عدنان نصار: الصفقة المنتظرة.. ترحيب حماس.. وتعنت “الملك المدعوق”.. أمريكا “طفح الكيل”

{title}
أخبار دقيقة - كتب _عدنان نصار 

لم يعلن الكيان الصهيوني و”ملك حكومته المدعوق بنيامين نتنياهو”، حتى اللحظة قبوله بالصفقة المنتظرة لوقف العدوان الهمجي على قطاع غزة، في وقت دعت فيه أمريكا حماس إلى القبول بالصفقة، وحثها على الموافقة، قبل أن تضمن الإدارة الأمريكية موافقة الاحتلال على الصفقة.. بل وذهب وزير خارجية أمريكا "بلينكن” إلى مديات ابعد في حث حماس على الموافقة على المقترح موضوع الجدل..عندما صرح غبر مرة: "على حماس ان توافق”!

أمريكا ، تضع اللوم على حماس راهنا ، وتصفها بالتعنت في تعاملها مع المقترح، رغم ترحيب حماس بقرار مجلس الأمن بوقف العدوان وإنسحاب الإحتلال من غزة، وهو ترحيب يدل على مرونة سياسية من حماس وقبولها بالمقترح ، بصرف النظر الضغوطات الهائلة التي تواجهها حماس في هذا الأمر..!


الإحتلال الإسرائيلي ، الذي ما زال يمارس التمرد على قرارات الشرعية الدولية ، ويتنمرد على قوانين الإنسانية ، مستمر في القتل والتدمير لكل متحرك في قطاع غزة ، ويعمل نتنياهو "الملك المدعوق والواهم” على دبمومة العدوان، لأسباب معروفة لدى الاغلبية المتابعة للشأن السياسي "الاسرائيلي” وربما ابسط تهم الفساد ضد نتنياهو قد ترسله إلى السجن بعد سقوط حكومته ، لذلك هو يسعى لإدامة حكومة العدوان المجرمة بحق أهل غزة.

المندوب الروسي في مجلس الأمن أوضح:” أن لا جواب رسمي حتى الآن لقبول اسرائيل مقترح بايدن لوقف العدوان ” ..وهذا يضع تفسير قرار المقترح في حالة معومة ومدعومة امريكيا ، ويسمح للإحتلال بإستمرار العدوان بشكل او بآخر ، مما يعني ذاك أيضا أن المقترح فيه الكثير من الإنحياز الأمريكي المفرط لصالح الإحتلال ، وهو إنحياز أكده كل المتابعين الشرفاء ممن يشتغلون في السياسة الأممية .

أمريكا ، التي تكرر بشكل ممجوج أن الكرة في ملعب حماس ،بالموافقة من عدمها ، لكأن المقاومة الفلسطينية في غزة هي من تقوم بقتل النساء والاطفال والابرياء ، وهي من تدمر وتتنكر بزي عمال إغاثة لتقوم بعملية غدر رخيصة ..أمريكا ومن لف في فلكها السياسي ،  يعرفون جيدا من هو القاتل للأطفال والنساء والدمار ، أمريكا(بتعرف وبتحرف) ..والكل يعرف الحقيقة وصدق الروايات بعمليات القتل الجماعي والمقابر الجماعية،  وتخطى الإحتلال  حاجز سوء الأخلاق إلى مستوى الانحدار والقاع ، وسقط المتاع.!

يبدو أن أمريكا ، الشريك الرئيسي للإحتلال في العدوان ، قد وصلت بعد أكثر من 250 يوما من إراقة الدماء ونثر الأشلاء ، إلى مستوى "طفح الكيل” من الإحتلال ، وربما وصلت الإدارة الأمريكية إلى حد "القيء” من أفعال "الملك المدعوق/نتنياهو ” الذي يعرقل أي إتفاق او مقترح لوقف عدوانه الهمجي وإرتكابه لجرائم حرب ، لها زاويتها القانونية الجنائية الدولية ، عدا عن 4 قضايا فساد تلاحقه داخل الكيان .

حماس ، التي أبدت براعة في السياسة ، أيضا  برعت في العسكرية والمقاومة ، وبراعتها في الإعلام فاقت بإمكانياتها المحدودة فضائيات الصف الأول عالميا ..ولا أظن أن حماس البارعة في كل ما ذكر أعلاه ، انها قد تغفل مناوراتها السياسية ..،فالكرة في ملعبها صحيح  ،والفكرة ومناقشتها على طاولة البحث ..،لكن يبقى المطلوب لاستكمال الحديث عن مقترح ‘بايدن” الذي طرحه الرئيس الأمريكي ووافقت عليه الكثير من الدول الغربية ، وباركته دول عربية ..المطلوب عمليا وقف العدوان والانسحاب من قطاع غزة..لكن ، هل حقا أمريكا أصابها "القيء” من فعل الإحتلال ، أم انها راغبة في إستمراره لتحقيق هدف الإحتلال الواهم المتمثل بتدمير حماس وإنهاء وجودها. ؟!

للإجابة على السؤال ، علينا جميعا ان ندرك ان أمريكا، تسعى هي أيضا لإدامة العدوان وهذا معروف منذ مدها للإحتلال بجسور مساعدات مذهلة منذ ما بعد السابع من أكتوبر،  وربما أمريكا تسعى لتحويل غزة إلى منتجع للإحتلال بعد عمليات الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير لإبقاء أقل من نصف مليون فلسطيني في غزة لغايات لها علاقة بتشغيل "المنتجع” الذي تتطلع اليه أمريكا لتعزيز حماية قاعدتها الكبرى "إسرائيل”..!! هذا جزء من مخطط واهم ، تتصدى له المقاومة الفلسطينية في غزة..، ربما تحمل قادمات الأيام مفاجئات لصالح المقاومة بالطبع ،لا تخطر على قلب سياسي بارع .؟!

كاتب وصحفي اردني..

تصميم و تطوير