بعد 7 الماضي.. القادم مختلف

{title}
أخبار دقيقة -

يزدحم التاريخ عربيا ودوليا بأحداث منها الإيجابي ومنها السلبي، أحداث غيّرت من شكل العالم والمراحل الزمنية سواء كان جغرافيا أو إنسانيا أو سياسيا، وبطبيعة الحال امتلأت الكتب بهذه الأحداث في سرديات مختلفة، لكن ما يمكن جزمه خلال المرحلة الحالية أن تاريخ السابع من تشرين الأول، أو كما بات سائدا السابع من أكتوبر، تاريخ لم يشهد مثله التاريخ،

وما سيأتي بعده حتما سيكون مختلفا عن كلّ تلك المراحل التاريخية وكلّ ما دوّنته أقلام المؤرخين والموثقين، فما بعد هذا التاريخ لن يكون كما قبله على كافة الصعد، فهو تاريخ سيغير العالم وسيفرض جديدا يتعلق بالقضية الفلسطينية، بحتمية مطلقة.منذ أشهر تحدث جلالة الملك عبدالله الثاني عن الأوضاع في فلسطين والقدس، محذرا من استمرار ترك فلسطين تعيش ظلما لم يوجده السابع من الشهر الماضي، ظلما يحياه الفلسطينيون منذ أكثر من 75 عاما، وهو ما أكد عليه جلالة الملك، لكن للأسف بقيت الأوضاع تزداد سواء وظلما على الفلسطينيين، لتصل بهم ظروفهم ومعاناتهم والحصار عليهم، للسابع من تشرين الأول، هذا التاريخ الذي جاء نتيجة لسنين من الانتهاكات والاعتداءات والجرائم التي بدأت ولم تنته على شعب يبحث عن السلام، ومدنيين أبرياء لا حول لهم ولا قوة، ليكون هذا اليوم إعلانا فلسطينيا حرّا برفض ما يُفرض عليه، وأنه من سيفرض خلال المرحلة القادمة ما يريد، ولعل موضوع تحديد هدنة لحرب طوفان الأقصى، أكبر دليل على أن المقاومة وصاحب الحق الفلسطيني هو من يمسك بزمام الأمور حتى اللحظة.دون خوض بتفاصيل سياسية وعسكرية، فلها محللوها وقارئوها بتفاصيلها، فما هو واضح اليوم بعد تاريخ (7) تشرين الأول، أصبح المشهد أكثر وضوحا للعالم، وانقلبت هرمية المعلومة، التي كان رأس الهرم بها الرواية الإسرائيلية بكافة تفاصيلها المزورة، ليصبح رأسه اليوم الرواية والحقيقة الفلسطينية، وقاعه كل ما له علاقة بالاحتلال، باتت الأمور بملامح مختلفة، بسواعد فلسطينية من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، يصيغون تاريخا جديدا وربما جغرافيا جديدة تعيد ما اقتضمه الاحتلال من أراضي ومدن فلسطينية، تاريخا حقيقيا يكتب اليوم بدماء شهداء غزة وفلسطين، يكتب بأنامل أردنية تساند وتدعم صمود الأهل في غزة وفلسطين بواقع وحقيقة، سعت منذ سنين لإحقاق الحق، وانتصار السلام والشرعية الدولية.وبعيدا عن الدخول بفرضيات ماذا بعد الحرب على الأهل في غزة، وماذا بعد «طوفان الأقصى»، ما هو مؤكد اليوم أن التاريخ تغيّر، والقادم سيكون مختلفا من ألفه إلى يائه، سيجبر الاحتلال على الكثير من الإجراءات التي القاها خلف ظهره منذ سنين، سيسعى بجهود كبيرة ليُجالسه الباحثون عن السلام على طاولة واحدة، حتى عربيا ودوليا سيكون واقع الحال مختلفا، فاليوم حضرت فلسطين بقوة وبتضحيات هي الأضخم بتاريخ البشرية، لن تذهب هباء منثورا، بل ستكون نقطة بدء لقادم مختلف لن يقبل فيه الفلسطينيون ولا الأردنيون فرض قرارات إسرائيلية، أهمها وأبرزها التهجير، فلا عودة للمربع الأول بهذا الشأن، ولو كانت من ضروب الأماني والأحلام، فمهما حاول الاحتلال التباهي بانتصارات هشّة ضحاياه الأطفال والنساء، فقد أُشبع هزائم، وتخللت خسائره كافة قطاعاته، ونال التهجير العكسي من أبنائه، ومواطنيه الذين غادروا لأوطانهم الأصلية بمئات الألاف، ما يعني أن القادم مختلف، بكافة تفاصيله، والقوّة ستكون للسلام وللحل السياسي وبطبيعة الحال للحقيقة الفلسطينية.
تصميم و تطوير