كيف “بدنا نطلع يا حسين”.. أسئلة المفجوعين تحت الركام؟

{title}
أخبار دقيقة - كتب - عدنان نصار 
إلى 

: أم حسين في جباليا الصابرة .. صرختك تشبهنا، ولا من مجيب..!!

فجأة؛ علت أصوات.. أصوات كأنها تنشد لحن مآساوي، تلطم على الطريقة الكربلائية، وتحاول ان تحمي نفسها من الإنهيار، وسط ذهول وإنبهار من تيار الجرف الذي يحمل الماء الأسود ، ليقتل الحياة ..

فجأة ؛ تحول تدفق الأمل الى شلالات دم ويباس، وصار الخلط بين الأشلاء مهنة الموجوعين والمقهورين والمنهورين، وصار الحلم في مواجهة سبطانات المدافع ، وجأر جنازير "الميركافا”..وأزيز الرصاص ، والهدف واحد : القتل بلا هواده على يد أبناء "القوادة”.. هناك، حيث لا جواب على أسئلة المفجوعين ولا نداء ملبى للموجوعين، ولا يد عربية تلوي عنق الطغاة ..طغاة العصر والإجرام في وطن المسلوبين /غزة ..فلسطين/ ..أي إنبطاح تعيشه "خير أمة أخرجت للناس”، وأي ساسة عرب أولئك المنشغلين بموائد السمر ، ومنشطات تعيد لهم فحولة مفقودة.. هل من منشطات تعيد للضمائر صحوتها ..وللكرامة مجدها ..ولفتوحات (صلاح) ألقها ..ولفروسية جاهلية "ربيعة بن مكدم” حضورها ، حامي الظعائن حيا وميتا..؟!

لنشد الرحال يا "أم حسين” ، وتنتصب الركب لنلتحق بالركب..، هيا لنخرج من تحت الردم والركام ..خذي بيد "حسين’ ، إحرصي جيدا على الإمساك بيده ..شدي أكثر ، فهذا الردم هو قدر الصابرين ، والصمت الرسمي المتصهين من شيم القاع ..

ف”قريظة ” تلاحقنا ، و”القينقاع” ..و”عنترة” منشغل "بليلاه” ..، شدي من أزر "حسين” ، لنخرجه من تحت الردم ..ف”معتصم” مات ، وأأمة السلاطين منشغلين بجلسات الذكر في وقت الجهاد ..يا لغرابتنا يا أم حسين ،  لنسند انفسنا وننهض ،فالعربي الرسمي يضع اليد ع.الخد ، وألف حسين تحت الردم ..وألف أم حسين تستغيث ، وألف هند تقتل ببارود قريظة ، وألف يوسف يتلوى في "الجب” ..لا تندهي يا أم حسين ما في حدا .!!

يذلهنا الصمت ، كما أتت/ي منذهلة يا أم حسين ..،ومعك/ي نبحث عن إجابات على أسئلة الإنكسار ..اسئلة تشتبك مع الإنحسار العربي ..يا لفظاعة صمتتا يا أم حسين ، يا للعار ..!

إسمعيني جيدا ؛ فليخرج يده حسين من تلك الفتحة ، دعيه يلوح لنا بيده ليشعرنا انه على قيد الحياة ..لملمي جراحك ..لنبني تحالفنا في زمن الفرقة .. فحديث العالم عن غزة ، فاق حديث التاريخ عن التتار ..، وما أنهار الدم المراق إلا لري بذار نبت الوطن ..فدع حسين في مرقده تحت الركام ، فغدا سينبت ألف حسين ، ونقطف معا ثمار صبر الحالمين بوطن عال المقام ، في زمن قيل لنا فيه أن الصمت الرسمي ، ما هو إلا لقتل النبت في مهده ..قتل الثمار والثوار ..قومي يا أم حسين فقد حان الآن موعد النصر ..وموعد الفتح القريب .!

تذييل..

أم حسين إمرأة فلسطينية ، من جباليا كانت تصرخ اول أمس وهي تحت الردم وركام القصف الصهيوني  :كيف بدنا نطلع يا حسين ..، وأوردت التقارير الصحفية إن حسين استشهد ، وأمه رفضت مغادرة الركام الى هذه اللحظة..مؤلم ان يموت عزيزك وأنت تراقب وترقب بسمته الأخيرة ..مؤلم حد الفجيعة ان يصمت العرب بنو فحطان وبنو وعدنان ، أمام غيلان بنو قريظة ..وبنو القينقاع.

كاتب وصحفي اردني..

تصميم و تطوير