مباحثات بين قطر وفرنسا تناولت خلاف إيرباص والخطوط الجوية القطرية
أخبار دقيقة -
أفاد مسؤول فرنسي ورسائل داخلية بالبريد الإلكتروني لشركة إيرباص تم الكشف عنها في الآونة الأخيرة في إطار نزاع قضائي في بريطانيا أن الخلاف بين إيرباص والخطوط الجوية القطرية بشأن طائرات ممنوعة من التحليق من طراز إيه350 حظي باهتمام الزعيمين الفرنسي والقطري.
وقال المسؤول الفرنسي الأربعاء، إن الزعيمين بحثا المسألة خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدوحة في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي. ولم يتسن معرفة طبيعة أو نتائج المباحثات تحديدا.
ويمثل النقاش أول تأكيد لامتداد الخلاف المتعلق بالتعاقد والسلامة إلى خارج أروقة المحاكم. وأدى الخلاف إلى تدهور العلاقات بين الشركتين وإلغاء غير مسبوق لطلبيات كبيرة.
وقال المسؤول متحدثا بالنيابة عن مكتب ماكرون "نؤكد أن الموضوع طُرح مع جوانب أخرى للعلاقات الاقتصادية الثنائية".
وأحجم مكتب الاتصالات الحكومي في قطر عن التعليق على المسألة.
وكان المسؤول الفرنسي يرد على استفسار من رويترز بشأن رسائل بريد إلكتروني لم يتم الإعلان عنها سابقا وكُشف عنها الشهر الماضي في وثائق المحكمة في إطار النزاع القضائي في بريطانيا بين الخطوط الجوية القطرية وإيرباص بشأن مطالبات بتعويضات إجمالية عن الأضرار تقترب من ملياري دولار.
وأرسلت إيرباص رسائل البريد الإلكتروني إلى شركة الطيران بموجب إجراءات إفصاح قانوني قبل محاكمة مقررة مبدئيا في منتصف عام 2023، ما لم يتم التوصل إلى تسوية قبل ذلك.
وأحجمت إيرباص عن التعليق الخميس، قبيل جلسة إجرائية جديد في قسم تابع للمحكمة العليا في لندن الجمعة. ولم يتسن الوصول إلى متحدث باسم الخطوط الجوية القطرية على الفور للحصول على تعليق.
وتقول شركة الطيران إن تشققا واسعا في الطلاء كشف عن أضرار أعمق في سطح الطائرات مما دفعها للتوقف عن تسلم الطلبيات. كما منعت الهيئة التنظيمية القطرية المعنية تدريجيا تحليق 29 طائرة بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة على مدار العام المنصرم.
وأقرت إيرباص بوجود مشاكل في الجودة في هذا الطراز الخاص بالمسافات البعيدة لكنها تنفي وجود أي خطر على السلامة وألغت جميع الطلبيات الجديدة مع الخطوط الجوية القطرية التي زادت مشترياتها من بوينج المنافسة.
ويشكل الخلاف شقاقا علنيا في قلب صناعة الطيران البالغة قيمتها 150 مليار دولار مع وجود ملايين الدولارات على المحك.
وإلى جانب الإجراءات القانونية، بحثت إيرباص أيضا خططا داخلية للمضي قدما في القضية على جبهات سياسية وتنظيمية وتجارية متعددة، وذلك بحسب عدة رسائل أرسلت بالبريد الإلكتروني وتم الكشف عنها كجزء من الجلسات التحضيرية للمحاكمة.
وكتب مهندس كبير في إيرباص في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى سابين كلاوك كبيرة المسؤولين الفنيين بالشركة في الثامن من كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي "سياسيا: زيارة السيد ماكرون و(الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص) جيوم فوري للشيخ (ح) في نهاية الأسبوع الماضي. يمكن أن تسفر عن بعض النفوذ، الذي لم يتضح بعد".
والتقى ماكرون بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل ذلك بخمسة أيام بمناسبة مرور 50 عاما من العلاقات مع حليف اقتصادي مهم. كما اجتمع الزعيمان في غداء عمل في باريس في أيار/مايو.
وقال بعض الدبلوماسيين الأوروبيين إن الضغوط تتزايد للحفاظ على علاقات طيبة مع قطر في الوقت الذي تواجه فيه القارة شتاء صعبا مع نقص في إمدادات الطاقة بينما تعتبر الدولة الخليجية موردا بديلا للغاز عن روسيا.
علاقات مع الجهات التنظيمية
تم تضمين البريد الإلكتروني الذي يعود للثامن من كانون الأول/ديسمبر في إفادة شهود متاحة علنا قُدمت مع وثائق لجلسة تمهيدية في تشرين الأول/أكتوبر.
وتشير رسائل أخرى بالبريد الإلكتروني إلى أن مفاوضات بدأت في كانون الأول/ديسمبر العام الماضي بينما كانت المعركة القانونية قد بدأت تتكشف.
وجاء في بريد الثامن من كانون الأول/ديسمبر الخاص بإيرباص "ينبغي مواصلة العمل على الجانبين الأخيرين (السياسي والتجاري) بالتوازي لإيجاد مخرج سريع من الأزمة مع وضع مربح للجانبين".