إطلاق الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية (2025–2033) كتبت ساره أبو حمور

أخبار دقيقة -
إطلاق الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية (2025–2033)
كتبت ساره أبو حمور
يمثل هذا الإطلاق لحظة فاصلة في مقاربة الدولة الأردنية للحماية الاجتماعية، لا من حيث التوسع في نطاقها فحسب، بل من حيث تغيير طبيعة دورها, من دور رد الفعل إلى دور الفعل الاستباقي.
فإعلان هذه الاستراتيجية ليس خبرًا عاديًا، بل محطة نوعية تستحق التوقف، والإشادة بأهميتها، لما تحمله من تحوّل نوعي في السياسات الاجتماعية، وانتقال إلى خارطة استباقية لا تصحيحية.
وقد صيغت على أربعة محاور مترابطة:
•الكرامة: لضمان العيش الكريم للفئات الأشد حاجة.
•التمكين: لتطوير الخدمات الاجتماعية والمهن المرتبطة بها.
•الفرصة: لتوسيع الحماية في سوق العمل، واحتواء الأنماط الجديدة من التشغيل.
•الصمود: لتعزيز الجاهزية المؤسسية والاستجابة للأزمات.
كما تم إدراج أدوات تنفيذية غير مسبوقة ضمن وثيقة واحدة، من أبرزها:
•سجل وطني رقمي موحد للمستفيدين.
•منصة إلكترونية للعاملين الاجتماعيين وتعليمات تنظم مهنتهم.
•آلية تصنيف للجمعيات قائمة على الشفافية والأداء.
•نظام تأمين صحي اجتماعي لا يعتمد على التوظيف.
•صندوق استجابة طارئة ونظام إنذار مبكر متكامل مع المؤسسات الوطنية.
ما يميز هذه الاستراتيجية أنها لا تكتفي بإعادة توزيع الموارد، بل تعيد صياغة منظومة الحماية من جذورها.
ويشهد هذا التحول على انتقال من برامج متناثرة إلى بنية مؤسسية موحدة، تعمل وفق معايير وأدوات وبيانات متكاملة، وهو ما يعكس تحولًا جادًا في التفكير التنفيذي داخل الدولة.
وتُحسب هذه الاستراتيجية ضمن المبادرات النوعية لدولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، إذ تمثل امتدادًا عمليًا لنهجه في الإدارة الميدانية، الذي برز في زياراته الأخيرة للمحافظات، حيث لامس التحديات التنموية مباشرة.
وحين تسمع معالي وفاء بني مصطفى، خلال جلسة الإطلاق تستعرض فيها أهم المخرجات، تجد أمامك مثالًا إلى أن الثقة في الإدارة لا تُستمد من المنصب، بل هي من الخبرات.
فمعالي وفاء بني مصطفى نموذج رائع يُحتذى به لسيدة أردنية جاءت من الميدان التشريعي، تحمل في سجلها فهمًا حقيقيًا للتشريعات، لا باعتبارها نصوصًا، بل أدوات عدالة.
وفي انتقالها إلى العمل التنفيذي، لم تتخلَّ عن هذا الفهم، بل وسّعته وربطته بالواقع اليومي واحتياجات المجتمع الأردني الحقيقية.
دعمها للمرأة كان حاضرًا منذ اليوم الأول، وقد ساهمت في مشاريع فتحت الطريق أمام سيدات أردنيات مبدعات.
إنها تشبه الناس الذين جاءت منهم.
فهي لم تأتِ إلى موقع القرار من باب المناصب، بل من أبواب البيوت الأردنية، من الشمال، من العائلات التي تعرف تعب الطريق، وصبر الأمهات، وتفاصيل الحياة كما هي، بلا تزيين ولا مبالغة.
معاليها لا تحتاج إلى وسيط لتفهم احتياجات الأسرة الأردنية، ولا إلى ترجمة حين يتحدث أحد عن فجوة العدالة أو نقص الخدمة.
تحمل في ذاكرتها قصصًا واقعية، حملتها يوميًا تحت القبة تطالب بحلها.
بوركت الجهود، وننتظر أن نرى أثر هذه الاستراتيجية في رفع جودة الحياة لكل أردني… لأنه ببساطة يستحق الأفضل.