عدنان نصار: إحتلال رفح .. تفاهم أمريكي مع الإحتلال.. واشنطن كذب كبير وفعل صغير

{title}
أخبار دقيقة -

أمريكا، التي تحمل رتبة “الأستاذية” في المراوغة، والكذب السياسي ، ما زالت تصر على مواقفها المعادية للقيم الإنسانية ، ..وخصم شديد للعدل الأممي ، وتلبس ثوب الباطل للحق ، وتخلع رداء السمو السياسي ، لتبقى أسيرة لصفات معيبة بحق دولة تحمل إصطلاح “العظمى”.!!

  إحتلال معبر رفح ، والسيطرة عليه من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، ما كان ليتم لولا مباركة أمريكا لخطوة إحتلالية تزيد من مساحة تحرك العدو الصهيوني ليرتكب ابشع وافظع الجرائم بحق الفلسطينين في قطاع غزة رغم كل التدخلات الدولية بعد دخول رفح ، التي ستتحول إلى شلال دم ، بعد حالة الهستيريا التي يعيشها المدعوق نتنياهو . ردة الفعل على الإحتقار النازي لليهود ، التي لخصها الحاخام غورين من التوراة وهو :”..ويكون في آخر الأيام ان جبل بيت الرب بكون ثابتا في رأس الجبال ، ويرتفع فوق التلال وتجري اليه كل الأمم ، وتسير شعوب كثيرة ويقولون: هل تصعد الى جبل الرب ، الى بيت يعقوب ، فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله ، لأن من صهيون تخرج كلمة الرب فيقضي بين الأمم..”!! هذه التصور السابق ،هو ما يحدد مفهوم “السلام” الاسرائيلي ويؤكد الذهنية الصهيونية وحلمها بالسيطرة على ارض العرب ..فرفح بوابة الصمود الاسطوري كما كل قطاع غزة ، لن تسلم من غدر الصهايتة الذي فعليا بدأ منذ فجر الاثنين الماضي تمهيدا لإقتحام رفح على ما يبدو ، وارتكاب مجازر إضافية…وفتح شلالات دم جديدة على مرأى ومسمع من العالم الحر الذي يتبجح بالقيم والإنسانية وفي المقدمة بالطبع واشنطن وبيتها الأبيض الذي ينتج السياسة السوداء .
الخرف “جو بايدن” الفاقد للذاكرة السياسية والاخلاقية ، لم يتردد من ممارسة كذب اضافي وهو على مشارف الثانية والثمانين من العمر ..، فحديث بايدن يوم الثلاثاء الفائت ، اعطى شرعية للإحتلال بإجتياح رفح ، وتعاطف مع الاحتلال وهو يتحدث عن ذكرى المحرقة ، ليقارن السابع من اكتوبر المجيد بالمحرقة النازية !! بايدن الذي تحدث وهو يقرأ عن لوحة “سلايد” ثبتت امامه تؤكد ان الرئيس الخرف يعاني من صعوبة في قراءة التاريخ ومعرفته . لندع بايدن جانبا ، فواشنطن بيدها الكثير من الأوراق لوقف شلالات الدم في غزة ، وبيدها ، قرار وقف اطلاق النار (العدوان) وبإمكان واشنطن فعل الكثير وبسرعة قياسية نظرا لما تحمله من صفة “امريكا العظمى” ، غير ان امريكا لا ترغب بذلك ، فهي شريكة رئيسية في جريمة الابادة ، وداعم كبير للإحتلال ، وراعي يدفع المال والسلاح للإحتلال ليوسع من ظلمه وبطشه وإجرامه ..، وهذا بطبيعة الحال يؤكد هوية الفعل الإجرامي وينقل “المتهم” الى “مجرم” والأدلة كثيرة . هم فاقد الخلق والأرعن بنيامين نتنياهو ، هو “تدمير” حماس ،ويظن ان معقلها الاخير رفح ..وهو حلم مريض راود بنيامين منذ امد بعيد عبر اكثر من عدوان على غزة التي الحقت به الفشل الذريع ..، وفشل اكبر ينتظره الآن وحرق لما تبقى من مراكبه السياسية والاخلاقية عبر بوابة رفح ، التي في حال اجتياحها ستتحول الى يوم قيامة لهز ما تبقى من “هيبة اسرائيل” . في البيت الأبيض، تملك القلة الواقعية والواعية ، كما هو الحال في بريطانيا العظمى ، مفاتيح الحل العادل ، ويملك الطرف الآخر  هناك مفاتيح الشر والظلم ، والشعوب الأوروبية واميركا بكل ولاياتها تدعم مفاتيح الخير والعدل ، بما في ذلك طلبة الجامعات الذين تحركوا للتضامن مع غزة ورفضهم للعدوان ..، لكن إلى أي مدى ستؤثر مفاتيح الخير والعدل هناك ..سؤال يبحث عن إجابة في اروقة السياسة العالمية وعواصمها الكبرى .؟! واشنطن كعاصمة دولة عظمى ، تقدم النموذج السياسي المتارجح بين مصالحها مع العرب والمسلمين ، ورغبتها في ابقاء الاحتلال الاسرائيلي ذو هيبة في المنطقة ، حتى وان كانت هيبة صورية كما كان سائدا قبل السابع من أكتوبر الماضي ..، وهي هيبة ورقية سوقتها الماكنة الاعلامية المجعجعة لتسويق هيبة اسرائيل التي اصبحت مثل عيدان “المعكرونة المسلوقة”..فهي تقف بمعاونة أمريكا،  وتعاود السقوط..تقف ، وتسقط ..هكذا دواليك.! الشيء الوحيد الذي اصاب العالم بالذهول ، هو صمود قطاع من أرض فلسطين لا تتجاوز مساحته 365 كيلو متر مربع لمدة تخطت حاجز 220 يوما ، أمام آلة العدوان الاسرائيلي المدعوم بالمطلق من امريكا وبريطانيا وقوتهما “العظمى” ناهيك عن دول غربية أخرى داعمة للكيان ..،هذا الصمود الذي ادخل العالم في دائرة الذهول، وتسبب في حرق مراكب “قوة الردع “الإسرائيلية لم يرق مطلقا لا للإحتلال ولا لدول غربية ، وأحرج دول عربية كان لها تاريخ من الصراع العربي – الاسرائيلي لتأكيد الحق الفلسطيني. سمعة اسرائيل الدولية سياسيا واخلاقيا وعسكريا ، باتت مشوهة جدا ، ومكسوفة عند الذين يحاولون الدفاع عن “ديمقراطيتها” ..وستعزز رفح تشويه هذه السمعة وتسقط ما تبقى من ورق التوت الذي يستر عوراتهم وسوءات أفعالهم..كما هو الحال في السقوط المدوي لسمعة أنظمة سياسية كنا نظن انها نظيفة إلى حد ما ..،لكن وساختها لا تحتاج إلى مجهر لرؤية جراثيمها السياسية ..!! امس قلت لفضائية غربية ناطقة بالعربية:”واشنطن كذبها كبير مع العرب وفعلها صغير ..وفعلها كبير مع الاحتلال ، وكذبها صغير..فهي ، بيدها مفاتيح الخير والعدل ، وبيدها مفاتيح الشر والظلم ..والهنود الحمر دليلنا على ذالك..!!
تصميم و تطوير