صراخ الشمال في وجه “خطة الجنرالات”.. الموت قادم من كل الإتجاهات

{title}
أخبار دقيقة - كتب - عدنان نصار 

لقد أصبح الإستسلام للواقع العربي السياسي السيء ، إحدى الفضائل التي يبدو إنها من أبرز الحلول التي يؤمن بها "الواقعيون” ..

والإستسلام  العربي المقصود، هو ذلك التسويق الذي ينادي به ساسة عند الغرب والعرب معا، أمام حالة الهستيريا الجنونية التي تحكم ساسة الإحتلال الصهيوني عبر ممارستهم لأبشع جرائم العصر في غزة بكل مدنها وخصوصا في الشمال وجباليا، وما تشهده غزة من إبادة جماعية عبر "خطة الجنرالات” التي تتقن فنون الإبادة الجماعية بشكل مجنون ، دون ان يتقدم العالم بأي خطوة لوقف هذه المذابح والموت الجماعي على مقصلة تتذرع ب”الدفاع عن النفس” .!!

غزة، التي خبرت الصبر والنصر رغم كل الجراحات ، تلقي باللائمة على الذين صنعوا وسوقوا الواقع السياسي العربي السيء  في إطار الواقعية المغلف بالإستسلام ..، وتسويق مفردات متوائمة مع رؤى سياسية سيئة ، يبدو ان العربي الرسمي أتقن صياغة مفرداتها لإقناع الشعوب أن الواقعية السياسية "الإستسلام” هي أقرب الطرق وأسهلها ليعيش الشعب الفلسطيني بأمان في دولته المستقلة وتقرير مصيره ..،غير ان هذه "الواقعية الإستسلامية” لم تجد طريقا لها عند العدو الصهيوني ، بل أغلق العدو كل الطرق المؤدية لهذا الحل ، ورفع من وتيرة عدوانيته بشكل تخطى متذ زمن كل حواجز الممنوع ، وراح بنكل ويقتل ويدمر ويهجر الأبرياء في قطاع غزة دون ان تخفف رعشة ضمير عالمي لم يحدث من فعل إجرامي ، في وقت بات في الضمير السياسي العربي الرسمي في إجازة مفتوحة أمام ما يجري من إنتهاك صارخ لكل القيم والقوانين الإلهية والوضعية في ابشع سلوك إجرامي لم يشهد التاريخ المعاصر له مثيل..!

"خطة الجنرالات ” جنرالات العدوان الاسرائيلي وتتفيذها في غزة ، هي واحدة من أبشع ما يشهده القطاع من عدوان ممنهج يتقصد الإبادة الجماعية في قطاع غزة في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وقتل هويتها الوطنية ..!

"الواقعيون” تركوا غزة وحيدة ..في وقت يستوجب القرار العربي الرسمي ان ينهض من سباته لوقف المذبحة على الأقل ، وإعادة الحياة الى غزة لتلملم جراحها وأشلاء شهدائها  وإحلام شبابها ، وألعاب أطفالها التي لم تسلم من همجية العدوان ..

غزة ، التي حملت محراث النضال لوحدها ، وتلقت السياط لوحدها ، وتبذر لتأسيس نبت وطني جيد ايضا لوحدها ، تنوب عنا جميعا كأمة عربية وإسلامية بكل الأقطار العربية في الدفاع عن هويتتا ووجودنا وأوطاننا ..لوحدها تدافع غزة عن قيمنا النضالية في وجه الطغاة الصهاينة الذين أخرقوا الأخضر واليابس من أجل "صهيونتهم” وتوسع دولتهم الإحتلالية ..، ألم تكفي هذه الأفعال لأن يتحرك العرب على الأقل "بثقلهم” السياسي لوقف العدوان الاسرائيلي الهمجي..،ألم يكفي كل هذا الدم ليستفيق ساسة العرب ويخرجوا من "كهفهم” ..ألم يكن كافيا كل هذا الصراخ القادم من الشمال في وجه "الجنرالات” وخطتهم لنعيد لذاتتا العربية كرامتها ونلبي نداء "غزل” ..غزل تلك الطفلة التي خرجت من تحت الركام حية ، لتقول للعرب :”واعرباه” لتستشهد بعدها بقليل وهي تطوح بيدها لأخيها الصغير بإشارة الوداع الذي يليه لقاء ..، أي ضمائر لنا ..وكم نحتاج من صراخ ليلبي العرب النداء ..نداء الشمال ، وجباليا التي تحترق بنار الطغاة الصهاينة..كم من الوقت نحتاج كي تصحو ضمائرنا يا "غزل”.؟!

كاتب وصحفي اردني.


تصميم و تطوير