#عاجل..مقاطعة ريال مدريد للكرة الذهبية أنانية وفينيسيوس ليس أحق من رودري
انفجر غضب ريال مدريد بسبب علمه بفوز لاعب وسط مانشستر سيتي رودري بالكرة الذهببية على حساب فينيسيوس جونيور، وقاطع النادي الملكي حفل باريس، فهل كان محقاً؟
على رغم أن رودري أصبح ثاني لاعب إسباني يفوز بجائزة الكرة الذهبية فإن النادي الأول في البلاد لم يكن موجوداً تقريباً، وعلى رغم حصول النادي أو بعض أفراده على أكثر من جائزة، لم يظهر أحد من ممثلي ريال مدريد في باريس حيث ازدادت الأيام الكئيبة لأبطال أوروبا سوءاً، بينما في مانشستر سيتي أضافت هذه المعرفة إلى رضا الفائز الأول الجدير، والعلاقة الرديئة بين الناديين، وكل هذا يؤطر المؤامرة المتزايدة حول جائزة من المفترض أن تكون فريدة من نوعها لمكافأة اللاعب الفردي المهيمن على كرة القدم في عام تقويمي، ثم المزيد.
ومع ذلك حرصت مجلة "فرانس فوتبول" على إخبار وسائل الإعلام بأن اختيارات الكرة الذهبية لن تتسرب، فقط لكي يعلم معسكر فينيسيوس جونيور أن هناك اتجاهاً لعدم فوزه بالجائزة، ثم كانت الاتصالات في الاتحاد الإسباني لكرة القدم تشير إلى أن رودري فاز بالجائزة، وقيل إن اللاعب نفسه كان واثقاً للغاية من فوزه، وكان يتحدث عن ذلك مع زملائه في الفريق.
ولقد كانت صدمة لريال مدريد، إذ كانوا واثقين للغاية من فوز مرشحهم لدرجة أنهم كانوا يستعدون لإرسال مجموعة من 50 شخصاً لحضور الحفل في باريس، مع التخطيط لبث مدة خمس ساعات على محطة التلفزيون الرسمية الخاصة بالنادي ثم تراجع رئيس النادي فلورنتينو بيريز على الفور عن كل ذلك عندما علم بالأمر.
وكانت بعض التفسيرات الأكثر رسمية هي أن تقويم مباريات الفريق مزدحم في الوقت الحالي وأن ريال مدريد "يجب أن يستغل وقته بصورة جيدة". ومن التفسيرات غير الرسمية لهذا "نحن لا نذهب إلى هناك فقط لتكريم فرانس فوتبول، ونحن مشغولون بما فيه الكفاية"، وقد جعلت الهزيمة المذلة بنتيجة (0-4) لريال مدريد على أرضه أمام برشلونة القرار أسهل، وكانت الرسالة هي التركيز وعدم التعلق بمثل هذه القصص حتى لو بدا هذا بالضبط ما حدث.
ويظهر ذلك المشكلات المترتبة على محاولة جعل جائزة فردية مثل هذه بمثابة "جوائز الأوسكار لكرة القدم"، فلا يوجد "موسم جوائز" في اللعبة الحديثة ولا يوجد سوى تقويم مستمر، ومباريات قد يكون فيها الغرور أكثر مما هو في هوليوود.
ولكن عند تقييم تقويم هذا العام ككل فمن الصعب التفكير في موسم كان لمثل هذه الجائزة مرشحان جديران بالجائزة بهذا القدر، وحتى ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو لم يكونا متقاربين في المستوى بهذا القدر خلال أعوام كانت فيها المنافسة قوية جداً، لكن كان أحدهما يتفوق على الآخر بصورة عامة بهامش كبير ومدهش، وهذا ليس شيئاً يمكنك قوله عن رودري أو فينيسيوس، ولهذا السبب كان كلاهما يستحق الفوز.
ولا أحد يستطيع حقاً أن يشكو فوز لاعب الوسط على رغم احتجاجات مدريد، إذ إن رودري هو اللاعب المميز في مركزه بمستوى أداء يرمز أيضاً إلى عصر كامل من كرة القدم، وقليلون جداً من يمكنهم لعب دور المحور مثل رودري، ويمكن القول إنه المركز الرئيس في أحد أفضل فرق أندية العالم، في مانشستر سيتي، والآن هو كذلك في أفضل منتخب أوروبي في إسبانيا.
ومن خلال ذلك تمكن رودري من القيام بما لم يتمكن حتى تشافي أو أندريس إنييستا أو سيرجيو بوسكيتس من القيام به في عصر مجد بلادهم، إذ كان هؤلاء اللاعبون في مواجهة ميسي ورونالدو حتى عند الفوز بكأس العالم.
وفاز رودري الآن إلى حد كبير لأنه قاد إسبانيا للعودة إلى المجد، وبالطبع سجل هدف التعادل الحاسم في مباراة دور الـ 16 ضد جورجيا، لكن ما كان أكثر إثارة للإعجاب فيما قدمه هو كيف بدا أنه يمتص الهجمات في مناطق كاملة من الملعب، ويعزز رودري بصورة فردية كرة القدم لكل من إسبانيا ومانشستر سيتي، بل هو عنصر ضروري لأيديولوجية بيب غوارديولا التكتيكية، وهي المكانة التي أُكد عليها فقط الآن بعد إصابته المؤسفة، وحتى وجهة النظر بين بعض لاعبي سيتي هي أن رودري أكثر أهمية للفريق من إيرلينغ هالاند.
وقد يذهب بعض الأشخاص من الخارج إلى أبعد من ذلك، إذ تصر الشخصيات في الأندية المنافسة على أنه لاعب خط الوسط الأكثر تأثيراً في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ روي كين، ويقول كثيرون إن رودري كان يستحق تقديراً أفضل في العام الماضي عندما سجل الهدف الرئيس في نهائي دوري أبطال أوروبا، وهذا بالطبع ما فعله فينيسيوس هذا العام عبر سلسلة من الأهداف الحاسمة للفوز بالمباريات، وقد تطور البرازيلي إلى لاعب كبير في نهاية المطاف إضافة إلى مهاجم مدمر تماماً، إذ يمكن لفينيسيوس تغيير المباراة في لحظة، وأصبحت قدرته على تحويل الدفاع إلى هجوم، وغالباً تسجيل هدف، في ثوان معدودة واحدة من أقوى الأسلحة في كرة القدم.
والبرازيلي جيد في مركزه مثل رودري في مركزه، وربما يكون أحد الاختلافات الحاسمة هو وجود كثير من المهاجمين على الأجنحة في العالم، إذ يتمتع ريال مدريد نفسه بوفرة، بينما يوجد عدد قليل جداً من اللاعبين مثل رودري.
وقبل أي شيء فهذا هو الفرق بين اللاعب المحدد واللاعب الحاسم، وكلاهما كان له مطالب تاريخية لكن واحد فقط يمكن أن يفوز.
كان ريال مدريد مقتنعاً بأن الفائز هو لاعبه، وقد أشارت كل الأحاديث التي دارت أثناء التحضيرات إلى ذلك، وقد شمل بعض الأحاديث التي أعقبت ذلك قيام شخصيات من النادي بمراجعة قائمة المصوتين في العام الماضي وتقييم أوراق اعتمادهم، وفي مقابل ذلك كانت هناك تعليقات في إسبانيا حول كيف ينبغي أن تكون هذه لحظة احتفالية للبلاد، نظراً إلى أنها أنتجت أخيراً خليفة للويس سواريز الذي كان آخر إسباني يفوز بالجائزة في ستينيات القرن الماضي، لكن بدلاً من ذلك كانت وسائل الإعلام الوطنية غاضبة إلى حد كبير، ويرجع ذلك في الغالب لنفوذ ريال مدريد.
وبقدر ما أصبح الأمر تافهاً بقدر ما يبدو ريال مدريد أنانياً، فإن كل هذا يظهر مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة إليهم، فهو يتمتع بقيمة تجارية ومكانة تاريخية، ويريد بيريز أن يُرى باعتباره ينتج ويمتلك الفائزين بجائزة الكرة الذهبية.
وكان هذا ليكون التتويج الـ 13 لريال مدريد متجاوزاً برشلونة الذي فاز بالجائزة 12 مرة، ومن لاعب تاسع مختلف، لكن بدلاً من ذلك يجب على فينيسيوس الانتظار بينما يراقب جود بيلينغهام الثالث في تصويت هذا العام وكيليان مبابي، وقد قال بعض المقربين من غرفة الملابس مازحين إن هذه الهزيمة قد تساعد ديناميكيات الفريق نظراً إلى أنه أصبح فجأة أكثر غروراً.
ومن عجيب المفارقات أن كلا اللاعبين، فينيسيوس ورودري، خاليان إلى حد كبير من مثل هذه الغطرسة، وهذه الإيثار في اللعب هو السبب وراء منح لاعب خط الوسط الإسباني فريقه مانشستر سيتي أول جائزة كرة ذهبية له بعد أن احتل كيفين دي بروين المركز الثالث وهالاند المركز الثاني خلال أعوام متتالية، ولقد وصلوا أخيراً إلى المركز الأول، وهو ما له قيمة حقيقية لمالكيهم في أبوظبي أيضاً، إذ إن الأمر كله يتعلق بوضع النادي على المستوى الدولي، فضلاً عن كسب مكانه في التاريخ.
وعلى رغم كل ذلك فقد كان من الواضح منذ فترة طويلة أن جائزة الكرة الذهبية تحتل مكانة غريبة في حاضر اللعبة، فهي جائزة فردية بينما أصبحت الرياضة أكثر منهجية إلى ما لا نهاية، ومع ذلك فقد منحها هذا بشكل غير متوقع قيمة تجارية أكبر ومزيداً من الملف الشخصي.
ولا يزال من غير الممكن التشكيك في الأهمية الفردية لكل من رودري وفينيسيوس، فهما يقفان فوق السياسة الغريبة، لكن يقف رودري على منصة التتويج عن جدارة، ولا يعني هذا أن هناك عدداً قليلاً من لاعبي خط الوسط مثله في كرة القدم الحديثة، بل هناك عدد قليل من اللاعبين مثله