نعيق الغربان وهديل الحمام.. والسقوط الحر للنسور
أخبار دقيقة -
كتب - عدنان نصار
تحوم حول جغرافيتنا العربية، الغربان وتنعق بما يكشف عن نوايا الخراب، ونشر السوء بإعتباره ممر "آمن” لأولئك الجالسين على مربض الإنصياع لأوامر الصهيونية والأعداء المحتلين لفلسطين العربية..!
ويبدو ان للغربان رسائلهم الواضحة غير المشفرة للشعوب العربية، وتسعى لنشر نعيقها كي لا يكون للأمة العربية موقف، أو صلابة، أو توحد، لتسنمر في نعيقها في فضاء الفرقة والتفرق، بل والمضي قدما في مسيرة الإنصياع والإنبطاح، في أغرب وأعجب موقف يتبناه أولئك المنبطحين الناعقين المبشرين بخراب الأمة ..والأكثر غرابة أنهم من أبناء جلدتنا، ولغتنا، وهويتنا ..وهم مثلنا تماما يسبحون ويحوقولون ويقرئون سورة الفلق كلما داهم الأمة القلق ..لكنهم في منتهى البراعة بالكذب والنفاق وهم يدركون ان موقعهم بين الشعوب في الدرك الأسفل من الإنتماء ..!
ما يحدث للأمة العربية والإسلامية منذ ما بعد السابع من أكتوبر المجيد على يد تلاميذ هيرنزل، صار أبشع من فعل إجرامي دموي حاقد على كل ما هو عربي وفلسطيني ولبناني ..، وهو إجرام تخطى كل الحواجز دون ان يهتز اي ضمير سياسي من اولئك الناعقين عربيا ودوليا ..بل تسعى تلك الغربان الى دس السم القاتل في شريان الأرض العربية لقتل هويتها وتاريخها ..فالغربان لن تتوقف من تلقاء نفسها عن النعيق ونشر الشر اذا لم تواجه بنسور وصقور تعيد لفضاء العرب رونقها المفقود، وتعيد "الإرتجاف” للغربان لمجرد النظر في عيون الصقور او رؤية أجنحة النسور وهي تصفق للريح لإعادة الرئة للأرض ..ورد السم القاتل الى صانعيه ومسوقيه ليشربوا من سوء فعلهم .
أسراب النسور والصقور على إمتداد الجغرافيا العربية بكل تفاصيلها من الصحراء الى الماء، تبدو انها متأهبة لقطف الشر من معاقله، وبتر الإنبطاح من مفاصله، وقطع دابر الإنصياع من قلاعه ..ووئد حلم الصهاينة على ضفاف البحرين :”الأبيض والأحمر” وإعادة الحياة لبحرنا "الميت” ..حياة عربية الهوى واللسان، لنصنع من ملح البحر ماء وضوءنا النقي تمهيدا لإعلان التوبة ..توبة سياسية عن كل مسارات الإنبطاح والإنصياع أمام قوافل العداء والعواء المستمرين القادمين من بن غفير وسموتريش وبنيامين والمستوطنين الذين تمرجلوا أمس على أصواف الخراف لراعي غنم فلسطيني شرق الضفة الغربية..!
والنسور والصقور المتأهبة، التي تجيد السقوط الحر،إذا وصلت لمرحلة "القهر” أو "العجز” ولم تعد قادرة على التحليق على إرتفاعات شاهقة، ستسقط من حساباتها هذه المرة فعل "السقوط الحر” وتبقى متأهبة بأجنحة فولاذية منتصبة أفقيا لمواجهة الغربان وإسكات نعيقها في غزة و لبنان ..فنعيق العدو الصهيوني إستشرى ولم يكتفي بهذا الدم العربي المراق، ولا بأشلاء الأبرياء من نساء وأطفال ..عدو ينظر الى الدم العربي كأنه نبيذ معتق يمدهم بالنشوة والحياة ..حياة إجرام تساندهم فيها غربان من جلدتنا العربية .!!
هديل الحمام، القادم من فضاء المعابد الأممية، ومن شرفات القصور، يبدو هو الآخر انه مرتجف ..خائف ..هديل هزيل ..،لا يقوى على الفعل المؤثر والملزم لطالما ان أغلب المؤسسات الأممية ومنابرها تحت سيطرة أمريكا "راعية السلام”.!!
منذ السابع من أكتوبر الماضي المجيد، وما قدمه من تحريك قوي وأممي للقضية الفلسطينية وإعادتها للواجهة مجددا، لم يترك الغربان زاوية الا ونعقوا فيها ..ولم تتردد تلك الغربان بسعي محموم من تحويل نعيقها الى هديل، لكنها كانت تقع في قيعان الفشل، لإنكشاف امرها، وإنفضاح مواقفها المخزية ..ولم تعد تلك الغربان قادرة على التمويه في أصواتها ..فهي غربان تنعق لنشر الخراب وسعيها المحموم لدس السم في شرياننا العربي وجغرافيتنا العربية وهويتنا ..فمعركتتا مع العدو الأكبر "إسرائيل” تحتاج الى كل طاقاتنا، ووقف نعيق الغربان، وإعادة النسور والصقور الى سابق عهدها في تحليق مستمر لصفع الطغاة ..وسحق قتلة الاطفال في غزة ولبنان وقتلة الانبياء منذ نشوء التاريخ .!!
كاتب وصحفي أردني ..