عدنان نصار: هل انتهى العدوان على غزة.. الصفقة المنتظرة.. و”هديناه النجدين”

{title}
أخبار دقيقة -

عدنان نصار

إنها فئة إهتدت إلى أحد النجدين ، فالنجد الأول خير لحماس والمقاومة الفلسطينية في غزة ، واختارت عن قناعة طريق التحرر والتحرير ، والخير لمستقبل فلسطين .فيما يشكل ال "نجد” الثاني ، هلاك الكيان الصهيوني وهو أمر حتمي لا مناص منه وان طال الزمن ، وكبرت التضحيات ، وتعددت مسارات دم التحرير ، وتنوعت لغة البارود..

وفي قراءة لمشهد العدوان الهمجي الاسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ اكثر من 240 يوما ، إمتلئت طرق غزة بدم 39 ألف شهيد ..وأكثر من 85 ألف مصاب ، وآلاف المفقودين ، وما يزيد على مليون نازح ، ودمار لمدن غزة يدلل على همجية الإحتلال ..إحتلال غرق حتى أذنيه ، في شباك المقاومة ، ودخل في ورطة كان يظن ان الفكاك منها أمر هين.!!

التناغم العالمي بتصريحاته المكررة عن رغبة العالم بوقف الحرب (العدوان) على قطاع غزة ، لم تعد تصريحات تتفق مع هيبة الدول العظمى القادرة على إنقاذ قرار وقف العدوان ، أو حتى تنفيذ إبرام الصفقة الأخيرة ووقف إجرام نتنياهو..

حكومة الكيان بقيادة المدعوق نتنياهو ، تسعى إلى خلق مناورات جديدة مع أمريكا لكسب الوقت ، وإرتكاب جرائم إضافية من جهة ، ووضع الإدارة الأمريكية في موقف محرج أكثر حرجا مما هي عليه الآن ، وإظهار الرئيس الأمريكي "بايدن” بمظهر ضعف الشخصية ، وربما يحوله نتنياهو إلى "إلعوبة” لخدمة مصالحه السياسية الشخصية ..وهذا يجيء على حساب الدم الفلسطيني الذي تنكل به آلة الحرب الصهيونية المجرمة بشكل يتنافى مع ابسط قيم الحروب .

الإدارة الأمريكية التي تبدو فعليا ضعيفة في التعامل مع حكومة الكيان ، وشريكة في العدوان ، عندها الرغبة أيضا السياسية والشخصية لإنهاء العدوان الهمجي على غزة ، وهذا يتضح بإعلان بايدن عن مراحل الصفقة المنتظرة والتي قدمت اليها بناء على مقترح "إسرائيلي” ..، وتم "مباركة” الصفقة المنتظرة من كل الأطراف المعنية بما فيها أمريكا ودول غربية ومباركة عربية ..،لكن ماذا عن الكيان الصهيوني ، الذي يتهرب من إعلان موافقته على وقف العدوان .؟!

الكيان الصهيوني الذي يبدو في أزمة كبيرة ، يرمي بثقله الإجرامي للخروج من مأزقه بتسجيل نصر وأهم وزائف كي لا يقع فريسة لنكتة سياسية عالمية كون "جيشه لا يقهر” ويسجل الرقم 18 في سجلات الجيوش العالمية القوية (!!) ..أقوى جيش يهزم أمام مقاومة فلسطينية تقاتل بإسم الشرعية والشريعة والتحرر من براثن الإحتلال.

يبدو للوهلة الأولى من قراءة المشهد السياسي في الموقف الأمريكي ، انه بارع في تكديس القرارات المتعلقة بالكيان الصهيوني وغير قادر على إنفاذها ، رغم تركيز الجهود السياسية والرغبة العالمية والعربية بوقف العدوان ، رغم إمتلاك تلك الدول لكل مؤشرات الجدية ومحاذير حماس ويقظتها من أي مقلب سياسي قد يلعبه الكيان الصهيوني كما فعل  سابقا ، بلعبة مكشوفة ومتوقعة حين تنصل من الاتفاق قبل الأخير.

حديث العالم الآن ، منصب على تنفيذ الإتفاق الذي أعلنته أمريكا ورحبت به حماس وباركته دول غربية وعربية ، والكل ينتظر موقف الكيان الصهيوني الذي تتضارب تصريحاته بين مؤيد ومعارض للاتفاق ،ونقرأ تهديدات المدعوقين” بن غفير وسموتريش” واليمين المتطرف الرافض للاتفاق..وهذه تشكل واحدة من مسخرة الزمن السياسي الراهن ان العالم ينتظر موافقة الاحتلال .!!

يعاني الكيان من عبء الخروج من المأزق ، دون أن يحقق اي هدف من أهداف العدوان..، ويقع الكيان في فخاخ وشباك المقاومة الفلسطينية في غزة ، يبحثون عن طريق للنجاة تحفظ ماء وجه الكيان ان تبقى في وجه ماء ..، فيما تسعى المقاومة الفلسطينية بتذويقه أشد المرار الذي لم يعتاد عليه جيش الاحتلال في كل حروبه السابقة ..وهو ان صح التعبير تعرية كاملة ومحكمة للكيان وأعوانه من الدول أمام الضمير الإنساني العالمي ، وهو بلا أدنى شك انتصار عظيم للنقاومة في زمن الصمت الدولي على جرائمه..

وبصرف النظر عن صراخ الكيان وإضطرابه ، وتمزقه ونزفه..وما رافق ذلك من دعم امريكي وغربي لا محدود لإنقاذ سمعة الكيان من الهزيمة ، ستبقى سمعته ملطخة لا يزيل وساختها الا زواله من أرض فلسطين العربية..

وعمليا ، لا بد من عملية فرز حقيقية لا تستند إلى اللعب على العواطف او مفردات سياسية مكررة وهزيلة تغطي هزيمة الكيان .

إظن ، ان ما يجري راهنا من وضع النقاط على حروف إتفاق وقف العدوان ، هو لعب الكيان على ورقة الانتخابات الأمريكية المقبلة ، وإحراق ما تبقى من أوراق سياسية انتخابية "لبايدن”..الذي فعليا أيضا يبدو أن ضعفه قد يؤدي إلى حرق بقية أوراق انتخابات يظن "بايدن” انه ممسك بها .!!

كاتب وصحفي اردني ..

تصميم و تطوير