بمقالة أو بدراسة، ومن بين ذلك مواقفه المشرفة من الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة ونذكر منهما حربي عامي الفين وثمانية وألفين وثلاثة وعشرين، إذ قاد جلالته جهدًا سياسيًا ودبلوماسيا عالميًا واسع النطاق وتركزت مباحثاته ومواقفه على ضرورة الإيقاف الفوري والعاجل للحرب والحيلولة دون الاعتداء على المدنيين ودور العبادة ومراكز الإيواء، إلى جانب ضمان إيصال الإمدادات الغذائية والمعونات الإنسانية والطبية إلى سكان القطاع دون انقطاع.
وفيما يتعلق بالوصاية الهاشمية على المقدسات في عهد جلالته فإن لذلك وقفة أخرى عبر صفحات صحيفة الوطن الأولى (الرأي) الغرّاء
تصميم و تطوير