الأردن.. البرلمان المقبل.. وصناديق الفصل والفيصل

{title}
أخبار دقيقة - كتب - عدنان نصار 

أقل من 72ساعة تفصلنا عن موعد الإقتراع لمجلس النواب الأردني رقم 20 ، وبإنقضاء هذه الساعات يكون الأردن قد أستل الستار على إنتخابات نيابية لعام 2024 ، ربما كانت مسيرة الترشح لها حمل العديد من اللغط حول غالبية المرشحين في كافة دوائر المملكة ..ولم يقتصر هذا اللغط الذي دار على مساحة شهر آب الماضي وأول اسبوع من ايلول الجاري ، على النقد الحاد لفئة عريضة من المرشحين سواء التقليدين أو من تلك الأسماء المكرورة التي اتخذت من مسار النيابة "وظيفة” يعتاش منها اولا ، وتمرير لمصالحه الضيقة ، بعيدا عن العمق الوظيفي السياسي لمجلس النواب كالرقابة الحقيقية والتشريع ..يبدو ان الغالبية المطلقة من تلك الاسماء المكرورة التي قدر لها بشكل أو بآخر الوصول إلى النيابة ، كان آخر همها "البلاد والعباد” .!

ساعات قليلة ، وينتهي مارثون السباق نحو العبدلي ، وتخرج البلد من "معمعة” الصور والخطابات والشعارات لتدخل مرحلة جديدة "ربما” في مسار المرحلة المقبلة سياسيا وإقتصاديا على وجه التحديد ، ونسمع بلا شك تحت قبة البرلمان خطابات تختلف عن تلك التي قيلت في المهرجانات لغايات انتخابية مدغدغة لمشاعر الناخبين والطالبة لودهم..وبصرف النظر لون مجلس النواب المقبل حزبيا ومحليا وما ستحمله القوات الناخبة من مرشحين لايصالهم إلى مجلس النواب ، يبقى المشهد السياسي الأردني داخليا وخارجيا في حالة "إستنفار” في ظل ظروف محيطة بالمملكة الوادعة سواء كانت الظروف المحيطة "ملتهبة” كالعدوان الهمجي الاسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 335 يوما دون أن يستمع مجلس الحرب الصهيوني لأي لغة تستوجب وقف العدوان الفاشي ..وما رافق ذلك من عدوان آخر شمل عدة مدن ومخيمات في الضفة الغربية وإعلان عدوان آخر على الضفة  ..ناهيك عن الحدود الشرقية والشمالية والحنوبية المحاذية للبحر الأحمر ..كل تلك الظروف ستلقي بظلالها على المجلس النيابي المقبل يضاف اليه الوجع الاقتصادي الأردني عند البياض الاعظم من الشعب الذي وصل جزء منه إلى مرحلة "الإعدام” الاقتصادي بعد أن استعصت التفاصيل اليومية الصغيرة لحياة الناس على تحقيقها .

سيسدل الستار مساء الثلاثاء المقبل على انتخابات نيابية ، شابها الكثير من صعوبة الفهم لدى الفئات الاجتماعية المتواضعة في ثقافتها السياسية والانتخابية في كيفية الاقتراع والتفريق بين القوائم الحزبية وكيفية انتخابها والمحلية وكيفية الإختيار ، غير أن ثمة أحزاب وقوائم محلية تطوعت بشرح الطريقة الانتخابية عبر توزيعها الورقي والاكتروني على الناخبين في مختلف مواقعهم.

سيسدل الستار مساء الثلاثاء ، وستقول الصناديق كلمة الفصل والفيصل في أكثر انتخابات نيابية تعقيدا وإتساعا جغرافيا..ولأن المملكة الوادعة تدرك أهمية وجود مجلس نيابي كاستحقاق دستوري ، تدرك الدولة  أيضا بمجساتها الحسية والأمنية أن جمع من النواب سواء القدامى أو الجدد لن يلبوا طموح المملكة سياسيا واصلاحيا كما بريدها العقل السياسي للملكة(الملك عبدالله الثاني) ..بهذا الإدراك للبعد الثقافي والسياسي والمعرفي لجمع لا بأس به من النواب المقبلين المفتقرين للمعرفة الكافية ، وغير القادرين ربما على فهم ما يجري في ذهن الملك سياسيا وإصلاحيا ..بمعنى عقل الدولة يفكر بإتجاه والنواب وربما وزراء ايضا يفكرون بأسلوب مغاير بسبب عدم الدراية الكافية بضرورات المرحلة ألمقبلة او ما سبقها من مراحل اخفقت خلالها حكومات ومجالس نيابية .

عموما ، الانتخابات النيابية والسباق انتهى عمليا ، ودخل المرشحين ” نادي الإستراحة الانتخابي” تمهيدا لقول صناديق الاقتراع كلمتها الفاصلة بتحديد أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم (138) منهم (41) مقعدا للاحزاب سيحملهم قوات ناخبة راجلة ومحمولة يقدر عددهم بخمسة ملايين ناخب وناخبة .

تصميم و تطوير