عدنان نصار: حزب الله وأسلحة تفوق التوقعات.. “الصندوق الأخضر” الذي يرعب “إسرائيل”

{title}
أخبار دقيقة - كتب _عدنان نصار 

إن الأحداث المتسارعة والمثيرة على الجبهة اللبنانية الموازية للإحتلال، اصبحت عمليا على طاولة النقاش الصهيوني، بعد التأكد الصهيوني من إمتلاك حزب الله لأسلحة تفوق توقعاتهم الاستخباراتية ..اسلحة لا يمكن للإحتلال ان يتخيلها، أو يتصور حجم قدرتها الاختراقية والتدميرية فيما لو قامت وقامرت "إسرائيل” بهجمات على الجنوب اللبناني.

حزب الله القادر على فرض شروطه راهنا، هو أقوى بكثير من حروبه السابقة مع الاحتلال، وامتلك الحزب سياسيا وعسكريا خبرة تراكمية عملت وعمقت من دراسة شخصية الكيان الصهيوني الجوانية، بل وتمكن الحزب من إختراق ما لم يخطر على قلب الكيان، وجمع معلومات مهمة وحساسة عن العدو الاسرائيلي، اربكت صناع القرار في داخل الكيان.

الاحتلال الذي تلقى ضربات متلاحقة في الآونة الأخيرة من حزب الله ، وما حدث من وضع الحدود اللبنانية مع الكيان الصهيوني على صفيح ملتهب، أدى بالنتيجة إلى محاولات وساطة أمريكية إلى تهدئة الجبهة على الحدود اللبنانية، لثقة الإدارة الأمريكية بقدرات حزب الله العسكرية، وليس أكثرها صواريخ اسرع من الصوت بخمسة أضعاف قادرة على الوصول إلى عمق الكيان واحداث دمار في مؤسسات ومواقع في غاية الأهمية للكيان.!

القلق الأمريكي من الإحتمال المتزايد امس الجمعة من توجيه الكيان هجمات وضربات على بيروت ، وما رافق ذلك من تصعيد على الحدود اللبنانية ، أدى رفع وتيرة القلق هناك ، ورفع الجاهزية العسكرية لحزب الله القادرة مسبقا كما ذكرنا من التعامل مع اي مقامرة للكيان بشكل فوري وقدرة تدميرية فائقة.

المسألة ليست سهلة مطلقا ، والكيان يعرف جيدا انه في مأزق ، وغير قادر على فرض شروطه كما كان سابقا ، بحكم تفكك "هيية” الجيش الذي لا يقهر، وتمكنت المقاومة الفلسطينية في غزة من قهره ودحره ووقف كل مخططات الكيان التهويدية.. والكيان يعرف ايضا انه محاصر بمخاطر متعددة : المقاومة الفلسطينية في غزة،  وما يحدث من حرب أيضا مشتعلة بالضفة الغربية، والجبهة اللبنانية، وكلها تتوحد في السيناريوهات والأهداف.. ناهيك عن البحر الأحمر وموقف الحوثيين في اليمن الذين أيضا يخوضون حرب الدفاع عن غزة والقضية الفلسطينية، والموقف الشعبي العربي.

كل تلك الجبهات.. وخصوصا التصعيد على الحدود اللبنانية.. وهو بالمناسبة تصعيد صهيوني يقصد إلى تفكيك "الصندوق الأخضر” لمعرفة قدرات حزب الله الحقيقية، وهذا هدف يستبسل الكيان الصهيوني لمعرفته ، غير أن القيادة السياسية لحزب الله أذكى مما يظن العدو.

على الرغم من لغة التصعيد والتهديد، لا يمكن للكيان الصهيوني ان يخوض مقامرة الإجتياح البري للجنوب اللبناني، لأنه يدرك ان الجنوب سيكون مقبرة حقيقية للغزاة، وحزب الله عمليا مستعد لهذا السيناريو بإستعداد لا يخطر على قلب بشر.

موقف حزب الله الممتلك لأسلحة وانفاق في الصخر، وقدرات عسكرية فائقة ، يتحدث بلغة الواثق، وهو اي حزب الله يضع تحت سمعه وبصره ومجهره تحركات وقدرات الكيان الصهيوني الغارق في مأزق غزة التي حولتها المقاومة الفلسطينية إلى سطر جديد في مسيرة النضال والتحرر، وكشفت هشاشة الكيان المهزوم والمأزوم والمدعوم من دول عظمى ، وفشل في تحقيق أي هدف، سوى قتل الابرياء والاطفال والنساء والتجويع، ثم يقدم نفسه على أنه الجيش الأكثر "اخلاقية” في العالم .!!! وهو عمليا الجيش الأكثر سفالة واجراما وإرتزاقا في العالم.

اللغة الواثقة لحزب الله، يرتعد منها الإحتلال، وهو يدرك انها ليست لغة إعلامية المستندة إلى البروباغندا، بل لغة حقيقية تستند إلى وقائع ومعلومات وقدرات كلها مخزنة في صندوق اسود صعب تفكيك شيفرتها الا من قادة حزب الله.

شخصيا، لا أتردد بالقول: ان حزب الله وراياته الخضراء، و”صندوق أسراره الأخضر” قد أحدث تغيرا حقيقيا في سير المعركة مع العدو الصهيوني، وخصوصا في الشهرين الأخيرين.. صحيح ان البعض "يجعجع” عن منجزات حزب الله على أرض المعركة ، غير أن الواقع يقول ان حزب الله أدى واجباته ضمن الممكن مرحليا على الأقل، ولم يتعمق في المعركة لاعتبارات مفهومة ومشروعة.

المؤشرات تقول: ان التصعيد على الجبهة اللبنانية ، لن يثني حزب الله عن استخدام المخبوء من قدراته العسكرية، وربما يكشف في حال التصعيد او العدوان على لبنان، عن بعض المخبوء في "الصندوق الأخضر” المحمي من الرايات الخضراء ..عندها سيكون الكيان الصهيوني في أضيق دائرة من دوائر الحركة ..وأرذل درجة من هيبته المفقودة ..!!

كاتب وصحفي اردني ..

تصميم و تطوير