توتنهام يجيب عن أكبر سؤال لتعزيز حلم كأس الرابطة الإنجليزية
تعامل مانشستر سيتي مع مواجهة توتنهام في كأس رابطة الأندية الإنجليزية باستخفاف نظراً إلى قلة أهمية البطولة، لكنه خرج بهزيمة وإصابات مؤثرة بينما تماسك فريق المدرب بوستيكوغلو ضد الشدائد ليبلغ الدور ربع النهائي
كانت صرخة الارتياح هي كل شيء، إذ لم يستطع توتنهام إهدار هذه الفرصة لكن فريق أنغي بوستيكوغلو صمد، وأطاح بمانشستر سيتي من كأس رابطة المحترفين الإنجليزية "كاراباو" ليلحق بفريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا أول هزيمة له هذا الموسم.
ضمنت قدرة توتنهام على تدمير نفسه أن تكون هذه مباراة كأس مثيرة، حتى مع مطاردة سيتي للمباراة على السرعة الثانية فقط لكن ذلك كان كافياً تقريباً، وعلى رغم أن احتجاجات برناردو سيلفا في نهاية المواجهة أشارت إلى أن سيتي أراد الفوز بقدر ما أراد توتنهام، إلا أن مشهد إيرلينغ هالاند مبتسماً على مقاعد البدلاء على رغم استمراره كبديل غير مستخدم حتى مع تأخر سيتي لأكثر من 90 دقيقة روى قصة مختلفة.
ليس هناك شك في مدى أهمية هذا بالنسبة إلى توتنهام، إذ تحدث بوستيكوغلو عن ميله للفوز بالألقاب في موسمه الثاني لكنه لا يزال غير قادر على إضفاء ثبات المستوى على فريقه، إلا أن توتنهام تمسك بالفوز بأكبر مباراة له في الموسم حتى الآن عندما كان الضغط عليه.
إن حقيقة أن أبطال الدوري الإنجليزي الممتاز كانوا أقل بكثير من أفضل مستوياتهم وأنهوا المباراة بأربعة مراهقين على أرض الملعب، إضافة إلى خريج أكاديمية آخر يبلغ من العمر 22 سنة هو جيمس ماكاتي، لكن هذا لم يحدث فرقاً كبيراً بالنسبة إلى توتنهام في مخططه الكبير المتمثل في اتخاذ خطوة أقرب لإنهاء جفافهم الذي دام 16 عاماً بعيداً من الألقاب.
مع خروج سيتي ضحك بوستيكوغلو من الطرح بأن الطريق نحو كأس "كاراباو" بات مفتوحاً أمام توتنهام، إذ بعد لحظات وقع فريق "السبيرز" في مواجهة ضد مانشستر يونايتد على أرضه في ربع النهائي، وقال بوستيكوغلو "هناك دائماً فرصة إذا واصلت الفوز، الشيء الأكثر أهمية أننا ما زلنا في البطولة"، وأشاد الأسترالي بمرونة توتنهام وعلى رغم أن سيتي كان ضعيفاً فإنهم أجابوا عن سلسلة كبيرة من الأسئلة هنا. وأضاف بوستيكوغلو "لن أسعى إلى اتخاذ خطوات كبيرة للأمام أو خطوات كبيرة للخلف، ما زلت أرى نمواً في هذه المجموعة وهذا الفريق".
ووعد غوارديولا بعدم إهدار أية طاقة في كأس "كاراباو"، ومع ذلك تراكمت الإصابات إذ فقد غوارديولا مدافعه مانويل أكانجي في فترة الإحماء وخرج سافينيو المثير للإعجاب على محفة خلال الشوط الثاني.
ولا تزال أقل مسابقات الكأس الأربع أهمية التي يشارك فيها سيتي هذا الموسم تكلفه ثمناً باهظاً.
لم يلعب غوارديولا بالفريق الضعيف الذي كان يأمل إشراكه ضد توتنهام، لكن فريقه كان غير قابل للتعرف عليه إلى حد كبير، وغالباً ما كان يفتقر إلى التألق في الاستحواذ الذي حظي به في الشوط الأول.
وأصبح المدير الفني مستاء بصورة متزايدة من التمريرات الخاطئة في خط الوسط والأخطاء الأساس التي ارتكبها لاعبوه.
وبدا توتنهام حاسماً عندما كان الأمر مهماً، إذ كان ديان كولوسيفسكي الذي يتمتع بسجل جيد ضد فريق غوارديولا هو من سيطر على خط الوسط، وقاد الكرة عبر المساحة التي انفتحت نتيجة لإهمال سيتي، وقد صنع كلا الهدفين إذ كان الهدف الافتتاحي عبارة عن هجمة مرتدة رائعة أنهاها تيمو فيرنر من أول لمسة له هذا الموسم، ثم فاجأ توتنهام سيتي بركلة ركنية رائعة حين مرر كولوسيفسكي الكرة إلى بابي ماتار سار الذي سدد كرة رائعة مرت من الحارس ستيفان أورتيغا من مسافة 25 ياردة، وقال بوستيكوغلو "كلا الهدفين كانا رائعين منا".
ولا يزال فريق بوستيكوغلو يعاني آثار هزيمته بنتيجة (0 - 1) الأحد الماضي أمام كريستال بالاس، لكنه استعاد قوته وظهر جيداً في الأقل.
وأصبح السؤال هو كيف يستجيبون للشدائد إذ عانى توتنهام من ضربة خروج ميكي فان دي فين وهو يعرج بسبب إصابة في عضلة الفخذ الخلفية، حيث شعر بألم في ظهر ساقه فور مطاردته لعرقلة سافينيو، وهي اللحظة التي بدأت فيها الأجواء تتغير.
واستُبدل فان دي فين بدستيني أودوغي لكن نقاط الضعف الدفاعية للظهير الأيسر كانت واضحة، ومر منه سافينيو ليصنع لماتيوس نونيز الهدف الذي قلص النتيجة لسيتي في نهاية الشوط الأول.
كان الهدف قادماً وبسبب الإحباط الواضح من بوستيكوغلو لم يتمكن فريقه من تجاوز الدقائق الأربع من الوقت بدل الضائع لإعادة تنظيم صفوفه عند الاستراحة.
وكان سيتي أكثر حدة بعد تأخره بهدفين وأهدر فيل فودين الذي لعب في مركز صانع الألعاب بدلاً من هالاند فرصتين رائعتين، قبل أن يسدد نونيز غير المراقب في القائم الخلفي للمرمى مسجلاً هدفاً.
تراجع توتنهام وكان مشجعو الفريق المستضيف متوترين ودعوا إلى مزيد من الضغط وأجبر كريستيان روميرو على الخروج، وخسر توتنهام ثنائي قلب الدفاع المفضل لديه.
ربما كان هناك سبب آخر لتوتنهام للدفاع، فمن الواضح أن أسلوب بوستيكوغلو في الهجوم المرتد يناسب توتنهام وكان لدى المستضيف فرص للابتعاد من الأنظار بعد الشوط الأول إذ سدد فيرنر غير القادر على بناء اللعب خارج المرمى عندما انفرد بالحارس، وتصدى ستيفان أورتيغا لمحاولتين رائعتين ليحرم برينان جونسون من تسديدة منحرفة وتسديدة كولوسيفسكي المنخفضة في الهجمة المرتدة، وأهدر ريتشارليسون أفضل فرصة على الإطلاق خلال وقت متأخر من المباراة عندما مرر غفارديول رمية تماس خاطئة إلى البرازيلي، لكنه سدد مباشرة على أورتيغا.
كان من الطبيعي أن يسجل توتنهام هدف التعادل، وشهدت الدقائق الـ15 الأخيرة ضغطاً لا هوادة فيه، حتى مع بقاء هالاند مرتدياً ملابس دافئة على مقاعد البدلاء، وهو يشاهد جاكوب رايت وجهماي سيمبسون بوسي يدخلان للمباراة أمامه.
سدد رايت كرة ملتفة بجوار المرمى بقليل قبل أن يقوم إيف بيسوما بإبعاد تسديدة نيكو أوريلي الطائرة إلى خارج المرمى، وتجمع زملاؤه حول لاعب الوسط قبل أن يتمكن توتنهام من الاحتفال بصورة صحيحة عند انتهاء الوقت الأصلي.
قد لا يتفق بوستيكوغلو مع أن الفوز على سيتي كان خطوة مهمة إلى الأمام، لكن لقاء ربع النهائي خلال ديسمبر (كانون الأول) المقبل ضد يونايتد يبدو وكأنه أكبر مباراة له في منصبه عندما يحين الوقت.