عدنان نصار: العرب بين التمزيق الممنهج والولاءات الضعيفة

{title}
أخبار دقيقة - كتب - عدنان نصار 
 

يحمل الإحساس والشعور الوطني العربي الكثير من الجراح .. ولدى الإنسان العربي فائض من الصراخ ، وحمولة زائدة من الوجع ، والقليل من الأحلام المبعثرة التي نسج فيها العنكبوت "الأمريكصهيوني” خيوطه المحكمة لمنع تسللها أو ترجمتها على أرض الواقع ، رغم معرفة العرب بشقيهم الرسمي والشعبي أن العنكبوت واهن كما خيوطه غير أنه يتمدد على ضعفنا ووهننا كأمة عربية ذات رسالة نبيلة في وحدتها الإنسانية والجغرافية ، أعطت الفرص الكافية للعنكيوت ليثير في حياتنا المزيد من الألم في جسد الأمة الذي يتطلع الى الخلاص من فائض وجعه ، في ظروف تبدو فيها المعاناة العربية عموما قد وصلت ذروتها في الصراخ والنواح.

بالمقابل يفيض العربي بشعور قومي عارم، وصدحت حناجره حتى تعبت وهو ينشد: "بلاد العرب أوطان…” وأقلق بنشيده كل بيوتات العنكبوت ،لكأن هتاف العربي الشعبي صوت رصاص ، أو إستكمال لحلقات "التآمر ” على العنكبوت وبيته لهدم نسيجه الواهن المريض والمتآمر على ترابنا العربي وإنسانه وأحلامه .

المستعمرون بكل ثيابهم وبزاتهم وادواتهم، لا يشعرون بالسكينة ولا بالأمن ولا الأمان لطالما أن اللسان العربي يصدح: فلسطين عربية، ويلوح بعلمها في وسط عواصم الردح السياسي المرتبطين مع مضطهدين "الهنود الحمر ” الذين سلب منهم وطنهم منذ مجيء "كولمبوس” في رحلته البحرية المشؤومة.. لا يشبع سادة البيت الأبيض بالإشتراك مع صهاينة الإحتلال من الدم والمال العربي.. فكلما ازددنا ضعفا زاد بيت العنكبوت قوة ونسج المزيد من خيوطه المتهالكة حول رقاب الجغرافيا العربية ..!

إننا بخير الجغرافيا العربية وثرواتها إجدر، وبالسيادة عليها أولى، من الإبتزاز الأمريكصهيوني لمقدرات أمتنا العربية ..إننا في أحوج الظروف الآن لوقف نزف الأطماع بثرواتنا وأموالنا العربية ، ونحن الأحوج الآن الى تفكيك خيوط العنكبوت، وكشف ما يحاك ضد الأمة ومستقبلها وأرضها وتاريخها.. ما نحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى ،إعادة هيبتنا وبناء مستقبلنا المستمد من ماضي حمزة لما صفع ابا جهل :”ردها علي أن استطعت ..” !!  نحتاج الى معادلة سياسية تعيد للعربي حقوقه المنتزعة، وتفرض شعارات العدل والمساواة والحرية وصولا للإستقرار بعيدا عن إملاءات غربية سمجه تتبجح بحقوق الإنسان وهم طغاة !

ربما، لم يمر الغرب "المتحضر” بما هو أسوأ من هذا الوقت من التخلف والرداءة واقصد بذلك واشنطن ،التي دخلت في دوامة عصر الخاوات على يد رئيسها ترامب البارع في نحت هذه السياسة.. ولم يصل البيت الأبيض عبر مسار النشوء الأمريكي وتنحية الهنود الحمر، الى هذا المستوى من الردة الإنسانية بعد دخولها معترك الاقتصاد بعد ان عجزت عن تحقيق مآربها بالسلاح.. صراع محتدم وإشتباك مستمر بين من يمتلك القوة المفرطة ،مع غير القادر على رد الظلم والإستغلال.. حقا انه الفساد السياسي وإنعدام الأخلاق .

من المفيد ان نذكر هنا، ان الإنسان العربي ينتظر حدوث أمر ما، تماما كمن ينظر الى فريسة بذكاء ليقتنص الفرصة لحدوث أمر ما ، لقد طفى الظلم على وجه الأرض العربية بعد أن كان مخبوءًا في دهاليزها.. وطغى الجبابرة أكثر مما ينبغي ، وتعدى ذلك حدود الصبر العربي .. فالعربي أعتاد أن يداوي جراحه بالصبر ، وتخزين فائض الوجع لتصنيع ما امكن من مستلزمات التمرد على ظلم الطغاة .. لم تعد الشكوى من فساد السياسة العالمية تحمل أي فائدة في صنع التغيير، العربي يفهم جيدا أن "الأمريكصهيوني” حريصة على محو الشخصية العربية ، بكل مكوناتها الثقافية والسياسية والأخلاقية..

وتجريدها من فروسيتها ..بالضبط هذا ما تسعى اليه تحت عنواين القيم الزائفة.!!

كاتب وصحفي أردني..

تصميم و تطوير