عدنان نصار: الأردن: آن الآوان لإزاحة “الذكاء الإصطناعي”.. ألقاب ورتب ورواتب

{title}
أخبار دقيقة -

هل يمكن أن يصل المرء السوي إلى حالة من حالات التصالح مع الواقع المريض، الممتليء بفساد، واللهاث خلف المصالح التي تجيء على حساب الصالح العام ، والصالح الجمعي للناس..، وإذا حدث هذا التصالح مثلا فعلى حساب من سيكون ..؟!


أسئلة كثيرة وكبيرة تدور في فلك الإنسان الأردني، في توقيت يبدو أن الحالة المرضية المستشرية في الفساد والتشلل والمحسوبيات تتسع في غير مكان، وفي بعض الحالات تستند الحالة المرضية إياها إلى ما يمكن تسميته بإعادة التموضع لخوض معاركها الجديدة مع قوى الإصلاح الحقيقي.


لست متشائما، لكن، يبدو أن فئة قليلة من قوى تعيد فرض نفسها على المشهد السياسي الأردني، تعمل إستتادا على قول موروث: "المغلوب على أمره بوكل بصحن صاحب مرته”.. وهذا ما يعكس عمق العجز في تغيير مسار الواقع السياسي الأردني المريض الذي يحتاج إلى علاج جذري وإزاحة الفئة التي تسعى بكل الطرق لإعادة تموضعها سياسيا او برلمانيا او في موقع المسؤولية المتقدمة ..!

يبدو هناك حالة من "إسترخاء” هذه الفئة وثقتها بنجاح مخطط إعادة تموضعها.. يقابلها نوع من الإحساس الشعبي "بالإحباط” وعدم ثقتها بقدرتها على تغيير المسار لصالح احلام البسطاء الذين يحملون آمالهم على أكفهم بغد افضل ،وهم بالمناسبة يشكلون النسبة الكبرى من إجمالي عدد السكان ممن يتخندقون في معسكر الانتماء الحقيقي للوطن واحلامه.

الفئة القليلة ، وبذكاء مصطنع ، وهيبة مصطنعة ، ومفردات تنظيرية عن القيم الوطنية حفظوها بعد معاناة مع التلعثم ، تسعى هذه الفئة إلى تعليق احلام البسطاء ، وتعميق الحالة المرضية ، ليتسنى لهم الديمومة والاستمرار في الاستقواء حتى وان تعارض ذلك مع الصالح الاردني العام ،مقابل بقاء "قرفهم” في مواقع المسؤولية ، وهي أيضا مجربة ولم تفيد الوطن بأي شيء على الإطلاق..بل على العكس الوطن اعطاهم الكثير من ألقاب ورتب مدنية ورواتب ..واعطاهم الوطن أكثر مما ينبغي ..أكثر بكثير .!!

في لغة الطب ، العضو المريض في الجسد "يبتر” ..وفي لغة السياسة العضو المريض في جسد الوطن أيضا "يبتر” حنى يتمكن الوطن من بناء نهضته وتحقيق أحلامه ليغدو وطن متعافي وبصحة جيدة ..وطن يخلو من المقززين المنظرين عن الانتماء والولاء ،لطالما هم في موقع السلطة والنفوذ..،وأن هم خرجوا او إخرجوا من مواقعهم تحولوا بقدرة قادر إلى "معارضة” وبذهبون في اجازة قصيرة للبحث عن مفردات تليق بإصطلاح "معارض سياسي "..ويروح يتصرف كما "الذكاء الاصطناعي” ليبدأ رحلته في طريق "المعارضة” ، فلعل وعسى تعيده إلى موقعه من البوابة الخلفية .!!

الناس في وطني ، بكل مكوناتهم الاجتماعية ومشاربهم الفكرية ، وثقافاتهم على تنوعاتها، وعلى إيقاع أحلامهم المنتظرة ..الناس ، لا يبدو عليهم اي علامة من "الاستسلام” فهم مقاتلين شرسين حين يتعلق الأمر الاستهانة بوعيهم ، ويلجأون إلى الإستعانة بخبرات الآباء والاجداد حين يتعلق الأمر بكرامتهم ..، وينخرطون في صفوف البنائين للبنات الوطن حين تلوذ تلك الفئة القليلة إلى مخابئها..ويشحذون الهمم في صناعة الأمل ..ابدا ، لا يبدو عليهم الاستسلام مطلقا، وهذه نعمة من نعم الله على الصابرين .

للأسف الكثير والكبير ، ان تلك الفئة التي تتنطح للجلوس في الصفوف الأمامية ، هي أكثر فئة تمارس الإنهزام حين يتعرض الوطن لا قدر الله لأي هزة ..،فيما تبقى الاغلبية الحالمة ممسكة ببنادق الدفاع ، واصابعها على الزناد ..تدافع بشراسة عن حلمها وهويتها وخبزها..تدافع عن وطن .

ان هذه المرحلة الجديدة _ القديمة في خوض الانتخابات النيابية المقبلة في الاردن ، تبدو مرحلة معقدة نسبيا ..، ومع ذلك فالاستعداد جيد لخوض غمار المعركة الانتخابية ..،غير أن مشكلتنا هي في "الإنتهازية” من فئة قلنا قليلة كي لا نقع في شرك الجرائم الإلكترونية..فالإنتهازية المتوغلة والمتغولة تسعى بكل ذكائها المصطنع إلى تسجيل مواقف عند الناخبين /أصحاب الأحلام البسيطة ..ربما يلعب بعض المترشحين على هذا الجانب، ويدغدغ عواطف ناخبين ..، لكن الرهان الكبير على الوعي الجمعي للناس وقدرتهم على قراءة السطور وما خلفها وما خفي بين مفرداتها..وعي يحتم على الجموع ان تضع النقاط على الحروف ، وتعمل بذكاء طبيعي على عكس ذكاء بعض المترشحين الاصطناعي على ازاحتهم بهدوء ..إذ لا يمكن ولا يعقل أن يكون "الديكتاتور” ديمقراطيا..ولا

"البرجوازي” برولتاريا..ولا الممسك بعصا ان يكون رحيما ..ما نحتاجه فعلا إزاحة حقيقية لفئة الذكاء الاصطناعي ،في معركة الوعي الانتخابي التي تعيد للوطن عافيته وتحقق للناس احلامهم البسيطة ..نحتاج إلى صنع مرحلة لا الجهات الرسمية تزور ولا فئة من الناخبين تبيع وتشتري ..مرحلة بجب ان نقف عندها باهتمام ونسجل خطواتها بثقة ، ونستفيد جميعا (الرسمي والشعبي) من دروس سابقة .!

تصميم و تطوير