سياسيون : «الاستجابة الطارئة» تتويج لجهود الملك في إسناد غزة..نيفين عبد الهادي تكتب

{title}
أخبار دقيقة -

سياسيون : «الاستجابة الطارئة» تتويج لجهود الملك في إسناد غزة

 
نشر في:  آخر تعديل: 
 
 

كتبت : نيفين عبد الهادي 

يبقى الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني متصدرا مشهد الدعم الإنساني والإغاثي للأهل في غزة، علاوة على جهوده السياسية والدبلوماسية لوقف الحرب على القطاع التي بلغت الشهر الثامن من دمار وكوارث، ليحضر الأردن بمبادرات عملية وحقيقية على أرض الواقع بدءا من المستشفيات الميدانية مرورا بالإنزالات الجوية والمساعدات البرية، وصولا لما أعلنه عنه قبل أيام عن استضافته في الحادي عشر من الشهر الحالي، مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة.

المؤتمر الذي يعقد في منطقة البحر الميت بتنظيم مشترك بين المملكة ومصر والأمم المتحدة، بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعلى مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية، يحرّك ساكن المجتمع الدولي تجاه تقديم المساعدات لأهلنا في غزة، ويؤسس لعمل عالمي مشترك يضع أسسا عملية لدعم غزة، وتوجيه بوصلة الاهتمام العالمي نحو الأهم خلال المرحلة الحالية والقادم من الأيام.

يشكّل مؤتمر «الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة» انطلاقة حقيقية وعملية لتشكيل رؤى عالمية وعمل حقيقي لتوفير المساعدات اللازمة للأهل في غزة، مساعدات في نطاقها الواسع وليس بإطار محدود، وضمن عراقيل وصعوبات يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، وإغلاق المعابر، إضافة لمساعدات متعددة المجالات تتعلق بالجوانب الغذائية والطبية والبيئية والنفسية وغيرها من مجالات العون تمكّن الأهل في غزة من مواجهة هذه الحرب التي لم تبق شيئا من مقومات الحياة الطبيعية لأهلنا في غزة، وباتوا يفتقرون لكل مستلزمات الحياة.

وفي قراءة خاصة لـ»الدستور» حول أهمية المؤتمر، أكد سياسيون أردنيون أن هذا المؤتمر يأتي كتتويج لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني الذي جاب أقطار المعمورة الأربعة حاملاً مشعل القضية الفلسطينية بكل أمانة وصدق.

وتساءل السياسيون: من أقدر وأجدر من الأردن باستضافة مثل هذا المؤتمر، ومن من الممكن أن يكونوا خير شركاء أكثر من إخواننا المصريين؟ وكذلك الأمم المتحدة التي يضطلع أمينها العام بدور مميز وشجاع وجريء بهذا الخصوص؟ وبالطبع في تساؤلهم إجابة لأهمية هذا المؤتمر ودور الأردن المهم في تأسيس منظومة لعون الأهل في غزة.

ورأى المتحدثون لـ«الدستور» أن هناك أهمية لعقد المؤتمر في الأردن، واصفين ذلك بالخطوة الصحيحة لوضع الأردن في موقع الفاعلين الأساسيين لخطط الاستجابة المأمول إنتاجها كمخرجات للمؤتمر، معتبرين توقيت المؤتمر مهما كونه يأتي في نفس الوقت الذي تلعب فيه الولايات المتحدة دورا في الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف إطلاق النار وبدء عمليات واسعة للإغاثة انطلاقا من المعابر كافة وكذلك خطة إعادة البناء للقطاع المنكوب.

وبين المتحدثون أن الأردن يمتلك قوة ناعمة في ما يخص الدعم الإنساني، ما يجعل من المؤتمر فرصة حقيقية لمأسسة العمل الإنساني والدعم لأهلنا في غزة، وربما يسبق هذا الجهد الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، مشددين على أن المؤتمر مبادرة أردنية مهمة جدا، وتأتي في سياق الجهود الأردنية الداعمة لغزة والقضية الفلسطينية.

 صخر دودين 

الوزير الأسبق المهندس صخر دودين قال: يأتي هذا المؤتمر كتتويج لجهود جلالة الملك الذي جاب أقطار المعمورة الأربعة حاملاً مشعل القضية الفلسطينية بكل أمانة وصدق، وهو أول من فكّر في طرق خلّاقة لكسر الحصار الظالم على الأهل في غزة من خلال الإنزالات الجوية التي بدأها الأردن بتوجيه من جلالته، وشاركه بعد ذلك عدد من الدول الشقيقة والصديقة، بل إن جلالته قاد بنفسه أحد هذه الإنزالات التي بلغت أكثر من مئة إنزال حتى الآن.

وأضاف دودين: لطالما قدم الأردن الدعم والعون لأشقائه الفلسطينيين، وبشكل عملي وملموس على الأرض، وبما يحقق المطلوب في كل مرحلة من مراحل الصراع الطويل والمرير مع الاحتلال الغاصب.

وتساءل دودين: من أقدر وأجدر من الأردن باستضافة مثل هذا امؤتمر، ومن من الممكن أن يكونوا خير شركاء أكثر من إخواننا المصريين، الذين يجاورون فلسطين مثلنا ويجاورون غزة بالذات، وكذلك الأمم المتحدة التي يضطلع أمينها العام بدور مميز وشجاع وجريء بهذا الخصوص؟.

ولفت دودين إلى أن التفكير في المستقبل بهذا الشكل الإيجابي وبهذا الطرح العقلاني، هو ما ينتظره منا أهل غزة وجميع الإخوة في فلسطين المحتلة، مضيفا: كلنا ثقة أن يتمكن الأردن بما لديه من مصداقية عالية ومكانة عالمية رفيعة من تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وقال دودين إن المؤتمر بكل تأكيد سوف يستهدف تحديد الآليات والخطوات العملية والفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، وسوف يسعى الأردن بكل ما أوتي من قوة لتأمين الالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني الكارثي في غزة هاشم.

سعيد المصري

من جانبه، قال الوزير الأسبق المهندس سعيد المصري: تكمن أهمية المؤتمر في الجهات المشاركة التي لها علاقة مباشرة بمعضلة الحرب على غزة، فالأردن ومصر لديهما مصلحة مباشرة في تنظيم التدخل الإغاثي ولاحقا إعادة البناء لما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية لتثبيت الفلسطينيين على أرضهم.

وأضاف المصري: أما حضور كافة مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بغزة وأولها «الأونروا» فسيثري النقاش بكم هائل من معلومات الاحتياجات الفعلية الملحة وتقدير حجم الدمار وتكاليف إعادة البناء.

وبين المصري أن أهمية عقد المؤتمر في الأردن أن هذه خطوة صحيحة لوضع الأردن في موقع الفاعلين الأساسيين لخطط الاستجابة المأمول إنتاجها كمخرجات للمؤتمر، مؤكدا أنه ليست مصادفة توقيت المؤتمر أن يكون في نفس الوقت الذي تلعب فيه الولايات المتحدة دورا ذكيا في الضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف النار وبدء عمليات واسعة للإغاثة انطلاقا من المعابر كافة وكذلك خطة إعادة البناء للقطاع المنكوب.

حسن المومني

وأكد عميد كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية، أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات الدكتور حسن المومني أن أهمية المؤتمر تأتي من أهمية الدول الداعية من الأطراف، الأردن ومصر، فهما الأكثر قربا وفهما لديناميكية القضية الفلسطينية.

وأضاف المومني أن هذا الجهد بامتياز يأتي نتيجة العمل الماراثوني الدبلوماسي الأردني خاصة في بعده الإنساني، حيث قام الأردن بجهود مهمة وضخمة في هذا المجال، لتقديم كل ما يحتاجه الأهل في غزة، بوجود المستشفيات الميدانية، والأردن أول من ابتدع الإنزالات الجوية وما تبعها أيضا من جهد في المساعدات البرية، علاوة على تحذيراته منذ بدء الحرب على غزة بما سيحدث من حجم الكارثة التي يعيشها أهلنا في غزة اليوم.

وشدد المومني على أهمية المؤتمر في التأسيس لعمل حقيقي دولي مشترك للدعم الإنساني وكذلك الدبلوماسي من أجل وقف إطلاق النار، إلى جانب الجوانب الإنسانية التي يملك الأردن خبرة واسعة فيها، إضافة بالطبع لعلاقاته بشبكة دولية مع الدول تستطيع تشكيل حشد عالمي لمساندة غزة خلال المرحلة الحالية، وكذلك كجهد تحضيري لما بعد الحرب من التزامات عملية يتم تطبيقها على أرض الواقع.

وبين المومني أن الأردن يستخدم ميزته في خبرته بقوة ناعمة في السياق الإنساني، وعلينا أن نتحدث عن أن واحدة من أولويات الأردن دعم «الأونروا»، ليأتي المؤتمر بكل هذه الأهمية ويضعه على طاولة واحدة، والوصول لمأسسة عمل مشترك لهذا الجهد بسلسلة الأفعال العملية.

تصميم و تطوير