حازم الخالدي : تقسيم الكهرباء على الزمن

{title}
أخبار دقيقة -

كل شيء مربوط في الزمن في هذه الأيام ، لأول مرة نقدر قيمة الزمن والوقت ، لماذا كنا نُهمل هذه الميزة التي تعطينا الدافعية للعمل والعطاء؟!


فالوقت كما يقولون" كالسيف اذا لم تقطعه قطعك". .
ويبدو أن ما سيقطعنا هو الكهرباء ، التي ستغدر بنا رويدا رويدا ، خاصة وقت الذروة . ....
الشعوب الحية هي التي تعطي قيمة للزمن ، الآن بعد وقت طويل كنا قد نسينا أنفسنا كثيرا في مسيرة التنافسية والانجاز، وتراجعنا كثيرا بين الأمم.. بدأنا ندرك هذه القيمة وربطنا التعرفة الكهربائية في الزمن..
ضمن هذا الوضع نثبت أن الزمن غدار، عندما ننتقل إلى فترات الذروة التي تجعلنا نتحاشى أن نمر منها أو نعمل بها، ما أسوا أن تكون أسيرا للزمن ..
لم أجد أي مبرر لتقسيم الزمن ، فما الفائدة أن نقلب النهار ليلا والليل نهارا ؟ وتتغير أنماط الحياة لدينا فتصبح مؤسساتنا وشركاتنا أمام تحديات جمة؛ فتنشط حركة العمل في الليل فيبدأ الضجيج بدل الهدوء الذي كنا نتمتع به.. المهم أن نتحاشى أوقات الذروة التي تزيد علينا أعباء الحياة ، فالتعرفة الكهربائية ستبرمج حياتنا وعاداتنا من جديد ، فهي التي تجعلنا نشغل المكيفات في فترات الصباح ، أو غسالة المنزل أو المجفف، ويمكن أن نطفئ أجهزة التبريد في أوقات الحر، حتى نقلل من كميات الاستهلاك ، أو أن نشغل مصانعنا صباحا ونريح الآلة في فترات من النهار ، طبعا المجتمعات الصناعية لا يهمها الوقت ولا حتى ارتفاع الأسعار ،المهم أن نبقى في حالة استمرارية في الانتاج والعمل ..
هذه التعرفة ستستزف جيوب المواطنين الغلابة ، الذين هم بالنهاية الأكثر تضررا ، أمًا المؤسسات والشركات ، فستطالها الخسائر خاصة وقت الذروة ، وعليها إعادة ترتيب امورها،
للعلم بعض الدول المتقدمة تفكر في زيادة الوقت ليصبح 25 ساعة ، حتى هنا الزمان يغدر بنا ؛ فهم يريدون من ذلك أن يتمدد الوقت ، للاستفادة من الوقت في العمل ، لكننا نحن دائما نختصر من الوقت؛ لا بل أن الوقت لا يكون له حسبان .. هم يريدون إبطاء دوران الأرض ونحن نريد أن نختصر أوقات النهار؟!
لا نعرف ما تريده الدولة من هذه الاجراءات بعد تقسيم فترات النهار ، وهل محكوم على المواطن أن يبقى في حالة من المعاناة المستمرة في هذه الحياة ؟ الخوف أن ينقطع التيار الكهربائي كما يحصل في بعض الدول المجاورة ، حيث يمتد الانقطاع لثلاث ساعات يوميا أو قد يصل إلى ست ساعات عندما نخاف حتى أن نبقى في بيوتنا فتقتلنا شدة الحرارة الداخلية أو أن نخرج في ساعات النهار في وقت الذرة إلى الشوارع والساحات العامة لنلتقط أنفاس الهواء فتضربنا أشعة الشمس وربما نكرر ما حصل لحجاج بيت الله الحرام الذين سقطوا ضحايا بسبب حرارة الجو..
الصورة غير واضحة أمام هذا الاجراء الذي جعلنا نتخوف من الأيام المقبلة وبالذات مع التغير المناخي الذي يسود العالم ..
تصميم و تطوير