عدنان نصار: عن ترامب.. وأبراهام لينكولن.. والنهج السياسي الأمريكي

{title}
أخبار دقيقة -

عدنان نصار

دخلت أمريكا في عهد رئاستها الجديدة في مرحلة ربما ستشكل إنعطافات مفصلية وهامة في مسيرة ومسار الوطن العربي، وجغرافيا الشرق الأوسط.. المسار إياه، سيأخذ وفق اللغة السياسية والخطابية للرئيس ترامب منحنيات بيانية سياسية ستعترضها وعورة، في غير مسار من مسارات الرئيس الجديد.

ترامب، ليس زائرا إعتياديا للبيت الأبيض، فهو خبر الرئاسة لأربع سنوات ما قبل بايدن، وأشعل ترمب محطات كثيرة في رئاسته الأولى، وأشغل الرأي العام بخطاباته السياسية التي تنم عن شخصية جوانية وذهنية تمتلك مساحة من التمرد على المألوف، وربما على البروتوكلات الرئاسية أيضا، وهو ما لم يعهده البيت الأبيض في الرؤوساء السابقين.


الإنشغال السياسي لترامب المختلف نسبيا وفق تقديرات القراءة الذهنية لشخصية الرئيس، تستند الى الثورية في القرارات، من جهة، وعدم اللياقة من جهة قد تبدو مخالفة لأعراف الخطب الرئاسية.. فالثورية في قرارات ترمب تجلت بشكل واضح من اليوم الأول، عبر جملة قرارات وقعها ترامب فور وصوله للبيت الأبيض.. فيما أتسمت بعض تصريحات  الرئيس ب”العدوانية” تجاه دول متعددة من مثل الصين، كندا، بنما، إيران؛ ودول متعددة من الممكن أن تعمق الفجوة أكثر مما هي عليه الآن.

ترامب، يمتلك "كاريزما” تغلب عليها "الوقاحة” السياسية، التي يعتبرها البعض جرأة، والبعض الآخر صراحة، فيما يذهب البعض الثالث الى مديات تعتقد أن شخصية الرئيس "تعرف تماما ماذا تريد” وهي معرفة شعبية عالمية ، قبل أن تكون أمريكية.

ولعل سيد البيت الأبيض، في دورته الثانية قد أكتسب خبرة من تجربته الرئاسية الأولى، وهي بلا شك تجربة تراكمية، زودت الرجل بمعرفة بنيت على أسس لوجستيه وإحاطات أمنية أمريكية مخابراتية تقرأ المشهد العالمي بشكل يميل الى خدمة مصالح أمريكا أولا، وهي قراءة بلا شك مشروعة، لكن ليس على حساب إضطهاد دول أخرى لا تملك سوى المنابر للدفاع عن ذاتها، فيما تمتلك أمريكا ترسانة أسلحة تكفي لقلب العالم رأسا على عقب .!!

ما ذكر، ليس من باب التهويل، بقدر ما هو قراءة سياسية تحاكي الواقع في ظل تعمق الفراغ السياسي الكوني بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي، ليترك العالم واقفا على قدم واحدة.. ىأو فلنقل عالم "وحيد القرن”، وهو ما يشير الى التفرد الأمريكي بإدارة العالم سياسيا وإقتصاديا، دون النظر الى أمن العالم وإستقراره وتوفير العيش الكريم بالقدر الممكن للشعوب المضطهدة.. امريكا، لا يعنيها إلا نفسها "أمريكا أولا”، وهو شعار رفع على حساب الثروات العربية والجغرافية العربية والشعوب العربية المؤمنة عبر التاريخ بالمحبة والسلام، والباحثة عن مساحة أمل للعيش بعيدا عن الإضطهاد والفقر وما بينهما من مآسي، ساهمت أمريكا بصناعة هذا الواقع، وصياغة سياسته ليبقى البيت الأبيض هو السيد بلا منازع، ولتبقى أمريكا هي حاملة لصولجان التفرد بالقوة، لممارسة القهر ضد المكان والإنسان بصور متعددة أقلها السعي لإبقاء العالم الثالث على وجه الخصوص في حالة خلخلة، وكثبر من الاضطهاد قليل من العدل، وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد "الفروسية” لمن يمتلك القوة ..!!

اليوم ؛ وبعد وصول "ترامب” الى الرقم (47) في تعداد رؤوساء أمريكا.. نستذكر ما قاله الرئيس الأمريكي السادس عشر "أبراهام لينكولن” وهو في سدة الرئاسة:

"سيدي.. ما يقلقني هو ليس ما إذا كان الله إلى جانبنا أم لا، إن أكثر ما يقلقني هو أن نكون إلى جانب الله؛ لأن الله هو دائماً على حق.”

كاتب وصحفي أردني ..



تصميم و تطوير