عدنان نصار: البيجر الملغم.. تسلسل إستخباراتي من صنيعة “الموساد”.. الى اين تتجه الحروب؟

{title}
أخبار دقيقة - عدنان نصار
عمليتان لا أخلاقيتان قامت بهما أجهزة الموساد في الكيان الصهيوني في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.. وهما عمليتان تتطابق معهما افلام هوليود ، فكرا وثقافة وإعدادا وإخراجا ، لذلك انتاب العالم الذهول من عملية حربية إستخباراتية لم تخطر ربما على بال احد ، بما في ذلك اجهزة الأمن الخاصة بحزب الله ، رغم براعتها وعبقريتها وكتمانها ..، لكن الذهول حدث ، وما لم يخطر على البال وقع ، فكان أعداد الضحايا والجرحى كبير جدا ، ونتج عن "كبسة زر” من أصابع يد عدو مجرم ، رغم عدم اعترافه بهذا الفعل الإجرامي ..غير ان الموساد وكيانه الصهيوني هما من يقفان خلف هذا العدوان على لبنان .
امريكا وإسرائيل وما بينهما من شراكة تخطت حاجز المجاهرة بالسوء ، الى الفعل العلني المقترن بالعداء الصارخ للعرب والإنسانية الباحثة عن العدالة والسلام ..هذا التخطي والقفز فوق القيم الاخلاقية الانسانية سواء في حالة السلم أو الحروب ، ادى بطبيعة الحال الى التخلي الأمريكي عن دورها الأممي كقوة عظمى تزعم انها راعية للسلام والعدل الأممي ، وهذا لم يرد مطلقا في ادبيات السياسة الأمريكية، منذ أمد بعيد.
البيجر الملغم، لم بخرج عن مسار تسلسل عمل إستخباراتي من صنيعة "الموساد ” وهو بالمناسبة ليس جديدا ولا غريبا على أسلوب الخداع الذي تستند اليه مخابرات الإحتلال الإسرائيلي في عملها منذ نشوء دولة الكيان، ويلجأ الموساد في كل عدوان الى طرق شتى مختلفة بالاسلوب ، لكنها متوحدة في طريقة الخداع للوصول الى الاهداف ..ما حدث من تفجير "للبيجرات” الملغمة ، خرج عن مسار أخلاقيات الحرب المتفق عليها دوليا، والإحتلال أصلا خارج عن هذا السياق لأن مرجعيته” الأخلاقية” خارجة على القانون وبعيدة عن العدل ، ويستند على البلطجة في كل فعل إجرامي .
الدولة اللبنانية، المؤمنة بلغة المحبة والسلام ، وحزب الله المؤمن بمحور المقاومة ، ويقف على ناصيتها الحساسة ، لا ينقصهما الذكاء في كشف ملابسات ما حدث عبر مسار التحقيقات المتعلقة بصفقة البيجر الملغم ..، ولا أظن ان الذكاء والصلابة عند الدولة اللبنانية ووحدة الصف الشعبي اللبناني بكل تياراته ولونه الفكري والثقافي السياسي ، قد يخرج عن مسار كشف الحقائق وفرد الأوراق على الطاولة ، ووضع العالم بحقيقة ما جرى من إختراق إستخباراتي صهيوني عبر طرق "البزنس” والشركة الوهمية التي استند اليها الموساد ودخل الى صفقة البيجر وقام بتلغيمها ..! كيف حدث الأمر على فظاعته ، وهل غابت الإجراءات والإحتياطات الأمنية الكافية عند حزب الله فعلا ، أم هناك ثغرة عند "عنصر بشري” استغلها الموساد بالدخول الى الصفقة..؟! بصرفةالنظر عن جنسية العنصر البشري أو موقعه الوظيفي ، أو مرتبته في "البزنس” سواء كان رجل اعمال او يحمل صفة مراسل ..كل الإحتمالات واردة ، فالموساد يتفنن في الإصطياد بالمياه العكرة ، مستندا وفق ثقافته الإستخباراتية على عنصرين مهمين بالنسبة له :”المال والنساء” .!!
إختراق أمني كبير بلا شك ، وفق ما أكده الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطاب الخميس الماضي ..، وهي بلا شك ضربة موجعة ليس للبنانين وحدهم بل لنا كعرب وللإنسانية المحترمة في كل مواقعها الجغرافية على إمتداد المنظومة الكونية .
فئات عريضة من المجتمع الاسرائيلي، التي وزعت الحلوى إبتهاجا بهذه العملية ، هي الآخرى شريكة في الجريمة ، وداعمة للطغاة ، ومؤيدة للمدعوق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، وهو دعم يكشف الغطاء ايضا عن الحالة الهستيرية التي تعشق الدم المراق سواء في غزة او بيروت او الضفة الغربية ، لطالما ان الدم المراق عربي اللون والنكهة ..فهم جزء من تركيبة وخليط تربى على الإجرام ، والفعل الحرام.
في البعد الإستخباراتي، المرتبط جذريا بالبعد الإستراتيجي ، نجزم ان ما جرى من عدوان غاشم ومنحط على لبنان يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين هو من صنيعة الموساد الذي لن يتخلى عن البحث عن طرق جديدة بعيده تماما عن الاسلوب التقليدي في العمل الاستخباراتي لتحقيق اهداف الاحتلال حتى وان كانت الطرق تخلو تماما من الاخلاق ، وتبرهن على نذالتها المتأصلة في كل فعل إجرامي صهيوني المستند الى "الزعرنة والعربدة” ..!!

تصميم و تطوير