غزة.. بين “كرم” أبو سالم “ولؤم” العالم.. وثبات المقاومة في وجه الطغيان!
أخبار دقيقة -
عدنان نصار
منذ السابع من أكتوبر الماضي ، ونحن كأمة عربية واحدة ، نقف على أعتاب مرحلة جديدة ، وتبدو انها مغايرة تماما ،لكل توقعات السياسة ..نقف كأمة ، يساندها أحرار العالم ممن ينتمون إلى أندية التحرر من العبودية والإمبريالية الطاغية..وينتمون الى مجتمع الإنسانية .
ثورة أكتوبر ، (طوفان الاقصى) لم تعد بحاجة إلى خطابات التشجيع ، ولا إلا كلمات عابرات ، ولا هي بحاجة بعد كل هذا الصمود المذهل ، إلى من يربت على كتف المقاومة الفلسطينية في غزة ، ويصفق لفعلها البطولي ..بقدر ما هي اي (المقاومة الفلسطينية) بحاجة إلى موقف رسمي حازم وصارم ، وموقف دولي تمارس من خلاله الدول “المتبجحة” بالعدالة والحرية وحقوق البشر ، كامل سلطاتها “العظمى” لوقف المذابح الجماعية التي تحدث هناك .
التنظير السياسي الدولي ، بعد أكتوبر ، اخذ مديات بعيدة ..تنظيرات تخيب ولا تصيب ، وتديم شلالات الدم ، ولا تفعل اي شيء لوقفه عمليا ..ففي الوقت الذي تغلق فيه المعابر ، ويخضعه الإحتلال إلى نفوذه الشرير ، تعلن أميركا ان الميناء العائم جاهز لاستقبال المساعدات بقصد إدخالها إلى غزة ..،دون النظر عمليا إلى الضغط لفتح المعابر التي هي حق طبيعي للإمدادات بكل مستلزمات الحياة وتفاصيلها ، ناهيك عن السيادة الفلسطينية ، التي يسعى الإحتلال إلى مصادرتها وإعادة احتلالها عمليا ..وأقصد السلطة الفلسطينية في غزة ، التي امتلكت قرارها وسيادتها ونفوذها ، عبر صناديق الانتخابات الفلسطينية.
منذ العام 2007 إلى اللحظة الراهنة ، وحماس تتعرض لحصار ظالم غاشم ، بقصد فكفكتها وتحويلها إلى سلطة فلسطينية تنفذ رغبات الاحتلال ، وهذا ما لم تعرفه الأدبيات السياسية في برامج حماس السياسية ، ولا هو على اجندته اصلا ..،لذلك تدفع حماس الثمن غاليا أمام حالة الغرور الصهيونية وآلته الحربية .
ما بين “كرم” أبو سالم ، و”لؤم” العالم ، تكمن المواجهة الحقيقية على الساحة الفلسطينية ، مواجهة الحق مع الباطل..والهوية مع تزوير الحقائق..أمام هذه الحالة صمدت المقاومة الفلسطينية في غزة وثبتت ثمانية شهور ..وهو ثبات ليس أمام آلة العدوان الاسرائيلي الهمجي فحسب ، بل ثبات مذهل أمام طغيان قوى عظمى تساند الإحتلال بالمال والسلاح و”الفيتو” والدعم السياسي ، حتى أصبح العالم فعليا رهينة بيد الصهيونية العالمية ، وما نتج عنها من تهديدات لمؤسسات دولية كن مثل “لاهاي” .
الصهيونية، التي تلعب على اكثر من حبل ، حاضرة في الجغرافيا العربية ، وتلعب كما يحلو لها ، وبما يتفق مع مصالحها ، وهي في كل مرة تبدو في أشد حالات تعصبها وتمردها..وتسعى لتحقيق مشروعها وكيانها القومي بإسم “الأمة اليهودية” ..،وهناك لا شك من يسوقون هذه النظرية أمميا بإستخدام مفردات وعبارات تروق للصهيونية العالمية .!
المقاومة الفلسطينية في غزة ، عززت الشعور بغربة اليهود الصهاينة ، وعمق السابع من أكتوبر الإحساس بنبذهم شعبيا على مستوى العالم ..وعملت المقاومة الفلسطينية على تغذية الشعور بالهوية الفلسطينية، وتقوية الانتماء لها حتى عند جيل الشباب الفلسطيني والعربي الذي ظنت الصهاينة انهم نسوا قضية فلسطين للأبد ..لتجيء الرسائل عبر العالمين العربي والغربي بشكل صدم الصهيونية وهو التأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية ، وطنهم المسلوب..
بإختصار ؛ العالم الآن يرى (غزة) من منظور الثبات والمقاومة التي انتزعت إعجاب أحرار العالم ..(غزة) بوصلة فلسطين وثبات هويتها…أما “كرم” أبو سالم ، ومعبر رفح ، فهما عنوان للؤم العالم الذي سكت أمام هول المجزرة.
كاتب وصحفي اردني..