المعارك تهز الخرطوم واطراف الصراع تواصل محادثاتها في السعودية بهدف تثبيت وقف لإطلاق النار

{title}
أخبار دقيقة - قال شهود إن المعارك تصاعدت في العاصمة السودانية الأربعاء وسط اشتباكات عنيفة وضربات جوية، فيما يواصل وفدان يمثلان الجيش وقوات الدعم السريع محادثات في السعودية بهدف تثبيت وقف لإطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية. وتحدث سكان عن مواجهات على الأرض في عدة أحياء بالخرطوم بين طرفي الصراع وتبادل كثيف لإطلاق النيران شمالي أم درمان وشرقي بحري، وهما مدينتان يفصلهما نهر النيل عن الخرطوم. ويواصل الجيش منذ يوم الثلاثاء قصف أهداف في المدن الثلاث في محاولة لإبعاد قوات الدعم السريع التي سيطرت على مناطق سكنية واسعة ومواقع استراتيجية منذ اشتعال الصراع في 15 أبريل نيسان. وتسبب الصراع في أزمة إنسانية في ثالث أكبر دولة في أفريقيا وأدى لنزوح أكثر من 700 ألف شخص داخل البلاد فضلا عن فرار 150 ألفا لدول الجوار. كما أثار اضطرابات في منطقة دارفور بغرب البلاد. وتوقع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن يعاني ما يصل إلى 2.5 مليون سوداني من الجوع في الأشهر المقبلة بسبب الصراع الحالي، مما يرفع عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد هناك إلى 19 مليونا. ويعقد وفدا الجيش وقوات الدعم السريع اجتماعات منذ أيام برعاية الولايات المتحدة والسعودية في مدينة جدة. وتهدف المفاوضات بين الجانبين للوصول إلى هدنة حقيقية والسماح بوصول عمال الإغاثة وإمداداتها بعد أن أخفقت إعلانات متكررة عن وقف إطلاق النار في وقف القتال الأمر الذي جعل الملايين محاصرين في منازلهم ومناطقهم. وقال دبلوماسي غربي مطلع على المحادثات في جدة إن الطرفين لم يتوصلا بعد إلى نتائج ملموسة لكن الوسطاء يعتزمون مواصلة جهودهم حتى يتمكنوا من تحقيق نتيجة. وذكر الدبلوماسي أنه كانت هناك "أجواء صعبة" في بداية المحادثات، وكان الوسطاء يحاولون إبقاء تركيز الوفدين على وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية بدلا من القضايا السياسية الأوسع. ومن جهتها قالت فيكتوريا نولاند وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية إن المفاوضين الأمريكيين "يشعرون بتفاؤل حذر" إزاء الحصول على التزام بالمبادئ الإنسانية ووقف لإطلاق النار، لكنهم يدرسون أيضا الأطراف التي يمكن استهدافها بالعقوبات ما لم يوافق الفصيلان المتحاربان على ذلك. هذا وكانت قوات الدعم السريع  تمركزت داخل أحياء الخرطوم منذ بدء المعارك، وأقامت نقاط تفتيش واحتلت مباني حكومية ونشرت قناصة على أسطح المنازل فيما يحاول الجيش طردها باستخدام الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة وتفيد أحدث حصيلة للقتلى من منظمة الصحة العالمية بأن القتال خلف أكثر من 600 قتيل وخمسة آلاف جريح .           والسودان ليس حديث عهد بالنزاعات لكن معظم الاضطرابات التي شهدها في السابق كانت تحدث في مناطق نائية. ويثير الصراع هذه المرة قلق السودانيين بشكل خاص بالنظر لاندلاع قتال عنيف في الخرطوم إحدى أكبر مدن أفريقيا وعاصمة البلد الذي يقع على مفترق طرق استراتيجي بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة وتتوقع الأمم المتحدة أن خمسة ملايين آخرين سيحتاجون إلى مساعدات طارئة داخل السودان، ومن المتوقع أيضا أن يفر 860 ألفا إلى الدول المجاورة.