عدنان نصار: عزلة “إسرائيل” انتصار إضافي للمقاومة.. وأميركا تقدم المصالح على القيم

{title}
أخبار دقيقة -

لم يشهد الكيان الإسرائيلي عزلة دولية ، منذ نشأته إلى الآن ، كما العزلة التي يشهدها راهنا على كافة الصعد الدولية .

فالإحتلال ، ووفق دراسات بحثية للباحثة الاسرائيلية بنينا شارفيط : يعاني من عزلة دولية لم يسبق لها مثيل .

عمليا ، سجلت المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل المقاومة في قطاع غزة جملة إنتصارات عظيمة على عدو إمتلك اعتى وأكثر الأسلحة فتكا وبدعم أمريكي بريطاني ودول أوروبية آخرى لم تبخل على الكيان باسلحتها الدموية ،لمواجهة (مقاومة) لا تمتلك اسلحة جيوش ، ولا طيران ولا دبابات ..ومع كل هذا المد والمدد من سلاح التحالف ضد المقاومة ، لم يفلح الكيان الصهيوني ولن يفلح في إخضاع الارادة الفلسطينية المسلحة بالحق والشرعية في الدفاع عن الهوية والوطن .

ولعل العزلة الدولية للكيان ، رسميا عند دول اوروبية وأفريقية ودول من أميركا اللاتينية وشعبيا على مستوى العالم الرافض شعبيا لأي إضطهاد ، أو ظلم تعد عزلة إضافية ، سجلت انتصارات للقضية الفلسطينية ، واعادتها إلى الصدارة العالمية كما قلنا في مقالات سابقة ..وهذا الأمر اي العزلة للكيان ، نجحت المقاومة الفلسطينية في غزة بوضعه على المسار السياسي الذي برعت المقاومة من خلال مكتبها السياسي (حماس) بالنحت السياسي العربي والعالمي على نحو أربك الدول المتعاطفة سياسيا والداعمة عسكريا للكيان ، بما في ذلك أمريكا التي يسعى المدعوق نتنياهو إلى إخراج إدارتها النفوذ الفعلي ، وإحراجها دوليا وعربيا ، رغم ان أمريكا وهي بالطبع الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني بكل الأدوات الممكنة .

الإدارة الأمريكية، لا تعرف القيم السياسية مطلقا ، وتغلب مصالحها ، وسياستها الاستعمارية على كل شيء تماما ..، بل وسعت أمريكا إلى الشراكة الحقيقية في إنقلابات وتغيير أنظمة سياسية وصلت إلى سدة الرئاسة ديمقراطيا ، في عدة دول ، وليس غريبا مطلقا ان تساند واشنطن ، أنظمة ديكتاتورية تمرر المصالح الأمريكية دون نقاش ووفق تفاهمات صورية ان وجدت تلك التفاهمات اصلا .!

عزلة الكيان الصهيوني ولو بنسبة دنيا ، دخلت حيز التنفيذ حتى في العمقين الأمريكي والبريطاني ودول غربية ، لثقة هذه الدول ان سياسة الكيان الصهيوني في عدوانه على غزة ، ورفض الكيان لقرارات مجلس الأمن الدولي ، والإنقلاب على أكثر من مبادرة أمريكية قد أوقع الحرج للإدارة الأمريكية ورئيسها "بايدن” الذي يعاني من ضعف في الشخصية والعجز عن إتخاذ قرارات ، على الأقل قرارات تبقي الهيبة على وجه أمريكا السياسي ، لكن كل الاتجاهات تؤكد إلى "تمرد” نتنياهو على إدارة "بايدن” وهذا يعني إسقاط الهيبة عن دولة كبرى تزعم انها راعية للسلام ، وداعمة للعدل ، وأستاذة في الديمقراطية ..الأمر مختلف تماما عن كل هذه المزاعم، ولنا كعرب ومسلمين تحديدا تجارب مريرة مع أمريكا.

أمريكا عاونت ، ومدت يدها لديكتاتوريين وقتلة واوصلتهم للحكم ..، وثمة بحث سياسي يشير الى انه منذ العام 1947 كانت واشنطن متورطةً في 80 محاولة انقلاب وتغيير الأنظمة الحاكمة في العالم، وقامت بذلك حتى ضدّ رؤساءٍ انتُخبوا بشكلٍ ديمقراطيٍّ”.!

ما يبعث على الأسى ان "العربي الرسمي” يعرف ذلك جيدا ، ويعرف ان أمريكا لا يوجد في قاموسها السياسي سوى المصالح ..فثمة باحث إسرائيلي يقول :” أمريكا لا تعرف القيم، بل المصالح”..وأظن انها على إستعداد ان تفعل اي شيء ..أي شيء بقصد تمرير مصالحها .!!

تصميم و تطوير