الشاقلدي يكتب _المال السياسي ... مشروعاً

{title}
أخبار دقيقة -
المال السياسي ..مشروعا
كتب_فايز الشاقلدي 
شاعت مؤخرا ظاهرة بيع وشراء الأصوات في الانتخابات، وقـد تـم تسـميتها بالمـال السياسـي، وهنا تختلف الورقة بالتسمية حيث أن المال السياسي يمكن أن يكون مشروعا، فعلى سـبيل المثـال فإن التبرعات التي يتم تقديمها للمرشح يمكن لها أن تندرج في بند المال السياسي، أما بيـع وشـراء الأصــوات فــلا يمكنــه وصــفه الا بالرشــوة، حيــث يــدفع المرشــح أو وكيلــه مبلغــا مــن المــال مقابــل ضمان التصويت من قبل الناخب وهي عملية غير مشروعة ومخالفة لقانون الانتخاب
والمشــكلة فــي هــذه الظــاهرة لا تقــف عنــد تزويــر إرادة النــاخبين باســتخدام المــال أو وصــول غيــر المـؤهلين الـى مراكـز صـناعة القـرار، فهـذه الظـاهرة تكـرس وتجـذر سـلوك الرشـوة فـي المجتمـع بـل وتكاد تجعله أمرا طبيعيا ومستساغا، والكارثة تتمثل في عـدم اختـراق هـذه الظـاهر للافـراد فقـط بـل وتصـل الـى المؤسسـات، حيـث يقـوم المرشـح بـالتبرع لجمعيـة أو نـاد مقابـل ضـمان الحصـول علـى أصوات منتسبي هذه الجمعية أو النادي وهو ما يعني دخول المؤسسة كاملة في منظمة الرشوة .
ويمكن تلخيص أسباب قبول الناخبين بفكـرة الرشـوة بمجموعـة مـن الأسـباب مـن أهمهـا عـدم قناعـة الناخــب بالنظــام الانتخــابي وبالتــالي بجـدوى مجلــس النـواب مــن الأسـاس، وعليــه فالناخـب يعتبــر الصوت الذي سيدلي به مهدورا وبلا قيمة ويصل الى قناعة بـأن الـثمن الـذي سيقبضـه مقابـل هـذا الصوت اكثر فائدة له من اهدار صوته على برلمان لا يثق به أساسا. 
كمـا أن النظـام الانتخـابي الذي يعتمد على الفردية والدوائر الصغيرة يشـجع المرشـح علـى شـراء الأصـوات وذلـك لأن المبـالغ التي سيدفعها لن تكون كبيرة بالمقارنة مثلا مع دوائر اكبر، فبالتأكيد فإن عدد الأصوات المطلوبة للنجـاح فـي الـدوائر الصـغيرة أقـل بكثيـر مـن العـدد المطلـو ب فـي الـدوائر الكبيـرة. ويفـاقم مـن هـذه الظاهرة حقيقة انعدام فاعلية آليات مكافحة هـذه الممارسـة وعـدم الجديـة الكاملـة فـي التعامـل معهـا إذ يشجع ذلك المرشحين والناخبين على ممارستها على حد سواء .
تصميم و تطوير