عدنان نصار: هل يلتزم الإحتلال بقرارات العدل الدولية.. قوة المحكمة بتنفيذ قراراتها.. و”اسرائيل” تتنمرد

{title}
أخبار دقيقة -

قرار محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الفائت ، الذي أمر الاحتلال بوقف العدوان على رفح فورا.. هو قرار مرحب به دوليا، رغم تأخر القرار، الذي وضع رفح وعموم قطاع غزة في حالة إستثائية من الإجرام الحربي الذي مارسه جيش الاحتلال.

الإحتلال الاسرائيلي الذي مارس التنمرد على محكمة العدل الدولية ، وصفها بعبارات تدل على مدى السقوط الاخلاقي عند ساسة الاحتلال ، وفي مقدمتهم نتنياهو، وبن غفير، وبتسلئيل سموتريش الذين ينسحب عليهم وصف الزعرنة والإفلاس الفكري والاخلاقي ، وتمردهم على كل القيم الإنسانية والدولية.

قرار العدل الدولية ، لم يخرج عن اختصاص المحكمة ، ولا عن وظيفتها التي أنشئت من اجل قرارات دولية ومتابعة تنفيذها.

الأمر الفوري ، بوقف العدوان الهمجي الاسرائيلي على رفح ، يعد عمليا أمر منقوص ، بعد إستثناء مدن ومخيمات فلسطينية في غزة تتعرض لابادة جماعية ، والأمر ليس مقتصر على رفح ، فجباليا ومخيمها يتعرضان لأبشع جريمة إبادة جماعية ، كما هو الحال في شمال القطاع .

ربما ، تدهور الوضع الإنساني ، والنزوح إلى رفح دفع بالمحكمة الدولية إلى اصدار هذا القرار الملزم قانونيا ، الذي هاجمه الاحتلال كما هاجم قرارات سابقة صادرة عن ذات المحكمة ، بل ومارست ضد قضاتها أساليب "التخويف والتهدبد” لثنيهم عن اتخاذ قرارات تدين أسرائيل..

يبدو أن القرار الوحيد الذي التزمت به اسرائيل ، هو قرار "انشائها” لتمارس بإسم الشرعية جرائم الإبادة ، أيضا منذ نشوء الكيان الذي مارس جرائم كبيرة وكثيرة بحق الشعب الفلسطيني على مدى 76سنة فائتة ..!

من الذي سيجبر الاحتلال على تنفيذ امر لاهاي ..؟! للإجابة ، لا بد من الإشارة إلى أن أمريكا هي الجهة الوحيدة القادرة على وقف العدوان الهمجي الاسرائيلي على قطاع غزة..، وهي التي بيدها تنفيذ قرار "لاهاي” وتجبر الاحتلال على تنفيذ امر المحكمة ..، غير أن الادارة الأمريكية المنحازة بالمطلق للإحتلال ، لن تمارس هذا الدور مطلقا ، وربما تلجأ إلى "فيتو” في مجلس الأمن ، وهي بذلك تبارك العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ، بل وشريك رئيسي بقتل الأبرياء .

الرئيس الأمريكي "بايدن” ،كان قد وصف قرار مماثل يتعلق بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، وقتها وصف "بايدن” الرئيس الروسي بوتين بأنه مجرم حرب.. في وقت وصف فيه عدوان الإحتلال بأنه "دفاع عن النفس”.. أمريكا، راعية "العدالة” الدولية ، وحامية "السلام ” بارعة جدا في اللعب بالمكاييل، وهذا لا يحتاج لأي دليل ، فشواهد التاريخ حاضرة لا تغيب (العراق نموذج) ..!

مؤسف حد الفجيعة، ومدوي حد الفضيحة ان اخذت أمريكا قرار المحكمة الدولية بشأن رفح ، وقطاع غزة من شماله إلى جنوبه ، على محمل عدم المسؤولية ..فهي في مجلس الأمن قادرة على إنقاذ سمعتها الدولية ، وإنفاذ قرار المحكمة كما أمرت فورا ..

قرار "لاهاي” رحبت به كل الدول ، بما في ذلك حماس ، رغم مطالبة كل دول العالم الحر ان يشمل القرار قطاع غزة وليس رفح وحدها .

لا يوجد لدى محكمة العدل الدولية جيش لإنقاذ القرار ، فهي كمؤسسة دولية لها مكانتها تصدر قرار الحكم ، ليكون قيد التنفيذ من جهات دولية أيضا (مجلس الأمن) غير أن "امريكا” التي ستكون بالمرصاد (ربما) ستبطل القرار بفيتو يمنح الإحتلال بإراقة المزيد من دماء الأبرياء في قطاع غزة ..!

الإشكالية الكبرى عندنا كأمة عربية وإسلامية وإنسانية على امتداد الجغرافيا الأممية ، هي لا شك أمريكا ..فعندما يتعلق الأمر بقضايا الأمة ترجح كفة المصالح الأمريكية في كل شاردة وواردة ..،وحين يتعلق الأمر ب "إسرائيل” فلها الدعم الأمريكي المطلق على حساب دمنا العربي ..مشكلتنا الكبرى "أمريكا” فلولا دعمها لما تمردت "إسرائيل ” ولا ضربت بعرض الحائط كل القيم الإنسانية .!

أظن أن "عدالة” الإدارة الأمريكية لها رؤية وإحداثيات ومسار ، يختلف تماما عن مسار العالم ..مسار بوصلته "إسرائيل” وان اختلفت الطرق .!!


تصميم و تطوير