الأردن: برلمان مقبل و”العباءة” المالية تتقدم.. أحزاب “قابضة” وأخرى تساوم.. والفقراء لا بواكي لهم؟

{title}
أخبار دقيقة - كتب _ عدنان نصار 

نجاح التجربة الحزبية النيابية في الأردن على المحك ..! ويقال ان الحضارة والتقدم الممنهج يحتاج إلى تحكيم العقل في السلوك البشري ، وأن التقويم بكل تفرعاته يحتاج إلى حكمة ، والعمل يحتاج إلى خطة تنفيذية ترتقي إلى مستوى جيد لتحقيق الهدف المقصود.

الأردن ينفق ملايين الدنانير من أجل إزالة المرار السياسي الذي لحق بسمعة البرلمان في دوراته السابقة بما فيها الدورة رقم (19) البرلمان الحالي الذي سيحل في غضون ايام ..والأردن التي تستخدم نظام "الأب ديت” بهدف "فرمتة” سياسية تحديثية ترتقي إلى مستوى مطلوب محليا وعربيا ودوليا ، وسعي الدولة الأردنية لتحديث منظومتها السياسية بما في ذلك البرلمان ..البرلمان الذي لحق به سمعة غير حميدة مطلقا ، لأسباب تتعلق بالكاريزما السياسية لغالبية النواب الذين ليس لهم صلة بتحديث تلك المنظومة  بقدر ما يبحثون عن مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة .!

ذات المشكلة ، ربما ستتكرر  اذا تم تمرير الترشح للإنتخابات على شاكلة سابقاتها ، دون النظر الرسمي او القراءة الرسمية من الدولة لشكل "تحرير”مجلس النواب ، من قيود "الاستعمار ” من اصحاب المال الذي يتم توظيفه لتحقيق مآربهم الشخصية عبر الوصول إلى السلطة البرلمانية ..هذا الموقف ، وهذه القراءات الشعبية الأردنية بدأت تتجلى وتظهر في غير منطقة جغرافية اردنية ، والحديث حولها آخذ بالصعود على المستوى الشعبي وعلى مسمع من الجهات الرسمية ..إذ. لا يعقل ولا يستند إلى الحكمة مطلقا ان تتجه أحزاب سياسية ناشئة إلى المساومة على حصة مقاعدها في القوائم الوطنية عبر "البيع والشراء” على ترتيب موقع المرشح الذي يدفع أكثر ..وتنتابنا حالة من الصدمة عندما يتم الحديث علنا في الشارع الشعبي الأردني ان الرقم الثاني في أي قائمة حزبية سيكون له ثمن ، فيما تتم المساومة على الرقم الثاني في أحزاب تعتقد انها مؤثرة شعبيا ليصل (سعر) تذكرة الدرجة الثانية في القائمة قد وصل إلى نحو (300) الف دينار اردني اي ما يعادل (360) الف دولار أمريكي ..والطامة الكبرى انه هناك من يدفع هذا الرقم وربما أكثر للحصول على الدرجة الثانية في قائمة الحزب .!!

ما يقال ، ليس "إشاعة” وإنما حقائق يتم الحديث عنها علنا حتى من قبل العوام ..، وربما يتجلى المشهد السياسي الإنتخابي الأردني في الظهور أكثر كلما اقتربنا من العاشر من أيلول  موعد الانتخابات ، ليصبح الحديث عن هذا الأمر أكثر علنية وأوسع انتشارا .

فلتان الضوابط في الترشح وآلية تشكيل القوائم الحزبية ، لا تلتقي مطلقا مع ضوابط العقل ، ولا مع المنطق ..ولا يلتقي هذا "الفلتان” مع رغبة الدولة الاردنية في تحديث المنظومة النيابية ..فيبدو ان المقاعد المتقدمة في قوائم الاحزاب السياسية التي تظن انها مؤثرة سيكون لها "تسعيرتها” ابتداء من الرقم (1) وصولا إلى الرقم (3) بأسعار عالية ..ومن ثم تبدأ عملية التخفيض في التسعيرة (!!) ..ما يجري الحديث عنه راهنا وصل حد "الخطورة” ..خطورة :”

من يدفع أكثر يحصل على مقعد نيابي” ..وهي في تقديري ستكون دعوة علنية لكل الوجوه التقليدية النيابية السابقة وقبل السابقة من المقتدرين ماليا لأن يعودوا الى المجلس النيابي عبر بوابة "الأحزاب القابضة” و”المرشح الدافع” لكأن أحزاب سياسية /طبعا لأ نعمم هنا/..تحولت إلى "شركات قابضة” لصناعة نواب بارعبن وكرماء في الدفع ، يستعدون لدخول البرلمان عبر تسجيل أهداف "تسلل” على مرأى من حكام الوسط والخط ، دون إطلاق صافرة إنذار ، أو إستخدام الكرت الأحمر .!

الفقراء في بلدي ،والمساكين والمنهورين والمقهورين  في مثل هذه الحالة ، "لا بواكي لهم” ولا نواب في المجلس رقم 20 المقبل..وربما سيقتصر دور بعصهم على حمل المرشحين على الأكتاف والهتاف لهم بمفردات كبيرة لا تتوائم مع "الأبطال الصغار” ..والفقراء ذاتهم الذين على ما يبدو قد حرموا من حصة "الكوتا” سيقفون على قارعة الطريق يضربون الكف بالكف و "يلعنون” الساعة التي توجهوا بها إلى صناديق الإقتراع.

يبدو أن أحزاب سياسية محددة ، يعرف الشارع اسمها وأسماء الأمناء العامين لها ، قد وقعوا في مصيدة قاتلة بعد تمدد وتوسع ما يقال أيضا بالأسماء لمرشحين دافعين ،أو على وشك الدفع بعد إنهاء الترتيبات..مصيدة فضائحية طالت تاريخ بعضهم واغتالت سمعتها  ، ووضعتهم في دائرة محرجة من أجل دخولهم مستودعات الثروة.

العقلاء لا يجحدون دور الاحزاب واهميتها في المجتمعات والدول ..غير أن أحزاب سياسية وخصوصا الطارئة منها غير المسنندة إلى تجربة نضالية ومصداقية شعبية ، ستتلاشى بسرعة فائقة وتنتهي كما انتهت أحزاب سابقة أسست على عجل وفق ما تطلبته المرحلة .

في هذه العجالة في المقالة لا بد ان يقف الحزبيون ليحاسبوا أنفسهم بصراحة تتفق مع مصالح الوطن وليس مصالحهم الضيقة ..وان تقف الاحزاب السياسية الأردنية وقفة تقييم وتشريح لدورها وتسأل بصوت مرتفع :”إلى أين نحن نسير ..وما الهدف”؟

تصميم و تطوير