عدنان نصار: شيوخ السلاطين.. وفتاويهم

{title}
أخبار دقيقة -

ثمة "شيوخ ” يلبسون عباءة المشيخة، ويطلقون اللحى، ويحملون بيدهم اليمنى "سبحة الكترونية” لتحصي بالإنابة عنهم عدد الاستغفارات ..! وذات الشيوخ الذي أقصدهم يطلقون بين الحين والآخر فتاوي يلبسون فيها الحق بالباطل، والباطل بالحق وفق اهواء السلاطين، وما يراه الشيخ، يتوافق مع المرحلة ويوائم هوى السلطان .!

نتعجب، ونحن نرى، ونسمع، ونشاهد الشيوخ ذاتهم، وهم يرفعون اصبع الشاهد في حديثهم، لتأكيد صحة فتواهم التي غالبا ما تحمل مضامين دينية لخدمة السياسة، وخطاب فيه الترغيب والترهيب لخدمة ولي الأمر ، لكأن حال الفكر الإسلامي، وثقافة النخب والعامة، تقف عند حد فتاوي شيوخ السلاطين الذين يلوحون عند كل حدث ما، بضرورة الإصغاء إلى فتاويهم، أو الويل بإنتظار المخالفين لفتوى شيخ السلطان.!

ربما، يعيش البعض ممن يرتدون هذه العباءات الشفافة المقصبة بلون الذهب، حالة من "الهبل الفكري” او ما يمكن تسميته ب :”الخبل السياسي” الذي يلازم فئة من هؤلاء، الذين يسعون إلى إيجاد مساحة لهم في غير جغرافيا عربية، وهم أيضا موجودين بكثرة في المجتمعات العربية، ويعتقدون انهم من جهابذة التأثير والمؤثرين في مجتمعاتهم، غير أن الحقيقة تقول ان من مثل هؤلاء يقعون في مصيدة "المسخرة” الإجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي .

أقسم بشرفي الثلاثي:الوطني، والشخصي،والمهني ان مثل هؤلاء شيوخ السلاطين، تتم صناعتهم بالغرف المغلقة، والمغلفة بأجواء ضبابية في محاولة لحجب الرؤيا، وإعماء البصر والبصيرة..أيضا في سعي مستمر لمحاولة إجراء عمليات إخصاء فكري للعامة، وإغتيال القيم الداعية للسمو من أجل التحرر من عبادة الأوثان، ومسار تحرير الأوطان من طغاة العصر الحديث..طغاة قتلة الأنبياء والابرياء .!!

تصميم و تطوير