الدكتور جمال الشلول… طبيب الإنسانية

أخبار دقيقة -
بقلم: أحمد اطالب الشوابكة
في زمنٍ تتسارع فيه الحياة وتطغى الماديات على القيم، يظل الدكتور جمال الشلول، استشاري جراحة المسالك البولية في مستشفى الأمير حمزة، شاهدًا حيًا على أن المهنة النبيلة لا تزال تحتفظ ببعض من وهجها الإنساني الخالص. إنه ليس مجرد طبيب يمارس عمله ضمن حدود المهنة، بل هو إنسان نذر علمه وجهده ووقته لخدمة من تقطعت بهم السبل، وجعل من غرف الكشف والعمليات ساحات رحمة قبل أن تكون ميادين علاج.
الدكتور الشلول هو الطبيب الذي لا يعرف التمييز، ولا يفرّق بين مريضٍ وآخر، غنيًّا كان أم فقيرًا، قريبًا أم غريبًا. يستقبل الجميع بالبشاشة ذاتها، وبالاهتمام نفسه، ويمنحهم من قلبه قبل علمه، ومن إنسانيته قبل مهارته. لم يتعامل يومًا مع الطب كمهنةٍ تدرّ دخلاً، بل كرسالة إنسانية سامية، يؤديها بإيمان عميق وإخلاص نادر.
في ردهات المستشفى، تتناقل الألسن حكاياته المضيئة. مريض لا يملك ثمن العلاج، فيجده إلى جانبه دون تردد. وآخر يعجز عن الوصول إلى دوائه، فيتولى الدكتور جمال الأمر بنفسه. إنه الحاضر دومًا، في الصباح والمساء، لا ينتظر شكرًا ولا يبحث عن ضوء الكاميرا أو عناوين الصحف، بل يكتفي برضى الله وابتسامة المريض حين يغادر سريره متعافيًا.
وما يميّز الدكتور جمال ليس فقط علمه الغزير ومهارته الجراحية العالية، بل تلك اللمسة الدافئة التي يزرعها في قلوب مرضاه، وتلك الراحة النفسية التي يُشيعها في نفوس من حوله. هو الطبيب الذي يُصغي بإخلاص، ويُطمئن بثقة، ويمنح كل مريض شعورًا بأنه الأول والأهم.
ولعلّ أعظم ما يمكن أن يُقال في حقه، أنه جعل من عمله صدقة جارية، ومن مهنته منبرًا للرحمة. لا يُقيم اعتبارًا للربح، بل للواجب، ولا يُقاس عطاؤه بعدد الساعات، بل بمدى الأثر الذي يتركه في حياة الناس.
لقد أصبح الدكتور جمال الشلول رمزًا للعطاء المجرد من المصلحة، ووجهًا ناصعًا لمهنةٍ عظيمةٍ قد تغيب أحيانًا عن معناها الأصيل. بإنسانيته وتفانيه، ألهم زملاءه، وترك أثرًا طيبًا في نفوس مرضاه، وزرع في المجتمع قيمة عظيمة مفادها أن الرحمة لا تحتاج إلى قرار، بل إلى ضمير حي.
وإذا كانت الشهادات والدرجات العلمية تمنح للطبيب مكانةً مهنية، فإن ما ناله الدكتور جمال من محبة الناس واحترامهم هو وسام إنساني لا يُمنح إلا للنبلاء.
حقًا، هو طبيب لا يُنسى… ورجل بحجم الإنسانية.