"صوتها ما غاب".. حملة لتوثيق تضحيات الصحفيات الفلسطينيات خلال الحرب

{title}
أخبار دقيقة -

دعت المشاركات في المؤتمر الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة إلى اعتماد سياسة "صفر تسامح” تجاه العنف والتمييز، مؤكدات أن الاستهداف الممنهج للصحفيات الفلسطينيات يمثّل جريمة حرب وانتهاكاً للقانون الدولي. 

وشددت المشاركات على ضرورة توفير حماية دولية عاجلة، ودعم نفسي وقانوني للصحفيات العاملات في بيئات الخطر، خصوصاً في قطاع غزة الذي يشهد أعلى معدلات الاستهداف المباشر للنساء العاملات في الحقل الإعلامي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، الأربعاء.

جاءت هذه الدعوات في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي احتضنه مركز التضامن الإعلامي بمدينة غزة، معلناً انطلاق فعاليات حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت شعار #صوتها_ما_غاب، بمشاركة واسعة من الصحفيات والصحفيين والناشطات في قضايا المساواة والحقوق.

حضور صوت الصحفيات

ألقت علا كساب، عضوة الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، كلمة أكدت فيها أن صوت الصحفيات الفلسطينيات "كان وما يزال حاضراً رغم الاستهداف المباشر ومحاولات إسكات الحقيقة”. 

وشددت على ضرورة توفير بيئة عمل آمنة تضمن الحقوق المهنية والنقابية للصحفيات، لافتةً إلى أن النقابة تضع حماية النساء العاملات في الإعلام أولوية قصوى في ظل ما يتعرضن له من مخاطر مضاعفة خلال العدوان على قطاع غزة.

وشهد المؤتمر أيضاً الإعلان عن بيان حملة الـ16 يوماً الذي قرأته صفاء الحسنات، عضوة لجنة المرأة، مؤكدةً في كلمتها أن "37 صحفية فلسطينية فقدت حياتها خلال حرب الإبادة الأخيرة في غزة”، وأن عشرات الزميلات يتعرضن يومياً للتهديد والتحريض والعنف الرقمي والميداني. 

وأوضحت أن هذا الاستهداف الممنهج "يهدد حق الصحفيات في الحياة والعمل وحرية التعبير”.

توفير حماية دولية

أكدت صفاء الحسنات أن حماية النساء والصحفيات "مسؤولية وطنية ومهنية”، تتطلب مساءلة واضحة للقوات الإسرائيلية عن الجرائم المرتكبة بحق الصحفيات، ومنهن الشهيدات والأسيرات والجرحى. 

وأضافت أن الاحتلال يواصل مراقبة هواتف الصحفيات على مدار الساعة، في إطار سياسة ترهيب تستهدف إسكات الأصوات المهنية التي توثق الانتهاكات.

وأعلنت شيرين الكيالي، عضوة لجنة المرأة في النقابة، مشاركة اللجنة الفاعلة في الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، مؤكدةً أن اختيار شعار الحملة #صوتها_ما_غاب "هو رسالة بأن الحقيقة لا تُغتال، وأن صوت الصحفية الفلسطينية لن يخفت مهما تواصل الاستهداف”. 

وطالبت بتوسيع حملات التضامن الدولي مع الصحفيات الفلسطينيات، ورفع قضايا موثقة أمام القضاء الدولي.

مناهضة العنف الرقمي

ترى الصحفية صابرين الحرازين، في كلمتها خلال المؤتمر، أن من الضروري سنّ سياسات دولية ووطنية ملزمة لمناهضة العنف الرقمي، باعتباره أحد أخطر أشكال العنف الموجه ضد الصحفيات اليوم. 

وشددت على ضرورة إدراج انتهاكات الاحتلال ضد الصحفيات الفلسطينيات في تقارير الأمم المتحدة؛ "لأن الحقيقة أقوى من الرصاص، وما دام الصوت قائماً فلن يغيب”.

وطالبت لجنة المرأة والنوع الاجتماعي باعتماد وثيقة نقابية مُلزمة لمعالجة شكاوى العنف والتحرش والتمييز في بيئة العمل الإعلامي، لتكون أول وثيقة شاملة توفّر آليات للوقاية والمساءلة وحماية العاملات في المؤسسات الإعلامية.

الصحافة النسوية في غزة

شهدت الفعالية عرض فيلم توثيقي أعدته رشا أحمد، عضوة لجنة المرأة، تضمّن صور وأسماء الصحفيات اللواتي استشهدن خلال أدائهن رسالتهن في غزة، ما أثار تفاعلاً واسعاً وتأثراً بالغاً بين الحضور. 

وأبرز العرض حجم الخسارة التي لحقت بالقطاع الإعلامي الفلسطيني، وعمق المخاطر التي تواجهها الصحفيات العاملات في الميدان.

واختتمت فعاليات المؤتمر بقيام عضوة لجنة المرأة حنان الريفي بفتح دفتر توقيعات شارك فيه الحضور تضامناً مع الحملة ورسالتها، ولتأكيد الالتزام برفض جميع أشكال العنف، وتعزيز دور الصحفيات في المشهد الإعلامي الفلسطيني، انسجاماً مع رسالة الحملة الموحدة: #صوتها_ما_غاب.

تصميم و تطوير