ماذا بعد إطاحة العملاق الفرنسي ليون من الدرجة الأولى؟

شهدت الساعات الأخيرة استبعاد ليون الفرنسي من منافسات الدوري الفرنسي "ليج آن" بسبب الديون التي تراكمت عليه خلال الأعوام الماضية، والتي ستعرضه لعقوبات كبيرة من الهيئات الرقابية المالية التابعة لاتحاد كرة القدم في فرنسا بسبب عدم قدرته على سداد الديون التي تراكمت عليه.

وكان نادي ليون الفرنسي أعلن أن الديون المقدرة عليه تصل إلى 442 مليون جنيه استرليني (557.71 مليون دولار) ومنع من التعاقد مع اللاعبين خلال الفترة الماضية، مما ألحق به ضرراً فنياً خلال الموسم الحالي واكتمل بهبوطه نهاية الموسم الحالي إلى دوري الدرجة الأولى وذلك بصورة موقتة.

وكشفت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن الأمر معلق حتى نهاية الموسم، وإذا استطاع النادي الفرنسي توفيق أوضاعه خلال الأشهر المقبلة سيغلى القرار وهذا سيكون صعباً بسبب المبالغ المقدرة عليه من أجل التعافي من أزمة الديون.

وأكد الصحافي الفرنسي رومان مولينا أن جميع اللاعبين في نادي ليون خلال الوقت الحالي معرضون للبيع في محاولة لتقليص الديون والسيطرة على رواتب اللاعبين والبقاء في الدوري الممتاز، وعلى رأس هؤلاء اللاعبين ويلفريد زاها وألكسندر لاكازيت ونيمانيا ماتيتش وسعيد بن رحمة وغيرهم.

وتسعى مجموعة "إيغل" التي تملك الحصة الأكبر في أسهم نادي ليون إلى حل الأزمة خلال الفترة الحالية، إذ قالوا إن الاجتماع مع المديرية الوطنية للرقابة والإدارة في فرنسا يسير بصورة جيدة للغاية، ولكن الهيئة الرقابية نفسها لم توافق على بعض الحلول التي طرحت خلال هذا الاجتماع.

وقد تكون الأزمة المالية التي يتعرض لها ليون من آثار جائحة كورونا ونتائجها التي تعانيها أيضاً بعض الأندية الفرنسية، إذ فقد مورداً مهماً للغاية خلال الأعوام الأخيرة وهي التأهل لدوري أبطال أوروبا، ولم يشارك في هذه البطولة منذ موسم 2019 – 2020 مما يكبده خسارة بعض المكافآت التي كانت تأتي نتيجة مشاركته المختلفة في المنافسات.

وتمتلك مجموعة "إيغل" أيضاً حصصاً في أندية كريستال بالاس وليون وبوتافوغو وغيرها، إذ أشارت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن هناك نية لبيع بعض اللاعبين من النادي البرازيلي إضافة إلى بيع 45 في المئة من نسبة كريستال بالاس، مما قد يفي بالغرض من أجل إنقاذ ليون من الهبوط وتحقق التوازن.

وقد يتجه مالك النادي جون تيكستور إلى بعض المفاوضات مع أصحاب الديون من أجل الوصول إلى اتفاق لجدولة هذه الأموال، وإقناع الجهات المسؤولة بإيقاف قرار الهبوط الذي أصدر بصورة موقتة حتى نهاية الموسم الجاري وسينفذ إن لم يجد جديد في موقف ليون.

وقال تيكستور في تصريحات صحافية "لا يجب أن تنظر فقط إلى أولمبيك ليون بل إلى حقيقة أننا مجموعة تمتلك عديداً من الأندية. أثق في أرقامنا والخبر السار أن الهيئة الوطنية للرقابة الإدارية مستقلة وتضم أشخاصاً أذكياء للغاية من محاسبين وخبراء في الشؤون المالية ويمكنهم النظر إلى الأرقام، سنعمل على جلب عدة ملايين من الدولارات نقداً خلال الأشهر القليلة المقبلة ونحن نهدف إلى تحقيق ذلك على المدى الطويل".

وأنفق ليون نحو 145 مليون يورو (153 مليون دولار) خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

ولم يخل سجل تيكستور من الأزمات إذ تعرض للإيقاف خلال الفترة الماضية في البرازيل على خلفية إهانته للحكام عقب هزيمة فريقه الذي يملك فيه نسبة (بوتافوجو) أمام بالميراس بالدوري البرازيلي، إذ تم إيقافه لمدة 45 يوماً ودفع 100 ألف ريال برازيلي (17.25 ألف دولار) وذلك خلال الـ27 من أبريل (نيسان) الماضي.

تعرض ليون لمثل هذه الأزمات يهدد تاريخ النادي الذي كان الأفضل في فرنسا لفترات ليست قليلة، إذ حقق لقب الدوري سبع مرات ويحتل المركز الخامس في ترتيب الأكثر تتويجاً إذ يتصدر باريس سان جيرمان برصيد 12 لقباً وسانت إيتيان بـ10 ألقاب ومارسيليا بتسعة وموناكو ونانت بثمانية، والفريد في الأمر أن ليون حقق البطولات السبع بصورة متتالية منذ موسم 2001 – 2002 حتى 2007 – 2008، وهو ما يعكس قوة النادي وقتها، ولكن الأزمات المتتالية ضربت به عرض الحائط.

وخلال الموسم الحالي يحتل المركز الخامس في الدوري الفرنسي بعد مرور 11 جولة، إذ حقق الفوز في خمس مباريات وتعادل في ثلاثة وهزم في مثلها، وأحرز لاعبوه 18 هدفاً واستقبلت شباكه 15.

ويشارك ليون في الموسم الحالي بالدوري الأوروبي ويحتل المركز التاسع برصيد سبع نقاط من أربع مباريات، إذ حق الفوز في مباراتين وتعادل في واحدة وتلقى هزيمة.

وعلى مستوى جميع البطولات إلى جانب سبعة ألقاب دوري فرنسي، حقق ليون كأس فرنسا خمس مرات وكأس السوبر المحلي سبع مرات وكأس الرابطة الفرنسية مرة واحدة فحسب، وكان يوجد ليون دائماً في دوري أبطال أوروبا ووصل إلى أبعد نقطة له في البطولة عندما تأهل لنصف نهائي نسخة 2009 – 2010 عندما ودع البطولة أمام بايرن ميونيخ الألماني بالهزيمة بنتيجة (4-0) بمجموع المباراتين.

وصدر نادي ليون كثيراً من اللاعبين الموهوبين والمميزين إلى كرة القدم الأوروبية، على رأسهم مهاجم ريال مدريد السابق والاتحاد السعودي الحالي كريم بنزيما إضافة إلى مهاجمه الحالي ألكسندر لاكازيت الذي قضى فترة في أرسنال الإنجليزي.