فيصل الردايدة ..عندما يغيب “الزوم إن” وتبكي الكاميرا على الفراق

{title}
أخبار دقيقة -

عدنان نصار

فجأة ،ودون سابق وداع أو إشارات توحي بالموت ، غادرنا الزميل المصور المبدع فيصل الردايدة بشكل مباغت ..هكذا ببساطة :”ننعي الزميل فيصل الردايدة ، ونحتسبه عند الله ” فتنشغل هواتف الزملاء الصحفيين لنقل الخبر .!

أظن اننا تعارفنا فيصل وأنا منذ العام 1993..، دمثا خجولا قليل الكلام كثير التأمل ،والتنقل بين عدستي "الزوم إن والزوم آوت ” في كاميرته التي كانت تلازمه كظله ..الكاميرا التي ستبكي على الفراق .. عرفته ، طويل القامة ، دافيء اللسان ، ولم يترك مناسبة إلا وكان يحاكي الكاميرا ، كما لو إنها قطعة من مسيرة حياة ومسار مهنة ..كاتت مطيعة له ولا تفارق يديه .

أطلقت عليه أسم "كبير المصورين” قبل 20 سنة ،ففرح بهذا اللقب الذي لازمه حتى لحظة تشييعه الى مثواه الأخير في بلدة كفريوبا ..كفريوبا التي خبرها فيصل ، وخبرته ، فعشق دربها وطرقاتها ..وعشق اربد وحاراتها ، وراح الى أبعد مدى من الحب ..راح الى هناااك ، حيث شجرة الياسمين التي تتكيء على حجارة البيت العتيق وسط المدينة العتيقة ، فنسج خيوط المحبة حتى صا رت مثل حبال الليف ..تزداد متانة كلما مر من طرقاتها فيصل .

 

هو الموت المباغت ، الذي يجيء بلا مقدمات ، أو رسائل تحمل كلمات التهيوأ لإقامة مراسم وداع ..هو الموت الذي يتبختر بيننا والساكن بين حروفنا ..فعلى فيصل السلام يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا .

تصميم و تطوير