عدنان نصار: السنوار من 4 مؤبدات إلى زعيم لحماس.. سياسي عنيد ومهندس نضالي شرس

{title}
أخبار دقيقة -

لم يكن إختيار المجاهد السياسي والعسكري يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس ،خاطر في بال احد إلا في حالات إستثنائية بنت توقعها على معلومة تشير الى ذلك .

وشكل قرار الإختيار مفاجئة للجميع ، فيما شكل صدمة عنيفة للكيان الصهيوني الذي سارع وزير خارجية الكيان المحتل الى الدعوة لتصفية السنوار ، وهي بطبيعة دعوة تعمق حالة التأزم والإنهزام والإجرام عند الإحتلال الذي يقف متأرجحا على قدم واحدة منذ السابع من أكتوبرالماضي بفعل الضربات الموجعة للكيان وجيشه المرتزق .!

المجاهد السنوار ، الذي وصفته وسائل إعلام غربية وصهيونية بالمقاتل الشرس والعنيد ، لم يجيء إختياره بالإجماع من قبل حماس إجراء تنظيمي لإختيار خليفة للشهيد المجاهد اسماعيل هنية ، بقدر ما كان إختيار ذكي مبني على رسائل كبيرة للكيان ومن يشد على يد الكيان القذرة ..فالمجاهد القائد يحيى السنوار الذي خبر الجهاد والنضال والقتال والاعتقال منذ بداية شبابه في بداية الثمانينات ، وخبر القيادة على المستويين السياسي والعسكري في التسعينات ، بقي السنوار الرجل الممسك بهندسة النضال العسكري ، منذ أن أسند إليه تأسيس كتائب عسكرية في ٱواخر التسعينيات .

لم يكن إختيار السنوار المولود في السابع من أكتوبر عام 1962 صدفة أو قرار لملء شاغر القيادة ، بقدر ما كان إختيار سياسي عسكري يستند إلى هندسة النضال بإحداثيات جديدة ، ورسم المشهد النضالي عند الحركة الإسلامية برؤى سياسية مسنودة بقوة عسكرية ..وهذا عمليا ما قامت عليه الحركة منذ تأسيسها .

السنوار الرئيس المتجدد للمكتب السياسي لحركة حماس المولود في مخيم على ضفاف خان يونس ، أيضا هو إختيار مثل الشهداء الذين سبقوه ..مجاهد ومناضل خبر حياة المخيمات ، وعاش في أكثر الاحياء فقرا وشوقا لرؤية فلسطين حرة محررة ..وهو إختيار بلا أدنى شك يلعب دورا فاعلا في ظل تمدد الهمجية الصهيونية وما رافقها من قتل وتنكيل وتدمير ليس في أعقاب السابع من أكتوبر فحسب ، بل منذ تأسيس هذا الكيان المارق.

حركة ذكية من حركة حماس بإختيار السنوار، وهي رسالة تحمل دلالات العناد المبني على الحق ، والدفاع المستند إلى الشرعية الوطنية ، وسياسة مرنة بذات الوقت ممسكة بالثوابت التاريخية للشعب الفلسطيني الأرض والهوية والحرية.

رسائل سياسية وعسكرية بالجملة، تبعثها حماس إلى المعسكرين الدوليين، معسكر السلام المبني على العدل.. ومعسكر الجهاد المبني على مواجهة المحتل، والحركة الإسلامية حماس في فلسطين وخارجها ، ممسكة برسائل تحمل قيم الثوابت ..فالرجل الذي يقود حماس حاليا المجاهد والسياسي والعسكري المخضرم يحيى السنوار، لم يكن مطلقا وليد الصدفة أو اختيار مبني السرعة في ملء مقعد القيادة ، وإنما هو قرار هندسي سياسي عسكري بإمتياز ، لثقة الحركة ببراعة السنوار الممسك بخيوط هندسة الجهاد عسكريا والنضال سياسيا، ضمن إحداثيات هندسية برؤية جديدة غير تلك التي كانت سائدة في الثمانينات أو التسعينات ، فالجهاد والنضال أيضا له رؤية تحديثبة وفق ما تتطلبه المرحلة. وهذه هي في تقديري مرحلة الهندسة الجديدة في النضال والجهاد أيضا على المستويين السياسي والعسكري .

اظن أن المخبوء سياسيا وعسكريا سيكون له تأثيرات قاتلة للكيان الصهيوني.. إن لم تكن قاتلة، فهو مخبوء يبقي الاحتلال واقف على قدم واحدة متأرجحا في حالة تهلهل وتعلعل وتخلخل..كيان مدعوق على يد هندسة نضالية برؤية جديدة.

الكيان الصهيوني، يدرك مدى عناد السنوار الذي حكم بأكثر من مؤبد في سجون الاحتلال حتى وصل مجموع الأحكام نحو 240 سنة إلى أن تم الإفراج عنه في صفقة الجندي الصهيوني الأسير شلعاط ..ويعرف الكيان إن السنوار الذي تعلم لغة العدو العبرية داخل معتقلاتهم هو ليس سهلا بالمطلق ..ويدرك العدو أن من ألف كتب عن الشاباك وسجون الاحتلال في معتقلاتهم وهو اسير قادر على خوض النزال ..النزال العنيد على الصعيدين السياسي والعسكري ..نزال مسنود بالحق من أجل ارض وهوية وانسان .

تصميم و تطوير