المبادرة النسوية الأورومتوسطية تطلق حملة شُغلِك
-
مناسبات
-
pm 11:50 | 2023-01-19 - الخميس
أخبار دقيقة -
أطلقت المبادرة النسوية الأورومتوسطية، اليوم الخميس، حملتها الإعلامية "شُغلِك/شُغلَك بكل مكان"، ضمن مشروعها "نحو تعزيز مشاركة النساء الاقتصادية في الأردن"، المموّل من الاتحاد الأوروبي، والذي تنفذه بالشراكة مع تحالف مركز تطوير الأعمال وجمعية تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان.
وتهدف الحملة، التي تستمر لشهر، إلى زيادة الوعي بضرورة التوزيع المتساوي للأعباء المنزلية والرعائية بين الرجال والنساء، حيث تأتي الحملة كاستجابة لدراسة حديثة أطلقتها دائرة الإحصاءات العامة الأردنية والتي بيّنت فيها أن نسبة النساء من إجمالي القوى العاملة في الأردن لاتتجاوز الـ 14 بالمئة، وفي دراسة صادرة عن المجلس الأعلى للسكان تبين أن 78 بالمئة من النساء المتزوجات انسحبنّ من سوق العمل و 45 بالمئة منهنّ صرحنّ بأنهنّ تركن العمل بسبب مسؤولياتهنّ العائلية ورعايتهنّ لأطفالهنّ.
وقالت العين الدكتورة ميسون العتوم، راعية حفل إطلاق الحملة، في كلمة لها، إن علينا تناول قضايا النساء كقضايا مجتمعية وليس كقضايا خاصة بالنساء فقط.
وأكّدت العتوم، في الحفل الذي حضره 80 ممثلا عن الجهات الحكومية والبلديات والسفارات ومنظمات المجتمع المدني، أن أي تنمية حقيقية في المجتمع تتطلب مشاركة فعّالة للجميع، رجالا ونساء، في إنتاج المعرفة، والإنتاج الاقتصادي، وإنتاج الفضاء العام، ودون هذه المشاركة العادلة في محاور الإنتاج الثلاثة هذه، لا يمكن الحديث عن تقدّم أو ازدهار لأي بلد كان.
وأشارت العتوم إلى أن التمكين الحقيقي للمجتمعات والتمكين لنصف المجتمع (المرأة) على مختلف المستويات، مهم لحالة الرفاه والاستقرار والأمن المجتمعي.
وأكّدت أهمية دور منظمات المجتمع المدني، بالتعاون مع الشركاء، في العمل على تعزيز مشاركة المرأة الاقتصادية والمشاركة في وضع الآليات التشخيصية والعلاجية للنهوض بمشاركة المرأة في سوق العمل الأردني وتعزيز نشاطها الاقتصادي.
إلى ذلك، قالت مديرة مشروع "نحو تعزيز مشاركة النساء الاقتصادية في الأردن"، تهاني السعدي، من المبادرة النسوية الأورومتوسطية، إن الحملة تؤكّد على التوزيع المتساوي للمسؤوليات الرعائية والأعمال المنزلية بين الرجال والنساء، ما يشجع النساء على الانخراط بسوق العمل وبقائهنّ فيه، وبالتالي الانتفاع الكامل من إمكانياتهنّ وتحسين مستوى دخل الأسرة والمساعدة على زيادة استقرارها.
وتضمن حفل الإطلاق جلسة نقاشية ترأستها العين الدكتورة ميسون العتوم، وشارك فيها رئيس لجنة العمل والتنمية الاجتماعية بمجلس الأعيان العين عيسى حيدر مراد، وسهر العالول من مؤسسة صداقة.
وتناولت الجلسة إشكالية انسحاب النساء من سوق العمل، وأهمية زيادة نسبة مشاركة النساء في سوق العمل الأردني وانعكاس ذلك عل معدلات النمو الاقتصادي، فضلا عن مناقشة أهمية تطوير التشريعات وتنفيذها بطريقة متكاملة وشمولية، إضافة إلى العمل على تطوير بيئة عمل ممكنة للمرأة تتعلق بتوفير الحضانات ومنظومة نقل متطورة وردم الفجوة والفروقات في الأجور بين النساء والرجال، وغيرها من التحديات.
وعزت العتوم انسحاب النساء من سوق العمل، لجملة من الأسباب الثقافية والاجتماعية، التي تختزل النساء بأدوار اجتماعية معينة، ما يؤدي إلى تحجيم دورهن في المجال الاقتصادي والفضاء العام، داعية إلى تقسيم العمل ومنها ضمنها الأعباء والأعمال الرعائية المنزلية وفقا للأدوار الجديدة بين المرأة والرجل، حيث أصبحت المرأة العاملة تشارك الرجل في أعباء العمل خارج المنزل وتتحمل معه أعباء ومصاريف الأسرة.
أمّا العين عيسى حيدر مراد، فأكّد أهمية التشاركية بين الرجل والمرأة خارج المنزل وداخله؛ خاصة وأن الوضع الراهن يتطلب عمل كل من المرأة والرجل لأجل عيش حياة أسرية كريمة، كما دعا إلى أهمية مراجعة التشريعات لإزالة بعض العوائق التي تحول دون مشاركة النساء في العمل، وخلق فرص عمل للنساء في المحافظات النائية، وتوفير منظومة نقل متطورة، فضلا عن تهيئة بيئة ممكنة لعمل النساء، ومعالجة الفروق في الأجور بين النساء والرجال.
من جهتها، قالت سهر العالول، إن العمل الرعائي المنزلي هو مسؤولية الأسرة بما فيها المرأة والرجل، وهو كذلك مسؤولية المجتمع والدولة من خلال تقديم الدعم على المستوى التشريعي (حيث تم الاعتراف بالعمل الرعائي من خلال تعديل قانون العمل الأردني في العام 2019، في مادتين أساسيتين هما المادة 72 المعنية بالحضانات المؤسسية التي هي من حق أطفال الرجل العامل والمرأة العاملة، والمادة 66 المتعلقة بإجازة الأبوة)، وتوفير بنية تحتية لدعم مثل هذا العمل الرعائي من خلال توفير الحضانات ورياض الأطفال ودعم هذا القطاع، فضلا عن توفير بيئة عمل صديقة للنساء في أماكن العمل.
وتستمر المبادرة النسوية الأورومتوسطية ضمن التحالف مع كل من مركز تطوير الأعمال وتمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان وشريكها الاستراتيجي صداقة في عملهم التعاوني مع المؤسسات الوطنية ذات العلاقة لخلق بيئة عمل داعمة للنساء على الصعيد الاجتماعي والثقافي والمهني، وتزويد النساء الأردنيات والسوريات بالمهارات المهنية المتخصصة بالإضافة إلى تزويدهن بفرص العمل.