الأردن: هندسة الانتخابات النيابية.. وذكاء “اللوكيشن” المؤدي للعبدلي

{title}
أخبار دقيقة -

عمليا ، بدأ الإستعداد للإنتخابات النيابية الأردنية التي حدد موعدها في العاشر من أيلول المقبل..إجتماعيا وسياسيا ، ماذا يعني ذلك. ؟ للإجابة وبشفافية عالية ، وصدقية قد تغضب البعض ، نقول ؛ان فئة كبيرة وكثيرة من المترشحين في مختلف الدوائر الإنتخابية دخلوا عمليا في مرحلة “النفاق” السياسي والاجتماعي ..، وهو بلا شك يعد من “النفاق” المكروه إجتماعيا لكنه ليس محرم ..ففتاوي الحراك الإنتخابي ، والتحرك الفردي والجمعي للمترشحين عند من يفترض انهم قواعدهم الإنتخابية ، لم يعد من التحركات السهلة ابدا ، لحاجته لقدر كافي من حجج الإقناع للناخبين ، وأسلوب محاورتهم بما يليق بذكاء الناخبين ، وبراعتهم في كشف المخبوء خلف الصدور ، وقرائتهم ما بين السطور ، وجس الشخصية الجوانية لمترشحين ، بما يتفق أيضا مع قدرتهم على فك رموز ” الشيفرة ” السياسية التي تتحكم بمسار الانتخابات النيابية عموما .

بعيدا عن همس التشكيك بنزاهة الانتخابات التي تجيء في كل مرة على لسان غالبية الناخبين ، وقريبا من إفتراض النزاهة ، نجد ان فئة لا بأس بها من كم المترشحين اعتادوا وتأثر رجعي ، محكوم لتجارب انتخابية سابقة ، “اللعب” بحاجة فئة من الناخبين لغد أفضل لهم ولأسرهم وللناس آجمعين  ..، ونجبد فئة من المترشحين باللعب بمشاعر الناخبين ، وتعزف عليها وتغازلها في سعي مميت لنيل أصواتهم.. وهذا ان صح التعبير من الأساليب المشروعة اذا اقترنت بصدقية ، ومسؤولية وطنية.  بعيدا عن المصالح الضيقة لبعض المترشحين ..لكن .؟!

الذكاء والمصداقية في مخاطبة الناخبين ، مسألة لها قدسية خاصة ..ولها آثارها العظيمة حتى لو لم يحالف هذا الصنف الجيد من المترشحين النجاح ..المهم في الأمر ، الصدقية ، واحترام ذكاء الناخبين ، والتمسك بوعود قابلة للتنفيذ ، تستند إلى قدرة المترشح على فك “الشيفرة” آنفة الذكر .! للأسف هناك فئة من المترشحين ، ينسحب عليهم”المكروه” شرعا لكنه ليس محرم ، ومع ذلك تسير هذه الفئة في مسار الانتخابات رغم جهلها بهندستها ، وعدم قدرتها على قراءة “اللوكيشن” المؤدي الى “العبدلي” في العاصمة الأردنية عمان ، حيث مقر مجلس النواب ..، ولا تملك هذه الفئة مع الاحترام لكل المكون الاجتماعي للمترشحين للثقافة السياسية الوافية التي ، ولا المقدرة على لغة الخطابة والإقناع سواء الخطابة المكتوبة ، أو الإرتجالية ..فثمة مترشحين اذا فقد ورقة الخطابة تاه وارتبك وتحول إلى “نكتة” اجتماعية سياسية برعت مواقع التواصل الاجتماعي الأردني في نحتها قبل قانون الجرائم الإلكترونية الجديد..، وهذه الفئة من المترشحين في عرف المجتمع الأردني “خارج النص” وهي تصر على ان تبقى داخل النص ، بصرف النظر عن كشف زيفهم ، وحجم نفاقهم الذي يؤذ الوطن والناس ..وربما يحرج الدولة الأردنية في حال وصول البعض من هذه الفئة إلى “العبدلي” .

يخطيء من يظن ، ان دائرة المخابرات العامة في الأردن ، أو غيرها من دوائر المخابرات العربية والغربية ، ان تجلس قبيل الانتخابات وتضع اليد ع.الخد ..فدوائر المخابرات تتحرك في كل إتجاه ، وترصد المشاهد ، وتقرأ المشهد ، وتتابع عن كثب ، وهذا امر طبيعي وإعتيادي وواجب وظيفي في كل دول العالم …لكن ان “يتبجح” البعض من المترشحين مبكرا بتسويق مشروعه الإنتخابي على أنه “مدعوم” فهذا أظن خارج المألوف ، بل وخارج السياق الأدبي في تعامل المترشحين مع الناخبين ، وهو اسلوب بحكم التجارب السابقة اثبت عدم جدواه .

الغرابة ، والفرادة ، والطرافة في الأمر ، ان فئة من المترشحين لمجلس النواب المقبل ، يتحدثون في صالونات مغلقة عن هذا الأمر ، وهو بالطبع مستهجن ان يصدر عنهم مثل هذا الكلام أمام حالة الوعي الانتخابي لدى المجتمع الأردني..صحيح ان نسبة كبيرة من الناخين تتتخب وفق الاسم الأخير “العشائرية” وهذا امر طبيعي أيضا ، أمام تراجع “البرامج الانتخابية” وربما عدم صدقيتها في كثير من الأحيان ، ومبالغتها في الصياغة الغير قابلة للتنفيذ والمترشح والناخب يعرفان ذلك جيدا .!

هندسة الإنتخابات النيابية ، تحتاج إلى معرفة جيدة بالمحادثات والإحداثيات السياسية ، وقراءة للمرحلة المقبلة بشكل قريب إلى الدقة ..وهو بالنتيجة سيدفع إلى برلمان (ربما) يمتلك المقدرة على رسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة التي يتحدث عنها عامة الشعب ، بشكل يليق بذكاء العامة ، ولا يتفق مع “غباء” بعض المترشحين وسطحيتهم في قراءة السطور وليس ما بينها .

الأحزاب السياسية ، كما الافراد حاضرة في مشروع الانتخابات ، وهي في تقديري جاهزة لخوضها ،بما في ذلك الاخوان المسلمين في الاردن الذين بدأوا ب: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ..” ، كما ينسحب الأمر على أحزاب اليسار و”البرولتاريا” التي ستواجه “البرجوازية” في أعقد عملية انتخابية سيشهدها الأردن بتقسمياته الجديدة في دوائره الانتخابية .!

وللحديث بقية …

كاتب وصحفي اردني..

عدنان نصار
تصميم و تطوير