جرائم بحق الدولة والناس

{title}
أخبار دقيقة - كتب _ابراهيم عبد المجيد القيسي 
الأردن؛ المحمي والمرعي بحماية ورعاية إلهيتان، يقوم بأكثر من واجبه، ويخرج عن جهده كل يوم، من أجل غيره، سواء أكانوا من الدول العربية الجارة الشقيقة، او من أجل الشعب الفلسطيني، الذي يقع في عين مخططات شيطانية دولية لتصفيته وتصفية قضيته، او يبذل الأردن العظيم جهدا في ملفات دولية وإنسانية تتعلق بدول العالم وشعوبه..
قبل أسابيع، تم تداول خبر عن عملية أمنية كبيرة ومعقدة، وماراثونية في البحث والتحقيق والمتابعة «البوليسية»، وتمكنت إدارة مكافحة المخدرات من إحباط عملية تهريب كبرى، لمواد مخدرة، بعد جهود كبيرة وحثيثة، كانت موجهة للدخول إلى دول شقيقة، وبذلت خلالها إدارة مكافحة المخدرات جهدا بطوليا كبيرا، ولم أسمع أو أقرأ شيئا عن هذا الموقف الأردني العظيم، في حماية أراضي وشعوب الدول الشقيقة من آفة المخدرات ومجرميها.. ونحتسب هذه الجهود الاردنية عند الله اولا، وهي تقع في صلب دستورنا والتزامنا الأخلاقي المعروف، والذي لا يحتاج بل لا ننتظر أحدا يشكرنا عليه.
الخبر الثاني، الذي ما زال منقوص التفاصيل، نظرا لحداثته واستمرار التحقيق والبحث والتحري فيه، هو الخبر الذي سمعنا عنه قبل أيام، حول قيام الجهات الأمنية والفنية المختصة بتفجير «مخزن» متفجرات في منطقة ماركا «شرق عمان»، بكامل محتوياته، وذكر الخبر بأن الجهات الأمنية المختصة تابعت خيوط هذه العملية من تخزين مواد متفجرة، فوجدت المستودع المذكور، وحفاظا على أرواح الناس قامت الجهات العسكرية التابعة لسلاح الهندسة في قواتنا المسلحة، بتفجير المتفجرات في مكانها، دون حدوث أية أضرار في الأرواح والممتلكات، وذكرت الأخبار حول هذا الحدث ان تحقيقا يجري مع أشخاص، للوصول إلى كل المتورطين... ولم اقرأ تفاصيل اخرى حول الخبر، بانتظارها على حد ما وعدت به الجهات المسؤولة.. وهذا أيضا جهد اردني عسكري أمني، يستهدف الدول الشقيقة والصديقة وشعوبهما، كما يستهدف الأردن وشعبه..
الذي لفت انتباهي حول الخبرين، بان لا تحليلات ولا تحليقات بشأن الخبر البطولي الأول الذي أنجزته إدارة مكافحة المخدرات، ولم يأخذ حقه الوطني والأمني والسياسي، علما انه جهد أمني كبير يستحق منا مزيداً من حديث.
بينما قرأت تحليلات ومقالات وعواصف اليكترونية بشأن مخزن ماركا، وكلها تنطوي على جملة من الأبعاد السياسية والوطنية الصادقة، لكنني استغربت من الانطباعات والمعلومات عند المتحدثين، وكلها لم يذكرها الخبر صراحة.. ويمكنني اعتبار مثل هذه التفاعلات والتحليقات حول خبر أمني ما زال قيد التحقيق، ولم تظهر بشأنه (حتى وقت كتابة المقالة) معلومات أكثر وضوحا، والسبب بتقديري هو أمني، دافعه الحرص على عدم نشر معلومات من شأنها ان تصعب المهمة أمام رجال التحقيق، للإحاطة بكانل ملابسات القضية..
ولو تركت لنفسي «عنان» التحليق والاستنتاج فلن أشطح كثيرا، وسوف أعيد جميع الدنيا إلى تصريحات جلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الذي يتميز بخطاب واضح قوي لا التباس فيه، حين يتحدث عن جرائم الكيان الصهيوني، ويحذر من مغبة استمرارها، ويخاطب كل العالم بأن هذا الظلم سيكون سببا في مزيد من الفوضى والإرهاب المضاد.. لكننا لن نتبنى وجهة نظر او رأي قبل أن تتضح كامل ملامح وتفاصيل هذه القضية.
حمى الله الأردن وكل العرب من كل خطر ومؤامرة وإرهاب.

تصميم و تطوير