عدنان نصار: “النصر” السهل.. إغتيالات وغدر لترميم صورة “إسرائيل” المنهارة
أخبار دقيقة -
كتب _عدنان نصار
الاحتلال الاسرائيلي ، ومجلس حربه صاحب السبق والسوابق بالإجرام والدموية ، لم يصرح علنا بإغتياله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية، وترك الضبابية في التخمينات عن المسؤول في إغتيال هنية.!
هذه الضبابية تؤكد ان الإحتلال دخل عمليا في مرحلة أكثر غدرا ، وأكبر جبنا ، ودخل عمليا قبل اغتيال هنية في دائرة الهزيمة الحتمية على يد المقاومة الفلسطينية في غزة ، وشكل العدوان على غزة منذ ما بعد السابع من أكتوبر الماضي إلى اللحظة الراهنة حالة رعب وإرتجاف وإرتعاد عند جيش المرتزقة الذي "تمرجل ” على النساء والاطفال والابرياء عبر سياسات الغدر والمكر والقتل دون تمييز ، وهذا الأمر بطبيعة الحال يعمق حالة الهستريا عند الاحتلال في أشرس مقاومة يواجهها منذ نشوء دولة الاحتلال المارقة .
هروب الإحتلال من جحيم غزة ، وارتعاده من شراسة المقاومة الفلسطينية دفعه بعد أكثر من (300) يوم من العدوان إلى اللجوء لسياسة الإغتيالات السياسية بعد فشله العسكري المدوي، الذي أسقط القناع عن دور الإحتلال في قوة الردع في المنطقة ..، فجيش الإحتلال ومجلس حربه تذوقوا المرار غير المسبوق في مسيرة "دولتهم” الورقية.
اللجوء إلى الإغتيلات والغدر والمكر وفق علم الحروب هي الأكثر سهولة، والأكثر في السقوط الاخلاقي ، والأكثر جبنا ..وهي لن تحقق اي نصر حقيقي في ميدان النزال مطلقا، بل ستدفع هذه الإغتيلات لتعرية الاحتلال أكثر ، وتزداد شراسة المقاومة ليس في غزة فقط ، بل وربما تمتد إلى دول إقليمية تلتقي مع محور المقاومة ، وتعطي قوة لمحور المقاومة وتزيده زخما وشراسة، في ميادين النزال
الإغتيال يجيء بعد قتل الأطفال والابرياء ، وتدمير البنية التحتية والفوقية لغزة، وهي سياسية لا يمكن وصفها الا بالفاشية بعد قتل أكثر من 40 الف بريء وثلاثة اضعاف الرقم جرحى ناهيك عن التشريد، بهدف القضاء على (حماس) ..التي تقف مثل حصن منيع أمام طموحات "اسرائيل الكبرى”، وهو مشروع احتلالي تطمح اليه هذه اللقيطة اسرائيل.
التخلي الغربي في عواصمه الحرة والعربي والإسلامي عن دعم المقاومة ، يضعنا كأمة في حالة إستثائية..استثنائية في صمتها.. إستثنائية في اكتفائها بإصدار بيانات وتصريحات صحفية ، في وقت يستدعي التدخل وقوة التأثير على الأقل سياسيا في لجم الثور الهائج /الإحتلال الاسرائيلي الذي أستكثر ان ينصاع لأمر الله في ذبح البقرة ..وهي أيضا حوارية عقائدية عبر الوسيط الإلهي (موسى) عليه السلام فلجأوا إلى أسئلتهم عن لون البقرة ..خداع ومكر منذ بدء الخليقة :(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)..
ما جرى من إغتيالات على يد الإحتلال، يعد الطريقة الأسهل لرسم مشهد النصر الزائف في محاولة بائسة ويائسة للمدعوق نتنياهو الذي دخل إلى بئر مظلم لا يقوى على الخروج منه ..دخل وأطلق النار على قدميه لا يقوى على الخروج من صورة إنهيار الكيان الإحتلالي الذي تمسك به أمريكا وتسعى لمنع سقوطه فعليا ، بعد سقوطه الأخلاقي المدوي.!!
كاتب وصحفي اردني..