القرعان يكتب : كن مثل الياسمين

أخبار دقيقة -
كتب - خلف القرعان
في إطار البرنامج الوطني المغربي للسياحة الثقافية للشباب، تم استضافة وفد شبابي من المملكة الأردنية الهاشمية. تضمن البرنامج أنشطة سياحية وثقافية مميزة، مكّنت الوفد الأردني من اكتشاف التنوع الثقافي والغنى الحضاري للمملكة المغربية، بدءاً من مدينة مراكش الحمراء، مروراً بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، وصولاً إلى مدينة الأنوار وعاصمة المملكة الإدارية، الرباط.
وقد تم استقبال الوفد الأردني في مقر وزارة الشباب والثقافة المغربية، حيث استقبلت السيدة مديرة الشباب الوفد المشارِك، مشيدة بمستوى العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وداعية إلى توسيع آفاق التعاون في مجال التبادل الثقافي. ومن ضمن الترتيبات المغربية، كان هناك مرافق يدعى ياسين، رافقنا طوال الرحلة، وكان نموذجاً يحتذى به في حسن الاستقبال والاهتمام بكافة التفاصيل، الكبيرة والصغيرة.
من بعيد، كنت أرى في يمينه شمال المغرب وجمال طبيعته، وفي يساره جنوب المغرب المتمسك بهويته الوطنية رغم تنوع الثقافات. وعندما كان يتحدث، كنت أشعر كأنني أرى روح الإدارة المغربية وأصالة العاصمة الرباط. لقد علّمني ياسين كيف يكون حب الوطن ومدح الوطن أمام الضيف والغريب. وعندما سمعت آراء الناس في الشارع العام وحبهم للقضية الفلسطينية، ومدحهم للموقف الملكي تجاهها، واحترامهم الكبير لبلدي الأردن، قلت بصوت عالٍ: "كوكب الأرض شيء، والمغرب شيء آخر”.
في زيارتنا لمدن مراكش، وأوريكا، والدار البيضاء، والرباط، رأيت النظافة والكرم والترتيب، وإبداعاً في الإدارة المغربية التي تنظم الحياة بشكل مدهش. وكنت ألاحظ كيف يدير ياسين الأمور، ويتغلب على المعيقات دون أن نشعر بها كضيوف. كان يتمتع بمهارات لا توصف. وعند زيارتنا لوزارة الشباب المغربية، قلت لهم: "لقد اختار أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس رجالاً من الطراز الرفيع.” أبهرتني المغرب، واستحقت تقييمي بتسعة من عشرة، أما ياسين فقد حصل على عشرة من عشرة.
وأكثر ما لفتني كان الطعام المغربي الذي كان ياسين يشرح كيفية تحضيره ومكوناته، وعند زيارتنا لمسجد الحسن الثاني ومحيط الأطلسي، قدّم لنا ياسين شرحاً تفصيلياً عن كل ما نراه. أبدعت شعوب المغرب بكرمها وثقافتها. وأكثر ما أثار إعجابي، عندما كان ياسين يقول للتجار في السوق: "هذا أردني من بلاد الشام”، فكان التجار يردون بأجمل تخفيض، قائلين: "أنتم أردنيون، ومن واجبنا إكرامكم.”
شكراً يا مملكة المغرب، وشكراً للشعب الذي يعتبر توأم الشعب الأردني.