من يوميّات "بابا سنفور" في الجامعة الأردنيّة "41"

أخبار دقيقة -
من يوميّات "بابا سنفور" في الجامعة الأردنيّة "41"
أنا الآن في نهايات الهلوسة المرضيّة.. عشرة أيّام متتالية وأنا يتناهشني المرض وفي عزّ دين امتحانات الميد.. أربعة امتحانات من ستّة قدمتها ولا يعلم بحالتي إلّا الله.. كنتُ ألملم ما في داخلي من قوّة لكي أحلّ الأسئلة وأُسرِع أُسرِع وأسرع في الكتابة حتّى لا تأتيني موجة الهلوسة..!
بعضكم أو أكثركم سينكر أو يستغرب هذا.. ولكنّ المقرّبين منّي والمتعايشين معي يدركون حقيقة هلوستي وقت المرض الذي يفقدني التركيز ويصيبني بالوهن.. ومع ذلك أجبتُ إجابات أنا راضٍ عنها تماما وأعتقد بأنها أكثر من جيد جدًّا..!
لذا غبتُ طوال الأسبوعين الماضيين عن الكتابة.. فحين الهلوسات أضع القلم وأجلس في البيت غارقًا مع الجيوش التي تحاصر غرفتي ومع أحاديثي مع عبد الرحمن الغافقي قبيل استشهاده في معركة "بلاط الشهداء" ومع خُطبي مع الرماة على جبل أحد ودعوتي لهم بألّا ينزلوا عنه مرّة أخرى .. وهكذا ..!
بعض القرّاء والمتابعين لا يريدون هذه اليوميّات الجامعية.. يريدون أن أنشغل في "تفاهات التريندات" على الفيسبوك.. يريدونني أن أمشي على السيناريوهات التي في عقولهم.. فكلّما قام سين بشتم صاد يجب أن أكون أنا الشاتم الرادح اللابس بزّة الحرب و المتخنصر بالقنوة والشبرية ..! أنا لا دخل لي في كل ما يجري في "صَنّات" مواقع التواصل.. ذاك عالم مبني على القذارة والرداءة والتفاهة وفضاوة العقل والبال.. وأنا أربأ بنفسي عن كلّ ذلك..!
هي أصعب أيّام امتحانات لدي.. قدّمت في يومين (امتحانين امتحانين).. قرأت كلّ مادة بما لا يقلّ عن ست مرّات وهناك مادة أعدتُ قراءتها 11 مرّة لأصنع تركيزًا في فقراتها.. وأعتقد بأنني نجحت رغم أنني للآن لم أحصل على نتيجة أيّ أمتحان..!
لا أريد أن أطيل علىكم وعليّ.. انتهى الأمر بكورونا.. وهو في آخره.. أنا الآن بلا شم ولا ذائقة.. بامكانكم قتلي بالغاز أو وضع السمّ لي في الطعام.. هكذا كنتُ أنكّت نكتتي السوداء..!
آخر مرة جلستُ فيها جلسة فكريّة كانت مع الثلاثي " د. محمود شديفات ود. رائد القرعان.. والبهيّ دائمًا هاني أيّوب" حين اجتمعنا وأطعموني ساندويش أبصر شو ؟ ورأوا بداية مرضي ولم يتصل أي منهم للآن للإطمئنان عليّ..! أنا لا أتهم؛ فهم أصدقائي.. ولكنّي خائف من دعاء ثلاثيّ باتجاهي لأني تركتهم ولم أدفع حساب الكافيه..!
ملاحظة لأصحاب مقولة "مش وقته": كل ما أراه بالنسبة لي وقته.. وأنا لستُ كاتبًا تحت الطلب.. اخرج من خلف شاشتك وحرّر العالم وسأصفق لك..!
كامل النصيرات
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (٠٧٩٩١٣٧٠٤٨)
((ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))