عدنان نصار: “الكيان المنبوذ”.. ومظاهر الوحدة العالمية ضد الطغاة.. وطائرة من ورق

{title}
أخبار دقيقة -

سرنا -بتشديد السين- ونحن نرى جيش الاحتلال المرتزق ، يحفر خنادقه ، ويقيم سواتره الترابية في محيط غلاف غزة ..كما سرنا بنفس القدر ، ونحن نرى المستوطنين وهم يقيمون الخيام ..سرنا جدا ، ان نرى جبهات العدوان الهمجي الاسرائيلي على قطاع غزة مزروعة بالقلق ، ومترعة بالخوف والجبن والطرقات مزرعة بالالغام ..يترجل العدو الصهيوني كأنه في طريقه الى جهنم ، أمام صليات المقاومة ، ونيران رساشاتها ومقذوفاتها النارية ..!

رغم حجم الدماء التي سالت لأبرياء من اطفال ونساء وشيوخ..فمشهد جند الكيان ، ان دل على شيء ، إنما يدل على حجم الضياع لكيان يتصرف كالضباع أمام نساء واطفال جياع ..،لكنه إجبن ألف مرة من يقف أمام عزة المقاومة وارادتها الفولاذية ، مع فارق العدة والعتاد ، وما امتلكه الكيان البغيض بمباركة أمريكا .

الكيان الاسرائيلي المنبوذ ، يعيش حاليا أكثر عزلة وكرها من الشعب العربي بكل مكوناته العقائدية والسياسية وثقافاته..وشعوب العالم الحر بكل اتجاهاته ، وهو لم يكن يصل إلى هذا المستوى عند الجيل الجديد من الدم العربي والغربي ،لولا طوفان الاقصى التي اعادت وضع القضية الفلسطينية في صدارة المشهد العربي والعالمي ، وبشكل لم يشهده مسار القضية الفلسطينية منذ النكبة مرورا بالنكسة .!

لم يكن هذا الأمر مثيرا فحسب ، بل تخطى الإثارة والشوق الشعبي العربي والعالمي الحر لرؤية الهزيمة في عيون الطغاة..ورؤية الخوف والقلق والارتباك على عضلات وجوه قادتهم..ناهيك عن "بهدلتهم” دوليا بقرارات متتالية من محكمة العدل الدولية..!

نبذ الكيان وعزلته ، يعد واحد من الانتصارات التي سجلتها المقاومة الفلسطينية في غزة ، وواحدة من المنجزات التي عرت بشكل فاضح مواقف دول غربية ومنها بالطبع مع الأسف دول عربية كنا نظن بها حسن الظن ، غير أنه ثبت "ان بعض الظن إثم.!!”

الكيان الصهيوني المحتل لارض فلسطين العربية ، لم يرقص في حياته "رقصة الغضب” كما هي الآن ..، ولم يقف على قدم واحدة كما هو الآن ؛ ولم ينام الكيان على وسائد القلق كما هو الآن ..فالخوف الذي غذاه صلابة المقاومة ، وقوة ارادتها في قلوب الأعداء ، أيضا لم يكن خوفا عاديا ، ولا هو خوف عابر ، بقدر ما هو إعادة تموضع نضالي لرؤية سياسية تحررية تستند إلى الفضح المشروع ، ومنازلة الإحتلال ، و”التفل” في وجه الطغيان والطغاة اينما وجدوا .!!

لا يروق للكيان ابدا ، ولا لداعميه ان يروا أنفسهم على هذا النحو من الخزي والذل ..ففي تاريخ النزال العربي -الإسرائيلي كان الكيان يتمتع ومستوطنيه ب”الفرجة” على الدم العربي المسال ، فيما يكون المستوطنين نيام او يتابعون ذلك على الشاشات كأنهم يتابعون فيلم هوليودي..الآن اختلف الأمر ؛ فالكيان يشرب من نفس الكأس ، والمستوطنين يتذوقون نفس المرار ..!

العدو الصهيوني في ظاهره وتظاهره ، يستند إلى الاستعراض المخفي خلفه خوف وجبن ..،كما أن الكيان ذاته يلوح بقوة خارقة للبطش بالأبرياء كما فعل في كل قطاع غزة منذ بدء عدوانه السافل والمنحط..هذا التلويح لم يعد مفيدا أمام ما نشاهده من تمسك بالأرض والهوية وعزيمة الصمود..وهذا ما يفتقر له الكيان لثقته ان الوطن ليس لهم ، ولن تكون فلسطين الا فلسطين بلسان عربي وهوية عربية وجغرافيا عربية وتاريخ عربي ، وغير ذلك محكوم بالفشل .

نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، المتظاهر بالقوة ، حقيقة هو يعيش في أسوأ حالاته وتاريخه السياسي البلطجي..، والكل يعرف انه يسعى لإطالة الحرب لأغراض تخدم مساره السياسي ، وهو لا يستجيب لا إلى مظاهرات مجتمع الكيان الصهيوني، ولا إلى قرارات دولية، ولا إلى وساطات ، بل يعرقل اي مسار لوقف العدوان أيضا لأسباب مفهومة، ولعله بتصرفه هذا يلعب أيضا على إلهاء الدول وإلغاء دورها ليرتكب المزيد من الجرائم بحق الأبرياء ..

(غزة) هذه المساحة الصغيرة من جغرافيا فلسطين، نجحت بإمتياز في وضع الكيان على لائحة المنبوذين ، ووضع قادة مجلس حربهم على قائمة المطلوبين ، ونجحت غزة في إعادة قضيتنا المركزية (فلسطين) على موائد الأمم ..ولعل نية اعتراف دول غربية مثل :ايرلندا ، واسبانيا ،والترويج، وغيرها من دول الغربية والأفريقية ، الاعتراف بدولة فلسطينية هو منجز اخر يسجل للمقاومة الفلسطينية في غزة..

شخصيا ، تعنيني (سعسع) وهي قرية صغيرة من قرى الجولان المحتل ، كما تعنيني (الباقورة) وهي أيضا قرية اردنية حدودية مستعادة من الإحتلال ..تماما كما يعنيني (مخيم جباليا)..يعنيني كما كل أحرار العالم التمسك بالعدل والحرية والتحرر من براثن الإحتلال ، وإعادة نتاج جوهر القضية الفلسطينية ، بقالب آخر مختلف عما كان إعتياديا من حيث النضال والسعي إلى التحرر والتحرير ..مسار ، يحاكي الواقع النضالي ضمن إطار الإرادة والعزيمة ، لا إطار التخاذل وتهويل موقع الكيان ، الذي ثبت على يد المقاومة انه كيان ورقي ..مثل طائرة ورقية تتأرجح في الهواء ، خيطها بيد أمريكا ..خيط ان فلت من يد امريكا ، تاه الكيان وانتهى، ومزقت الرياح طائرة الورق .!!


تصميم و تطوير