عدنان نصار: الشيخ أبو هليل أيقونة التصدي الفلسطيني.. حين يموت الرجال وقوفا كالأشجار

{title}
أخبار دقيقة - كتب - عدنان نصار 

أعطى حصته من النضال ، وظل على مدى خمسين سنة شمسية يغرس الفكر النضالي الفلسطيني في نفوس الأجيال، ويغرز صوته في خاصرة المرتزقة الجنودالصهاينة..

فالشيخ الشهيد ورث مسار النضال عن والده الشهيد موسى أبو هليل الذي كان مختاراً وشارك في معركة "القَسْطَل” ضد "العصابات الصهيونية” عام 1948 قبل إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني .

أمس أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا” مقتل/إستشهاد الشيخ زياد أبو هليل، بعد تعرضه "لاعتداء عنيف” من قبل القوات الإسرائيلية أثناء اقتحام منزله في بلدة دورا جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

إستشهد الشيخ، بتاريخ تغنى به /السابع من أكتوبر/ ومضى الى العلا شهيدا على يد الرعاع بعد مشوار نضالي لم يمتلك فيه سوى سلاح الإرادة بصدر عار ، وصوت جهور ، وشماغه المرقط وحزام يشد به وسطه ليمنحه قوة الوقوف اكثر في وجه الطغاة ويشاغلهم بلغة الحق الفلسطيني، ويقاومهم بإرادة الحق الفلسطيني.. كان صدره يواجه "العوزي” في مقدمة المواجهة ..ويطوح بشماغه المرقط "لناقلات الجند” ويصرخ في وجه العدا :هذا تاريخنا ..هذا بيتنا.. هذا زيتون فلسطين، انصرفوا من هنا.

الشيخ "ايقونة فلسطين” الذي عذب على يد جند المجرمين  لم يكن يحمل "آر بي جي” ولا "كلاشينكوف” ..كان خيار نضاله السلمي ان يعري الفعل الإجرامي لجند الشيطان ، ويفضحهم عبر الفضائيات ، و”يلوح” بشماغه المرقط كنوع من التحدي للإحتلال وإجرامه.. لقد أمعنوه تعذيبا على عتبة بيته في دورا الخليل.. مارسوا "فحولتهم” على شيخ أعزل من كل شيء ؛ إلا سلاح الإنتماء للوطن فلسطين ، وسلاح الإرادة لمواجهة المحتل.

هذا مسار النضال، وشرف التجربة.. وتلك سلوكيات التعهير لجند الشيطان والإجرام.. فعلى مدار تاريخ النضال الفلسطيني منذ "القسطل” وما قبلها ثورة "القسام”، لم يترك النضال الفلسطيني مسار المشوار في طريق النضال بكل اللغات والأدوات ..، ليبقى الوطن الفلسطيني ايقونة النضال وبوصلة التحرر والتحرير.. كانت لغة النضال السلمي واحدة من أدوات التحرير، كما هو الرصاص ، وكما القلم ، وكما:(نون والقلم وما يسطرون).

غادرنا الشيخ الشهيد ابو هليل بعد غدر الصهاينة وتربصهم له على مصطبة البيت العتيق في دورا ..تلك المصطبة التي ألفها الشيخ الشهيد وألفته، وحاكورة شتل النعناع التي ستفقتده، والصحب الذين كانوا يجالسونه بعد العصر بقليل ليقص عليهم حكاية وطن مسلوب.. فعلى تلك الأريكة الخشبية القريبة من شجرة الصفاف ، كان الصغار يسمعون مع الكبار حكاية وطن تجيء على لسان الشيخ الشهيد ..، كان الشيخ ابو هليل "زياد المسالمة” أكثر من قصة تسرد التاريخ، وفصل من رواية تحكي عن القادم وأجياله ، وقصيدة شعر عنوانها :حين يموت الرجال وقوفا ..وقوفا كالأشجار .

بعد الرحيل ..رحيل الشيخ الشهيد المقاوم سيتحدث البيت العتيق عن نصال دورا الخليل ، وصبر دورا الخليل ..وستروي مصطبة البيت حكايات نضال تمتد من دورا الخليل الى إصبع الجليل ..حكاية تختزل الوطن في كلمة (فلسطين).

كاتب وصحفي اردني..

تصميم و تطوير