عدنان نصار : حين تتحول المشافي إلى “مقابر جماعية”.. وجثث الأطفال إلى نوارس مع وقف التنفيذ

{title}
أخبار دقيقة -

الفلسطينيون، هم أكثر الشعوب صبرا، وأعمقهم صمودا، وأكثرهم قهرا ..هم وحدهم، من حولوا النضال والتحرر إلى منارة، في العهد الأممي المظلم، والعالم الظالم.

  عندما تتحول المشافي إلى مقابر جماعية، على يد طغاة العصر الذين احتلوا الأرض الفلسطينية عنوة، وانتقموا من الانسان الفلسطيني على مدى 76 سنة من عمر الكيان والاحتلال.. عندها فقط يدرك الإنسان أن الحقد والغل الصهيوني، راح إلى أبعد مدياته في الرماية، وتصويب سبطانات المدافع إلى المكبلين، والمظلومين والأبرياء من اطفال ونساء، في عدوان هو الأبشع والأفظع والأكثر إجراما أمام شعب أعزل، يواجه ماكنة الموت الأمريكية بزناد صهيوني .!
آن الأوان “فيما أعتقد ” ان تتحرك وتستنهض الضمائر الغائبة، ويصحو الشعور والاحساس الأممي والعربي، للقيام بما تبقى من مسؤولياته الإنسانية، والسياسية لوقف المذابح الجماعية في قطاع غزة الذي يئن اهله تحت نيران العدوان، ويتلوى أطفاله فوق هدم المباني، وأزيز الرصاص الغادر . على مدى 220 يوما، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي جملة من المجازر، والقتل،والإبادة، والهدم والتجريف، مستخدما كل أدواته العسكرية وقذائف الموت الموت الملائمة والدقيقة التي تحمل “ليبل..U.S.A”..ارتكب الإحتلال ما لم يرتكبه “هولاكو”العصر الحديث “بوش” في بغداد، وأمعن بتكبيل الأيدي والقتل خشية ان تنهض جثة الشهيد من جديد “قتل مع التكبيل”..،وهذا لا يرتكبه، إلا المسكون بالخوف والهلع والحقد الكبير ..! في مقدمة ما يطرح من أسئلة، وتساؤلات : لماذا لا توقف أمريكا العدوان، وهي التي تتبجح بقيم العدل وقدسية الانسان ..لماذا تصر أمريكا “راعية السلام” على كل هذا الدم وتناثر أشلاء الأبرياء ..،ولماذا تصمت أمريكا وهي القادرة على الفعل وليس الكلام الإنشائي المغلف بكذب وخداع صار مكشوفا للجميع، ولا يحتاج إلى خبراء او محللين لقراءة ما خلق المخبوء .؟! كل يوم، تخرج علينا أمريكا بتصريحات من بيتها الأبيض ..مرة تتحدث عن مساعدات انسانية وضرورة الاستعجال بإدخالها إلى القطاع ..ومرات عديدة تتحدث عن قنابل وقذائف “ملائمة للقتل” وباوزان مختلفة .! عندما تتحول المستشفيات إلى مقابر جماعية للأبرياء، وتتحول الطرقات إلى مقابر، والحدائق إلى مقابر، والجزر الوسطية في الشوارع إلى مقابر ..عندما يمارس هذا الفعل الإجرامي على يد عصابات الاحتلال الاسرائيلي الهمجي، يوازيه صمت عالمي، ومباركة أمريكية..عندها، فقط ندرك كعرب مسلمين ومسيحيين، وأخيار وأحرار العالم من كل المعتقدات والديانات، ان أمريكا ترتكب بحق البشرية “الموبقات” السياسية، وهي شريك رئيسي في العدوان، وداعم له . “كلام فاضي”، ان تسوق أمريكا القيم الإنسانية، وخواء ثقافي وسياسي ان تسوق أمريكا علينا ارساء العدل..وهراء وإهتراء أخلاقي ان تسوق أمريكا وتوزع نصائحها الاخلاقية والإنسانية، وهي الفاقدة له ..(فاقد الشيء لا يعطيه) .! العدل الدولي، الذي تتحدث عنه أمريكا، لم يعد ينطلي او يمر حتى على المراهق السياسي، ولا هي بمقدورها ان تفعل ذلك، إلا إذا اتفق مع مصالحها أولا وأخيرا ..، وبما يضمن نمو اللقطية “إسرائيل” على الغذاء والماء والمال الحرام. يبدو أن أمريكا، وأقصد بيتها الأبيض قد فقدوا “عقلائهم”، وطرد البيت الأبيض “حكمائهم”، وأغلق البيت بواباته ونوافذه وتقوقع على نفسه، ووضع في اذن طين والأخرى عجين، وفقد القدرة على النطق بالحق أمام إرتعاشاته من الصهيونية العالمية ..،أي قوة عظمى تلك التي تخشى في “قول الحق لومة لائم”،هذا اذا كانت تمتلك النية في قول الحق غير الهراء المتفق مع مصالحها . (غزة) وكل الدم الفلسطيني الذي سال على مدى ثمانية شهور فائتة، لم يكن كافيا على ما يبدو، لإيقاظ الضمائر النائمة، ولم يعد كل هذا الدم كافيا لاختراق تلك الضمائر وهزها لتصحو من ذل غفوتها. كثيرون، من شعوب العالم رفعوا الأكف في وجه الظلم والظلام، ورفضوا عدوان الطغاة ..، لقد ناضلوا بما فيهم طلبة الجامعات الغربية لوقف العدوان الهمجي..أمام حالة الهستيريا الإسرائيلية التي حولت جثث الأطفال في غزة إلى نوارس مع وقف التنفيذ ..،وانشغل العدو بصوت القذائف والمدافع، دون أدنى أخلاق “حربية” كفلتها القوانين السماوية والأرضية ..لا تقتلوا شيخا، أو طفلا، أو إمرأة، ولا تقتلعوا شجرة ..أو تقتلوا دابة..، كل هذا لم يعرفه العدو الصهيوني، ولن يعرفه لأنه غائب اصلا عن ادبياته المهترئة . أمام هذا الغياب لتلك القيم، ألا يتطلب ذلك قوة “ثورية” أممية عادلة، توقف الطاغي عن طغيانه، والمجرم عن إجرامه ..قوة توقف السافل عن سفالته، وتعيد للعالم قيمته الإنسانية بأقل قدر ممكن من العدالة، وأقل قدر ممكن من الإنسانية، حتى لا يكون العالم (غابة) وساسته “ضباع” ..!! مما قيل في السياسة الحكيمة :”إن العدل أقل تكلفة من الظلم والأمن أقل كلفة من الحرب.” ..فهل تستوعبون. ؟!
تصميم و تطوير