عدنان نصار: حزب الله.. هل سيؤدي الإختراق الأمني الى إحتراق مراكب “اسرائيل”؟

{title}
أخبار دقيقة -

عدنان نصار

أمريكا على علم مسبق بما حدث من عدوان سيبراني نفذه جيش الاحتلال الاسرائيلي في بيروت امس ..، ولا يمكن لأي عاقل ومبتدء بالسياسة ان ينفي علم امريكا بالأمر او مشاركتها بفعل ادى الى أكثر من 2800 إصابة و10 شهداء.

أحهزة "البيجر” التي استهدفت بعدوان ألكتروني ، ليس عملا بطوليا أو اخلاقيا ، بل هو خروج بالمطلق عن مسار الأخلاق والإنسانية ، ذلك ان معظم المستخدمين لأحهزة البيحر هم من المدنيين من نساء ورجال وربما اطفال من الفئة العمرية الخامسة عشر فما دون، لإعتبارات لها علاقة بطمأنينة اهاليهم عليهم اثناء خروجهم من البيت.. وهي بلا شك اجهزة اتصال مهمة للمدنيين في دولة تتقطع فيها انصالات الانترنت بين حين وآخر كون اجهزة "البيجر” لا تحتاج الى انترنت لتشغيلها.

عمل صهيوني اجرامي جيان بإمتياز، وينحدر الى ادنى مستوى من الخلق والاخلاق عند عدو يعان من هزيمة عسكرية في قطاع غزة ، وعزلة دولية واسعة النطاق بعد ان تكشفت جرائمة على مدى 244 يوما من عمر العدوان المتواصل على غزة.

 

ما حدث في بيروت، عدوان صارخ على الآمنين، وانحدار اخلاقي وصل مستوى القاع عند مرتزقة جيش الاحتلال ، وكبيرهم المدعوق بنيامين نتنياهو الذي علمهم البلطجة ، ودرسهم سوء الاخلاق ولغة الجريمة.

على المستوى اللبناني ، والعربي ، والانسانية الدولية ما حدث صادم وتسبب في هلع كون العدوان "سيبراني” الكتروني نفذه الاحتلال بكبسة زر تبرهن على سوء اخلاقه وتنمرده وبلطجته بشكل فيه من التحدي ، وهو امر بلا شك يستدعي التدخل الدولي الفوري والعربي الرسمي، وفتح تحقيق دولي دون تأخير ؛ ذلك ان ما حدث في بيروت من الممكن جدا ان يحدث في اي عاصمة عربية او غربية عبر اجهزة الخداع الاسرائيلية المنتشرة في غير دولة عربية وغربية.

مع كل التحليلات التي سمعناها من خبراء في التقنيات، وتسويق فكرة هجوم "سيبراني” غامض عبر اجهزة "البيجر” ..تبقى نظرية الاختراق الأمني لمنظومة حزب الله قائمة ، وهو اختراق كبير بلا شك وفق اعتراف حزب الله بذلك.. مع كل هذه النحليلات والنظريات ، اميل الى الإعتقاد ان ثمة "مؤامرة” حدثت احاطت بأجهزة "البيجر” إما عبر طريقها من تاويون بلد المنشأ والتصنيع وفق ما تتاقلته الاخبار العربية والعالمية ، وتم تفكيك الاجهزة وزراعة متفجرات صغيرة بجانب بطاريات الليثيوم ، ايضا وفق رؤية تحليلية لخبراء الكترونيين ، وضعوا هذا الإحتمال على طاولة التحقيق ..وهو امر يحتاج الى تحليل علمي وتقني وإستخباراتي بارع للوصول الى حقيقة الأمر ..عبر تتبع مسار صفقة البيجر منذ ابرامها في بلد المنشأ في تايوان أو المجر الى وصولها الى بيروت .

بصرف النظر عن نتائج التحقيق المفترضة ، والطريقة المتبعة لتفجير اجهزة البيجر ، يبقى المستوى الأخلاقي لجيش الاحتلال في القاع ، ويبقى وصفهم بما أكبر من جبان وخسيس .

بصمات الكيان الصهيوني واضحة ، وهي لا تحتاج الى اعتراف علني ، وشراكة امريكا واضحة لا تحتاج الى دليل ، بعد كل هذا الدعم للإحتلال الاسرائيلي في القنابل العنقودية والصواريخ شديدة الإنفجار، وتقنيات ومليارات الدولارات ليبقى الاحتلال واقفا على قدميه امام صلابة النضال الوطني الفلسطيني في غزة ، ومدن الصفة الغربية .

ما حدث في بيروت ، كارثة لا تقف عند حدود لبنان ، بل تتخطى خطورتها وهمجيتها حاجز الدول العربية جميعها ، لتبقي عواصم عربية وغربية في قبضة هذا الانحدار الاخلاقي الاسرائيلي ، الذي يتمدد بتنمرده وبلطجيته افقيا وعاموديا دون اي قوة رادعة .

قوة الردع الأمريكية عالميا ، هي المسؤولة عن هذه الجرائم سواء في غزة وكل فلسطين ولبنان واليمن وسوريا وليبيا والسودان ..وفي كل بقعة عربية او عالمية تراق فيها الدماء ، امريكا هي المسؤول رقم واحد ، وبقوة ردعها واساطيلها قادرة على وقف هذه الهمجية الاسرائيلية عند حدود الضعف العربي الرسمي الذي لم يحرك ساكنا سياسيا او عسكريا ..أو سيقى الرهان الآن على رفع وتيرة النضال والتحرر بكل ادواته المشروعة .

تصميم و تطوير