عدنان نصار : يمين أردني متطرف لمواجهة الركن المظلم في الكيان الصهيوني.. واليمين العربي بات ضرورة

{title}
أخبار دقيقة -

عدنان نصار

بصرف النظر عن نعومة السياسة الأردنية الخارجية ورجاحتها وإتزانها عربيا ودوليا ، تبقى الضرورة السياسية واحدة من أسباب أهمية وجود يمين سياسي وأيدولوجي أردني متطرف ، لمواجهة صلف وسماجة اليمين الإسرائيلي المتطرف الآخذ بالتوسع والتمدد داخل الكيان الصهيوني .

الركن المظلم عند الكيان الصهيوني ويمينه المتطرف ، يسعى منذ أمد بعيد إلى إثارة البلبلة وزرع الشر المعتادة عليه منذ مجيء الدولة العبرية الطارئة وتأسيس كيانها على أرض فلسطين العربية..ولم يكتفي الركن المظلم بتصريحات مقززة لا تقل وقاحة عن سماجته السياسية تتعلق بعدوان همجي نازي على جنين ومدن في الضفة الغربية التي أعلن عنها جيش الدفاع المرتزق انها ساحة حرب ، بعد العدوان على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي..وهي خطوة إسرائيلية عدوانية تصعيدية تهدف إلى توسيع رقعة العدوان للتغطية على هزيمتها في غزة بعد أكثر من 330 يوما من عدوان طال كل متحرك في قطاع غزة ، افتقر لإدنى شرط أخلاقي حربي بعد استهداف الابرياء والنساء والاطفال والبنى التحتية ، في خطوة ان دلت على شيء فانها تدل على همجية العدوان والحالة الهستيرية التي يمر بها العدو الصهيوني.

 

اليمين السياسي والأيدولوجي الأردني المتطرف اصبح ضرورة سياسية لمواجهة اليمين الإسرائيلي المتطرف ، وحين نتحدث عن اليمين الأردني المتطرف ، فإننا نقصد بذلك إشراك الجانب الرسمي وإدخاله في دائرة اليمين المتطرف على صعيد نواب وأعيان ووزراء ، إلى جانب ضرورة وأهمية وجود حزب يميني متطرف حتى وان اقتضى الأمر الإيعاز بتأسيسه من قبل الدولة الأردنية ، لخلق حالة من الخشونة السياسية الحقيقية كرديف للسياسة الأردنية الناعمة التي ميزت مسار الدولة الاردنية منذ نشوء المملكة قبل 100عام.

وجود هذا الإتجاه اي اليمين المتطرف في السياسة الأردنية ، يعد وسيلة على الاقل سياسيا لشل تلك الروح النازية المسيرة والمسيطرة على دولة الاحتلال ، بل وتساهم في رسم سياستها التأجيجية ضد العرب بكل معتقداتهم الدينية ، وتنجاهل لغة "السلام” .!!

العدوان الصهيوني الغاشم على مدن في الضفة الغربية وفي المقدمة جنين ، هو جزء من مسار هذا الفهم الصهيوني في مساعيه لتهويد فلسطين ، من جهة عبر إفراغ المدن الفلسطينية من سكانها نحو الأردن كما يعلن عن ذلك قادة الاحتلال ، واعلان القادة ذاتهم عن تصريحات وقحة ضد الاردن ، والسعي المحموم في تصريحاتهم والحديث عن توسع الاحتلال نحو الشرق (الاردن) لتحقيق حلمهم الواهم .

من هذه المنطلقات السياسية ، أرى أن وجوب يمين أردني سياسي متطرف بات ضرورة قصوى ، وهو بالمناسبة موجود في مختلف الأوساط بشكل غير معلن عنه عبر إطار تنظيمي يحاكي التحديات بمستوى عال .!

بصراحة تتوائم مع لغة البلطجة ، أعلن الاحتلال غير مرة انهم أخذوا أرض العرب /إحتلال فلسطين/ وسينتزعون المزيد ..أمام هذه التصريحات الاسرائيلية القديمة المتجددة ، يقف الوجدان العربي موقف الرافض لهذا الباطل ، وتظل الجماهير العربية مخلصة لمبادئها القومية والدينية ، ولديها القابلية للإطاحة بكل من يعاند مسار الحق الوطني والقومي ، ويساند الاحتلال الاسرائيلي على مشروعه التوسعي مهما بلغت قوة المساندة للباطل الصهيوني .

اظن ، ان هذا حاضر وآوان ليس اليمين الأردني المتطرف فحسب ، بل العمل على مستوى الجماهير العربية لخلق حالة تنظبمية سياسية تحت اسم :اليمين العربي المتطرف المبني على الحق ، لمواجهة اليمين الصهيوني المتطرف المبني على الباطل ..هذا الحاضر هو بتفديري آوان العمل قبل نصل إلى:”…ويكون في آخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ، ويرتفع فوق التلال ، وتجري اليه كل الأمم ، وتسير شعوب كثيرة ويقولون: هلم نصعد إلى جبل الرب ، إلى بيت يعقوب ، فيعلمنا من طرقه ، ونسلك في سبله ، لأن من صهيون تخرج كلمة الرب فيقضي بين الأمم ..”!!

في تقدير مسار التاريخ ، هذا آوان الرد والردع العربي لتطاول النازية الجديدة على الدم الفلسطيني والعربي .!

تصميم و تطوير