الدّية عند الكرام

{title}
أخبار دقيقة - كتب _إبراهيم عبد المجيد القيسي 
طائرات البي 52 ليست بهذه الحنيّة، لكن هل تعلمون شيئا؟.. أكتب هذه المقالة وأنا جالس ملاصقا لأمي أطال الله في عمرها، وبما أنني على هذه المسافة من نبع الحنان، سأكون حنونا على من يريد ابتزاز وزارة، لإرغامها على دفع «قروش» لإحدى دكاكين الكلام، دعما «لكتاب» على طريقة «الخاوة»، علما أن «الكتاب» نفسه قصة.. يحدث هذا اليوم وكأننا ما زلنا نرزح في فترة ما قبل «الدولة».
حوالي 8 أعوام مرت، وأنا أعمل مستشارا في وزارة الزراعة، وأنحو بنفسي بعيدا عن الاحتكاك بالسارحين على أرزاقهم، لأنني معروف عني بأنني أمقت عملهم، وأجرّم تجارة الشنطة، سيما وأن كثيرا ممن يحملونها على أكتافهم ويسعون بين المؤسسات والوزارات، متسلقون لمهنتنا، وما ازدهرت تجارتهم إلا حين وجدوا مسؤولا مضبوعا في زمن تيه سياسي، ولى وانقضى إلى غير رجعة، لكن مع ذلك ومن عجب أقول: ما زال بعضهم «يعرج في حارة السقايين»، ويريد أن يقدم تعريفا للماء العكر بماء آسن، بعد جهد بالغطس والتقلب بين أمواج تلك المياه.. وما زلت أترفع، وألوذ بشرف المهنة والمهنية، والانحياز إلى الوطن والدفاع عن الدولة.. ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
على صعيد شخصي، وعلى صعيد أهل «القيافة والعيافة» المهنية، يعزّ عليّ أن أنتقد سلوك زميل ما، لكنها «أمانة المسؤولية»، تسمو فوق كل الضرورات بالنسبة لي، وتاريخي يشهد.
لن أتوغل في حديث «فاضح مؤسف» لما آلت إليه تجارة الابتزاز ومرادفاتها على تخوم اختصاص الحكومات، يدعمني في هذا عدم انصياع بشر الخصاونة وطاقمه لهذا العمل المعروفة قيمته، فقد لزمت الحكومة ورئيسها حدها ووقفت عنده، ولم تنزلق لمداهنة مداهن، ولم تحفل بحماسة متحمس طامع، يستثمر في الفساد وأهله.
وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات؛ لا تنطبق عليه مواصفات عصر التزلف والمجاملة لأي مخطئ، فهو وقبل أن يكون وزيرا وأثناء ذلك وبعده، رجل واضح صادق، لا يخضع لابتزاز، وبحكم «مليون صفة جميلة أصيلة»، مخلوقة فيه وفي كثيرين من الأردنيين، لا يصمت عن حق ولا يمكن أن يضام، ويتوخى كل الاحترام لمن يستحقه من أهل الاحترام.
فهو كريم ابن كرام، وملخص إجابته لمن يعتقد بأنه مكبّل بأخطاء ما: تلك مؤسسات الدولة القانونية، المعنية، و»هذا شليلي» .. ويمكنه ان يفسر لنا سبب أن يقوم أحدهم بإطلاق التهم الهابطة، لكنني أنصح في حالتنا هذه بالاعتذار، حيث لن ينفع التواري خلف مثل هذه التهم المسيئة لقائلها فقط، فنحن نعرف كيف تنمو الروايات الكاذبة حين تتقصى «تأمين علف» للدواجن، وزيت وزعتر للأيتام.
أريد أن أتجنب التوضيح في مقالة لاحقة، فعنوان المقالة سؤال، يفهمه ويجيب عنه الحكماء.
تصميم و تطوير